«داليا» تسأل: أود أن أعرف رأيكم في حالة والدتي التي سأقوم بشرح تفاصيلها كالتالي:
والدتي تبلغ من العمر 65 عاما (بارك الله لنا في عمرها) مصابة بمرض السكري من حوالي 15 عاما أو أكثر.
منذ حوالي 4 شهور أصبحت تعاني من آلام شديدة في ركبتها اليسرى وقامت بعمل أشعة سينية فكان التشخيص هو الآتي:
- Normal joint space and articulating bony surfaces of the left knee.
- Normal osseous features of the formal condyles, tibial condyles and patella.
- No osseous pathology; no identifiable periarticualr soft tissue abnormality.
وأخبرنا الطبيب بأن هناك تآكلا في غضاريف الركبة وبدأ العلاج:
- قام الطبيب بحقنها في منطقة الركبة بحقنة لا أعرف اسمها.
- ثم قام بوصف العلاج الذي يتكون من: جلوكوزامين قرص مرتين يوميا وأداراك-د قرصين ثلاث مرات يوميا ودهان مووف + لبوس موبيك.
وبدأت في التحسن عند الاستمرار على هذا العلاج؛ وتم تخفيض جرعة الأداراك إلى قرصين مرتين في اليوم. بعد حوالي شهر أوصى الطبيب بتعاطي الجلوكوزامين لمدة 6 شهور والأداراك لمدة شهرين وكالسيوم (calcicliew) لمدة شهرين، ولكن بعد ذلك قام بتغيير الجلوكوزامين إلى كارتيلجين قرص واحد مرتين يوميا (وذلك قبل انتهاء الـ6 شهور، وبعد شهر من تناول الجلوكوزامين)، ووصف أيضا حقنة ديكادرابولين واحدة في الأسبوع لمدة 3 أسابيع. ومنذ ذلك الحين بدأ الألم يعود كما كان، وأصبحت لا تستطيع المشي مرة أخرى بدون مساعدة، ولا تستطيع النوم نهائيا من شدة الألم.
ثم عاد بوصف الجلوكوزامين مع الكارتيليجن + حقن زيفو واحدة يوميا لمدة أسبوعين + كالسيوم.
وهي ما زالت مستمرة على هذا العلاج؛ لأنه لم ينتهِ الأسبوعان بعد.
الألم عاد مع وجود شد، وكأن عصبا يمسك الركبة عند ثنيها كما توصفه أمي وعند فردها يكون هناك ألم وكأنه شك دبوسز.
السؤال: أريد معرفة ما هذا الشد الذي يمسك الركبة؟ أهو التهاب أوتار أم ماذا؟ وكأن هذا الشد في بطن القدم. كما أن هناك شدا في الركبة اليمنى من الخلف، وتبدو هذه المنطقة وكأنها متحجرة.
الآن أمي تعالج منذ أكثر من 3 شهور، وليس هذا هو التحسن المتوقع.. فما رأيكم في الانتكاسة التي حدثت بعد التحسن كما سبق ذكره؟
رأيكم مهم جدا جدا بالنسبة لي.. فهل ستعود الغضاريف المتآكلة إلى الوضع الذي يحسن من حالة أمي؟ كل ما أريده أن تعود تستطيع المشي والنزول وممارسه أقل الأشياء التي كانت تفعلها؛ وهي المشي والنزول والنوم؛ فهي لا تنام من شدة الألم.
شكر الله لكم سعة صدركم لهذه الإطالة.
⇐ د. مراد عاصم «استشاري علاج طبيعي» أجاب؛ فقال: الابنة العزيزة.. قرأت رسالتك، وهالني ما رأيته فيها من مباشرة العلاج بالكورتيزون على الرغم من أن الوالدة مصابة بمرض السكري، وهذا ما ذكرته في بيانات الوالدة المرفقة مع الاستشارة، وأكدت عليه مرة أخرى في نصها!! فهل من المعقول أن تكون هذه الحقيقة مغيبة عن الزميل الفاضل الذي يباشر حالة الأم؛ فأشار عليها بالعلاج بالكورتيزون دون أي حساب؟!
كما أنه كيف تم تشخيص الحالة منذ البداية على أنها تآكل في غضاريف الركبة دون عمل أشعة رنين مغناطيسي MIR؟!
عزيزتي داليا سأدخل مباشرة في الموضوع دون مقدمات طويلة وتساؤلات تدعو للريبة والشك؛ فلست على أرض الواقع، ولا أعلم الكثير عن حالة الأم، وما تم من فحوصات أو أشعات لها سوى ما ذكرته في رسالتك، ولكني أود أن أوضح لك وللزميل الذي يباشر حالة الأم أن تناول الكورتيزون يؤثر بلا شك على زيادة نسبة السكر في الدم!
فالكورتيزون هرمون يفرز من الغدة الكظرية (فوق الكلية)، وله دور أساسي في تنظيم مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى تنظيم كثير من الوظائف الحيوية والضرورية للجسم وحيويته.
لذا فإني أتوقع أن يكون مستوى السكر لدى الأم العزيزة قد اضطرب، كما أنه لدي إحساس قوي أن الأم تتناول الكورتيزون دون أي سبب واضح، وفي مثل هذه الحالات (أعني إذا أسيئ استخدام الكورتيزون، وعندما يستعمل لفترات طويلة وبجرعات كبيرة) تحدث الأعراض والمضاعفات المعروفة له، ومنها: آلام العظام والعضلات، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع السكر، تغير المزاج، ضعف العظام وآلامها… إلخ من الأعراض المعروفة والمشهورة للكورتيزون.
لذا فإني أنصح بالآتي:
- إجراء اختبار الغدة الكظرية للكورتيزون وكذلك هرمون ACTH الدال على نشاط الغدة النخامية.
- عمل فحص للكورتيزون بالدم.
- عمل أشعة رنين مغناطيسي على الركبة اليسرى وعرضها على طبيب مختص، أو إرسالها لنا عبر بريد الصفحة لتقييم الحالة.
- عمل تحليل للسكر بالدم للاطمئنان على نسبته الحالية وعرضها على طبيب السكر والغدد.
كما أود أن أشير عزيزتي داليا إلى أمرين في غاية الأهمية:
- ضرورة إبلاغ أي طبيب سيباشر حالة الأم بإصابتها بمرض السكري.
- يحذر التوقف المفاجئ للكورتيزون إذا أخذه المريض لمدة طويلة، ويجب تخفيض الجرعة بالتدريج تحت إشراف طبيب إخصائي وبشكل بطيئ جداً.
وختاما عزيزتي، لي رجاء خاص جدا، وهو أن تتابعينا بحالة الأم العزيزة وبنتائج الفحوصات والتحاليل للاطمئنان عليها، داعين الله لها بالشفاء التام والصحة.