تتغير العلاقة الزوجية بين الزوجين مع مرور السنين وتغير نمط الحياة، ولا شك بأن الحياة الزوجية بعد عمر الخمسين تمر بمراحل مختلفة وتختلف عن باقي سنوات الزواج.
هذا التغير الذي يطرأ على حياة الزوجين يكون سببه الأساسي هو التغير في الهرمونات سواء في هرمونات الذكورة عند الرجل أو الهرمونات الأنثوية عند المرأة، ومن ثم يستلزم على كلا الزوجين قبل الدخول في هذا العمر ضرورة استشارة الطبيب المختص حتى يمكنهما تجاوز تغيراته بشكل يسير دون أن يؤثر ذلك على استقرار الحياة بينهما.
مظاهر التغير في حياة المرأة بعد عمر الخمسين
يرى الدكتور يمان التل ” استشاري جراحة الكُلى والمسالك البولية ” أن سن الخمسين هو سن مهم في حياة الرجال والسيدات حيث يحدث فيه تغيرات عديدة خاصةً للمرأة من بينها:
- بعد سن الخمسين تختلف الهرمونات عند المرأة حيث أن هذا العمر هو عمر انقطاع الدورة الشهرية وبالتالي ينخفض هرمون الأستروجين لدى المرأة مما يتسبب في جفاف إفرازات المهبل مع تغير في طبيعة المهبل ويؤدي ذلك إلى صعوبات في إقامة علاقة زوجية مع الرجل نتيجة الشعور بالألم أثناء إقامة هذه العلاقة فضلاً عن زيادة التهابات المسالك البولية إلخ إلخ..
- نقص معدل هرمون التستوستيرون وهو هرمون الذكورة المسئول عن الرغبة الجنسية والنشاط والحركة عند الرجال والسيدات كذلك، مما يؤدي إلى الهبوط الجنسي وعدم تفكير المرأة كثيراً في إقامة علاقة زوجية مع زوجها، فضلاً عن الشعور بالتعب والإجهاد بشكل دائم.
- العامل النفسي السيء الذي تتعرض له المرأة بعد سن الخمسين نتيجة شعورها بكبر السن، ومن ثم ترى أن إقامة علاقة زوجية مع الرجل يُعد أمراً مشيناً وغير مناسب لعمرها، وهو ما يجعلها تتجنب إقامة علاقة زوجية مع زوجها في هذا العمر.
كيف يؤثر عدم إقامة علاقة زوجية سوية على الأسرة برمتها؟
أثبتت الأدلة العلمية أن كلا الجنسين يشعران بالحاجة إلى إقامة علاقة زوجية سليمة طوال الحياة، ونظرياً لا تنعدم الرغبة الجنسية عند كلا الجنسين مدى الحياة على الرغم من أن هذه الرغبة تقل نوعاً ما مع مرور الوقت.
مضيفاً: على الجانب الآخر، يمر الرجل على سن الخمسين بمشاكل صحية مختلفة كأمراض الضغط والقلب والتدخين مما يؤثر على القدرة الجنسية للرجل، وحين تمر هذه الظروف التي يتعرض لها الرجل مع الظروف الهرمونية والتغيرات المصاحبة للمرأة يجعل من إقامة العلاقة الجنسية بين كليهما أمراً عسيراً نوعاً ما أو محرج إن جاز التعبير، وفي حال كان الرجل يعاني من مشكلة جنسية وأراد الإقدام مرة أخرى لإقامة علاقة جنسية مع زوجته فإنه يفضل الابتعاد عنها وتجنبها حتى لا يتسبب في إحراج أحدهما مع الآخر، وهو ما يؤثر على استقرار الأسرة بشكل عام وعلى صحة الزوجين النفسية بشكل خاص.
التغيرات التي تطرأ على الرجل في عمر الخمسين
مثلما ذكرنا سلفاً فإن المرأة تتعرض إلى بعض التغيرات الهرمونية التي بدورها تؤدي إلى صعوبة في إقامة علاقة جنسية سليمة مع زوجها فإن الرجل كذلك يتعرض إلى توقف وهبوط في الهرمونات الرجولية مع مرور الوقت، وقد ينزل هرمون الذكورة بمستوى متسارع من شخص لآخر، وهذا الهبوط يؤدي إلى:
- ضعف في الرغبة الجنسية بينه وبين زوجته.
- ضعف في العضلات.
- الشعور بالكسل.
ومن ثم يجب إجراء فحص لهرمونات الرجل على عمر الخمسين وإعطائه بعض الأدوية التي يمكنهم بها استعادة نشاطهم وحيويتهم ورغبتهم الجنسية.
هناك تأثير واضح للتدخين على صحة الرجل الجنسية وغير الجنسية بشكل عام من ظهور أمراض القلب وتصلب الشرايين وضعف الانتصاب إلخ إلخ…، ولكن على سن الخمسين بشكل عام تصبح هذه الأعراض أكثر وضوحاً مما يؤدي إلى تجنب الرجل إقامة علاقة جنسية مع زوجته.
علاج الضعف الجنسي عند النساء
هناك علاجات عديدة للضعف الجنسي عند السيدات حيث تشعر المرأة عند اقتراب سن الـ٥٠ بضعف جنسي واضح مع الشعور بألم أثناء إقامة العلاقة الزوجية مع الرجل فضلاً عن الشعور بالألم أثناء إقامة تلك العلاقة، وهنا يمكننا النصح باتباع برنامج صحي كامل مختص بإعادة تأهيل الصحة النفسية للمرأة مع إمكانية علاج جفاف المهبل بأدوية مختلفة عن طريق بعض أنواع الحقن، كما يمكن علاج السلس البولي الذي تتعرض له المرأة في هذا العمر، مع علاج التهابات المسالك البولية.
في حال شعور المرأة بقلة في الرغبة الجنسية فيمكنها أن تأخذ أدوية بنسب معينة وبطرق خاصة تزيد من هرمون الذكورة.
على الجانب الآخر، تعمل زيادة بعض الهرمونات عند الرجل والمرأة على زيادة فرصة التعرض لبعض أنواع السرطانات، ولكننا في هذه العلاجات نعطيها للمرأة بنسب قليلة أو تأخذها عن طريق بعض الكريمات السطحية، ومن ثم فإن تأثيرها على وجود السرطان قليل نوعاً ما، وهذا الأمر حتماً يستدعي ضرورة أخذها تحت إشراف طبي، مع مراعاة أن هناك علاجات وبرامج نفسية وصحية أخرى تختص بحالة كل مريض أو مريضة على حدة.
يجدر الإشارة إلى ضرورة تفاهم الزوجين مع بعضهما البعض عند هذا السن حتي يتمكنا من معالجة هذه المشكلة بشكل يسير والاتفاق سوياً على حل هذه المشكلة الجنسية بالذهاب إلى الطبيب المختص ومناقشة الأمر سوياً دون حرج.
كيف يمكن إعادة هرمون الأكسوتوسين بين الزوجين؟
في الفترة بعد عمر الخمسين يعمل إعادة هرمون الأكسوتوسين بين الزوجين دوراً مهماً في إقامة علاقة زوجية سوية معاً مع ضرورة الإبقاء على التواصل الجسدي مع بعضهما البعض دون أن يلجأ كل منهما لهجر الآخر والابتعاد عنه في الفراش، ومن ثم يمكننا القول بأن هرمون الأكسوتوسين في هذه الحالة يزيد من الشعور بالألفة والهدوء والثقة ويزيد من الرابط بين الأزواج، ومن هنا يجب أن يحافظ كلا الزوجين على هذا التواصل الجسدي طوال الوقت حتى إن لم يكن هنالك تواصل جنسي بينهما في هذه الفترة.
بعد عمر الخمسين بسنتين تقريباً تبدأ المرأة بتجديد حيويتها ونشاطها مما يستدعي قبل هذه الفترة أن يكون هنالك تواصل جسدي بين الزوجين حتى يمكن للزوجين إقامة علاقة جنسية ناجحة مرة أخرى.
بشكل علمي، بعد عمر الخمسين بسنتين كما ذكرنا سلفاً فإن الجسم يعيد تأهيل نفسه مرة أخرى ويعمل على تعويد نفسه على الهرمونات الجديدة التي طرأت عليه، كما أن الجسد في هذه الفترة يتخلص من العديد من التوترات التي كان يعاني منها من قبل، ومن ثم تصبح العلاقة الزوجية علاقة ودية هدفها التآلف وليس إنجاب الأطفال دون أن يتخللها القلق النفسي.
وختاماً، أنصح الزوجين دائماً بعد عمر الخمسين وفور الشعور بتأثير هذه التغيرات الجنسية والنفسية التي تطرأ على الزوجين في هذا العمر بضرورة التوجه سوياً إلى الطبيب المختص بحيث يمكنهما اتباع طرق العلاج المتاحة التي يعرضها عليهما الطبيب حتى يستطيعا إقامة علاقة جنسية سليمة خاصةً مع التقدم الطبي الهائل الذي نشهده في هذه الآونة.