يعاني العديد من الأشخاص من القلق والتوتر والأرق الذي يؤثر بدرجة كبيرة على صحتنا ونظامنا الغذائي لأن التوتر والأرق والأمراض النفسية بشكل عام أصبحت هي أمراض العصر التي تمس شريحة كبيرة من المجتمع ولكن للأسف أصبحت لهذه الأمراض علاقتها الوثيقة بأجسامنا لأنها تعمل زيادة بعض الهرمونات التي لها علاقة بزيادة الوزن أو قلة الوزن في بعض الأحيان.
ما مدى تأثير الأمراض النفسية كالقلق والتوتر على التغذية وأجسامنا؟
ذكرت الدكتورة ربى مشربش ” أخصائية التغذية “: أن الأمراض النفسية كالقلق والأرق والتوتر تؤثر بدرجة كبيرة على التغذية والأمراض المرتبطة بها لأن هناك أثر هرموني للضغط يتسبب في مشاكل صحية عديدة.
هناك عدة أنواع من الأرق أو الضغط بينما يُعد الضغط النفسي هو الأصعب نتيجة ضغوطات العمل بشكل كبير بجانب ضغط الدراسة، لذلك للوقاية من الضغط النفسي الناتج عن العمل يمكننا تخصيص وقت بسيط في النهار لنقوم فيه بالتنفيس عن الأرق والضغط الذي نعاني منه نتيجة هذا العمل لأن ذلك سوف يؤثر إيجابياً على صحتنا خاصة فيما يخص السمنة المفرطة.
هناك العديد من الأشخاص الذين يتأثرون تغذوياً نتيجة الضغط والأرق الشديد حيث أن هؤلاء الأشخاص لا يقومون بتناول الطعام بصورة سليمة وغالبية هؤلاء المرضى يزيد عندهم مشكلة الشراهة في الأكل أو نهم الطعام التي تُعد حالة نفسية يصير هنالك فيها تناول لكميات كبيرة من الأكل بشكل غير مدروس يمكن بعدها أن نتعرض للتقيؤ، وأغلب هذه الحالات تعتبر متعلقة بالسمنة أو مشكلة نفسية – بناءً على ما ذكرته أخصائية التغذية ربى مشربش.
هل هنالك علاقة بين التوتر والأكل الغير صحي؟
إن أغلب الناس حين يودون التنفيس عن حالة التوتر والقلق التي تنتابهم فإنهم يميلون إلى الأطعمة العالية بالسكر والدهون والملح لأنها مرتبطة بشعور السعادة.
من الناحية الهرمونية، هناك هرمونات عديدة داخل الجسم تتحكم في الجوع والشبع ومن أكثر هذه الهرمونات هو هرمون الأدرينالين الذي يعتمد على الكر والفر ومن ثم نشعر بضربات سريعة للقلب مما يؤدي إلى قلة الشهية، لذلك تشير الدراسات أنه إذا وقع الإنسان في ضغط أو أرق لحظي لفترة قصيرة فمن الممكن أن تقل لديه الشهية ولكن تكمن مشكلة الأرق عند التعرض له لفترات طويلة من الزمن حيث أنه يؤدي في هذه الحالة إلى إفراز عدة هرمونات في الجسم أهمها هو هرمون الكورتيزول الذي يؤثر على ميكانيكيات أخرى في الجسم تؤدي إلى زيادة الشهية والجوع الزائد، هذا إلى جانب بعض الآثار الصحية الأخرى لهذا الهرمون كارتفاع ضغط الدم، لذلك فإن هناك بعض الشباب الذين يعملون لفترات طويلة ويتعرضون للقلق لفترات أطول يتسمون بالسمنة الوسطية نتيجة الجلوس على المكاتب لفترات طويلة ويعانون كذلك من أعراض ضغط الدم حتى في حالة عدم تناولهم لأطعمة مملحة، كما قد يؤدي ذلك إلى زيادة ارتفاع ضربات القلب الذي قد يؤدي إلى وجود مشكلة في الأوعية الدموية والشرايين مع زيادة السمنة الوسطية الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة الناتجة عن العامل الهرموني والنفسي والجيني والبيئة المحيطة.
كيف يمكننا التخلص من حالات القلق والضغط الذي نتعرض له؟
أردفت ” ربى “: يجدر الإشارة إلى أن حياتنا أصبحت سريعة نوعاً ما وتتسم هذه الحياة سواء شئنا أم أبينا بالأرق والتعب الدائم لعدة أسباب أهمها هو ضغوطات العمل لساعات طويلة، لذلك يجب علينا تخصيص بعض ساعات النهار لتخرجنا من التوتر الذي نشعر به يومياً حتى أن السوشيال ميديا نفسها قد تكون هي المسبب الرئيسي للتوتر، لذلك يُنصح بالمشي لساعة واحدة بالنهار على الأقل للخروج من هذه الحالة لتي نشعر فيها بالقلق والضغط النفسي مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي.
من العادات التي يتبعها البعض للخروج من هذا الضغط والقلق النفسي اليومي هو أن نترك أنفسنا نضف ساعة قبل النوم لنقوم بقراءة كتيب ما في موضوع ليس له علاقة بما نقوم بفعله خلال اليوم، كما يمكننا ممارسة الرياضة خلال فترة النهار لمدة ربع ساعة فقط لنشم فيها هواء نظيف فحسب.
لا يمكننا القول بأن هناك أغذية معنية يمكنها التقليل من حالات الضغط والتوتر التي تنتابنا على الرغم من وجود junk foods التي تعتمد على إعطائنا سعادة لحظية فقط ولكن الآلام التي تسببها تلك المأكولات خاصة قبل النوم مباشرةً في المعدة يجعلنا نقرر ضرورة الابتعاد عنها طيلة الوقت وهو ما يؤكده لنا أخصائي التغذية الذي يصف لنا نظام غذائي صحي يعتمد على عدم الإكثار من الدهون والإكثار من تناول الخضار والفواكه.
بالإضافة إلى ذلك، عند اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على مضادات الأكسدة والخضروات والفواكه التي تساعدنا على كيفية النوم بصورة أفضل لأن مرضى الضغط النفسي عادةً ما يعانون من قلة في النوم بجانب التدخين المستمر.