تنقسم حاجات الناس إلى قسمين أولها الحاجات الجسدية والروحية كما يوجد هنالك الحاجات الاجتماعية، لذلك فكما يحتاج الإنسان للأكسوجين ولا يمكنه العيش بدونه فيمكننا القول كذلك أننا لا نستطيع العيش بمفردنا بدون الناس.
هل يبدأ الحب بحب الذات ثم الآخرين أم العكس؟
قالت “د. أماني جوزع” مدربة مهارات حياتية وعلاقات اجتماعية. يمكننا القول أننا نتطلع إلى حبنا لذاتنا وتعاطفنا مع أنفسنا وهنا يمكننا تطوير ذاتنا من خلال زيادة الوعي ونستطيع مسامحة أنفسنا وتقبل شكلنا وحياتنا ثم بعد ذلك نستطيع تقبل وحب الآخرين، لذلك من المهم أن يقف الإنسان مع نفسه من وقت لآخر دون أن يتجه إلى حب النفس الزائد عن الحد والذي قد يصل إلى الأنانية وإنما يجب التحلي بالمحبة الصحيحة التي بها نوع من أنواع الرحمة.
على الجانب الآخر، هناك البعض ممن يعتمدون على محبة الغير فقط وفي حالة عدم وجود الغير في حياتهم فإنهم يفقدون ثقتهم بأنفسهم.
وتابعت “أماني” يمكننا القول أن للإنسان مجموعة من الدوائر يعيش فيها مجموعة أخرى من العلاقات سواء كانت هذه العلاقات مع الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو الزوج، ولكننا جميعاً محاطون بدوائر أخرى مثل التفكير والعمل والمال وغيرها من العلاقات التي تتيح لنا النجاح في الحياة، لذلك يجب أن يقيِّم الإنسان كافة هذه العلاقات مع بعضها البعض دون التركيز على علاقة واحدة مع أهمية مشاركة علاقتنا مع الآخرين حيث أن مشاركة هذه العلاقة مع الآخرين هي جزء من طريقة فهم الآخرين لنا خاصة بين الأزواج.
إلى جانب ذلك، يجب أن يكون هنالك تلامس جسدي بين الآباء والأبناء وبين الأزواج وغيرهم حيث أن ذلك يعتبر جزء من المودة والرحمة بينهما ومن ثم تتلبى احتياجاتنا دون أن نتعرض للألم والغضب أو فقدان السعادة.
هل يمكن للحب جلب السعادة للإنسان؟
يمكن للحب أن يجلب السعادة للإنسان وذلك حسب القيمة المرجوة من هذه السعادة التي يبغيها الإنسان، لذلك فإن المحبة والاهتمام حولنا بجانب المودة واللطف يمكنها أن تغير من حياتنا للأجمل كما أن فكرنا يجب أن يُبنى على أساس محبة الذات وبالتالي ستتغير مشاعرنا للأفضل.
على الجانب الآخر، عند تعرض الإنسان للغضب أو الألم فإن فكره سيدور حول أسباب هذا الغضب والألم الذي يملأ صدور الآخرين تجاه هذا الشخص وبالتالي فإن الإنسان حينئذ سيكون غير قادر على ممارسة حياته بصورة طبيعية خاصة عندما يكون غير قادر على بناء ثقته بنفسه.
كيف يمكن تشجيع الأطفال على بناء علاقات اجتماعية سليمة؟
في ظل وجود الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تخلق الانطوائية الشديدة عند الصغار والكبار يصعب علينا بناء علاقات اجتماعية سليمة وجيدة خاصة بين العائلات، لذلك يجب علينا التفكير دائماً في كيفية خلق بيئة سعيدة في وجود العائلة مع ضرورة وضع قواعد بين الأهل وبعضهم مثل ترك الموبايل تماماً على الطاولة أو تخصيص اجتماع مع الأهل مرة واحدة أسبوعياً وبالتالي سيؤثر ذلك إيجاباً على الجميع في وقت قصير.
وأردفت الدكتورة ” أماني جوزع” من الضروري كذلك أن يكون هنالك تدريبات ترفيهية حقيقة للأطفال مثل ممارسة الأعمال التطوعية بشكل دائم لأن ذلك يزيد من شعور السعادة عند الإنسان.
وأخيراً، يجب على كل شخص أن يسأل نفسه عن رصيد الآخرين عنده حتى يمكنه تقبل ذاته خاصة عندما ينتقدونه كما يجب التفكير في مدى قوة العاقة بين هؤلاء الأشخاص الذين يغضبوننا طوال الوقت ومدى تأثير علاقتهم علينا، لذلك فإننا على الأرجح نشجع على التفكير دوماً بنجاح العلاقات بيننا وبين الأشخاص من الدرجة الأولى والثانية وعدم التفكير كثيراً في علاقاتنا مع الأشخاص من الدرجات أو الدوائر البعيدة عنا خاصة عندما تقوم هذه الدوائر بتعكير صفونا طوال الوقت.