مع هذه الحياة أجمل، إنها الصداقة التي تحمل لنا أشخاصاً يصبحون أكثر قرباً من أقربائنا وهي على حسب علم النفس والاجتماع احدى طرق الحياة السعيدة والمتوازنة، وفي اليوم العالمي للصداقة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2011 هو يوم لتجديد الصداقات وإنشاء صداقات وفرص لتسوية سوء الفهم.
هل من العسير علينا إيجاد صديق وفي في هذه الحياة؟
يقول الدكتور عمرو يسري “استشاري الطبب النفسي”، يمكننا القول بأن المصالح أصبحت غالبة علينا بعض الشيء في هذه الحياة ولكن في نفس الوقت لا يمكننا أن ننكر أن الحياة لا يمكنها أن تستقيم إلا في حال وجود صديق وفيِّ لنا وعلى قدر عدد الأصدقاء وعمق العلاقات الاجتماعية ينتج عنها الأمان للإنسان سواء في العمل أو في غيره.
إن كلمة الصديق لغوياً من الصدق ولكن للأسف فإن المجتمع الرأسمالي اليوم يتجه بنا إلى المصالح أكثر من الأمان والصدق كما أن المشكلة الكبرى هي أن الناس أصبحوا غير صادقين مع أنفسهم، لذلك أصبح هناك بعض الأمراض النفسية ذات المنشأ أو المنبت ذو الشجرة السامة التي تجعل الإنسان لديه إنكار دائم للحقائق وكاذب على نفسه طوال الوقت وذلك نتيجة للمصالح المادية على حقيقة الإحساس بعمق العلاقات بيننا.
وفق ما يراه الدكتور ” عمرو يسري “: لا يمكن أن تسري أي علاقة بين الناس إلا عند اتصافها بالتسامح لأن الناس مختلفين كما خلقهم الله حتى التوأم منهم ومن ثم يجب أن يكون لدينا قدرة كبيرة على تخطية الأخطاء لبعضنا البعض حتى نبقى أصدقاء طيلة الوقت، لذلك يمكننا القول بانه كلما زاد عمق العلاقات بين الناس كلما شعر الإنسان بالأمان والطمأنينة في الحياة.
ما هي الأشياء التي تغذي الصداقات بين الناس؟
هناك منطقة يجب أن تظل فارغة بين الأصدقاء حيث أن اللوم الكثير عن الحد يضعف العلاقات بيننا ويجعل الطرف الآخر غير مرتاح مع صديقه لعدم شعوره بالقبول لأن أصل الصداقة هي الصدق وذلك بشرط توافره بين الطرفين مع ضرورة التطلع إلى جمع عدد أكبر من الأصدقاء طوال الحياة.
على الجانب الآخر، يبقى الشيء الأبرز لضعف الصداقات بين الناس هي عدم القبول الكلي لصفة ما أو ذلة ما لصديقه، لذلك يجب أن نتحلى بسعة الصدر وقبول احتمال الخلاف مع الانتباه والنظر دوماً إلى مزايا الصديق وليس عيوبه لأن النظر الدائم إلى عيوب الغير وعدم التغافل عن الزلات يجعل من استمرار هذه العلاقة شيئاً مستحيلاً.
كيف يمكننا إهداء أصدقائنا عيوبهم دون التأثير على علاقتنا؟
هناك أدب يُسمى بأدب النصح مع الصديق أو مع غيره حيث أننا جميعاً نختلف في طريقة تقبلنا للنصح عن غيرنا كما أن هناك البعض ممن لا يفتحون باباً للنصح أبداً من الغير ولا يقبلون به ويسيرون في طريق الشخصية النرجسية التي تعي كل شيء ولا تقع في الخطأ تحت أي ظرف وهؤلاء ينفر منهم الناس ولا يقبلونهم أصدقاء لأنهم يعلقون على عيوبنا طيلة الوقت وليس لديهم أي طاقة أو ظن يقبلون به أي خطأ نراه فيهم ومن ثم يصعب استمرار علاقة الصداقة بيننا وبين هؤلاء الناس.