قبل أن نتكلَّم عن حفظ الجسم بالتبريد؛ دعني أسألك: هل من الممكن أن يتمكن الإنسان من تطوير تقنية تمكنه من تجميد نفسه، ثم إعادتها إلى الحياة مرة أخرى في المستقبل، فهل هذا خيالاً علمياً، أم أنه واقع ملموس؟ لكن اثبت الإنسان على مر السنين أنه قادر على إيجاد حلول للعديد من التحديات التي تواجهه.
حفظ الجسم بالتبريد أو العلاج بالتبريد
في تقنية حفظ الجسم بالتبريد يتم الحفاظ على الجسم في درجة حرارة منخفضة تصل إلى -196 درجة مئوية للناس الذين لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة بالطرق الطبية المعروفة، وذلك بسبب إصابتهم بأمراض مستعصية يصعب على الطب في زمننا الحالي علاجها.
ويبقى لديهم أمل في إمكانية إنعاش أجسادهم، وإعادتها إلى الحياة مرة أخرى في المستقبل؛ أي بعد أن يتطور الطب والعلم، وبالتالي يتم علاجهم، وتصبح أجسادهم قوية كما كانت قبل إصابتهم بالمرض.
متى تبدأ إجراءات التجميد؟
تبدأ إجراءات التجميد بعد الموت القانوني فقط، فالمرضى المتجمدون يُعتبروا ميتين من الناحية القانونية.
وكذلك يجب أن يتم التجميد بعد دقائق قليلة من توقف القلب، ويفضل ألا تتعدى ال 15 دقيقة.
هل هناك أشخاص قاموا بتجميد أجسادهم؟
أول شخص تم تجميده هو الدكتور جيمس بيدفورد في عام 1967 وبحسب آخر الإحصائيات من شركة ألكور Alcor تم تجميد حوالي 180 شخصاً، كما قام أكثر من 1300 شخص بتسجيل أنفسهم ليتم تجميدهم في المستقبل.
ويجدر بالذكر كذلك؛ أنه يوجد عدد قليل من المراكز على مستوى العالم لتنفيذ هذه التقنية، كما أن أسعار خدمة هذه المراكز عالية جداً.
وحتى الآن لم يتمكن القائمون على هذه التقنية من إعادة أي إنسان إلى الحياة.
استخدام تقنية العلاج بالتبريد للتنقل بين الكواكب
لقد امتد خيال البشر للتفكير بذلك، حيث إنه إذا أراد البشر السفر إلى كواكب بعيدة، فإنهم بكل تأكيد سيحتاجون إلى هذه التقنية.
لأن هذه الرحلات قد تستغرق عشرات أو مئات السنين، وبهذه التقنية يبقى رواد الفضاء شُبّاناً، وكأنما لم يكبروا، ولا حتى يوماً واحداً.