ما هي متلازمة الألم العضلي الليفي؟
قال “د. ربيع أبو سليمان” اختصاصي العلاج الفيزيائي. من خلال الدراسات المتأنية في أكثر من دولة حول العالم وُصِف الألم العضلي الليفي بالمتلازمة وليس بالمرض لأنه يتسبب في عدد من الأعراض الصحية وليس عرضاً واحداً، والمتلازمة عبارة عن ألم يُصيب الفئات العمرية ما بين عمر العشرين وعمر الخمسين، وتزيد الإصابة به عند النساء مقارنة بالرجال، وتتسبب هذه المتلازمة في ظهور الأعراض الآتية:
• آلام شديدة في الفكين.
• آلام شديدة في الفخذين.
• وهن وضعف عام.
• نوبات دوارة من الألم الشديد ما بين الكتفين والكوعين والرقبة والظهر والساقين.
• الإكتئاب والأرق وغيرهما من الاضطرابات النفسية.
• حرقان غير جرثومي عند التبول.
هل تنتج الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي من الإعتلال النفسي كما يُشاع؟
بعد أن أثبتت وأضافت الأبحاث الطبية المعتبرة الأعراض المذكورة تخلى الأطباء النفسيين عن المعارف القديمة التي كانت تشير إلى أن ظهور بعض هذه الأوجاع مجتمعة سببه خلل في الصحة النفسية للمريض، فقد كانت المعارف القديمة في وصفها لاجتماع بعض تلك الأعراض بأنها واحدة من نواتج الألم النفسي، وكانت تعتمد على أن الفحوصات المخبرية وفحوصات الأشعة لا تبين أي سبب عضوي لهذه الآلام، وبالتالي اتجهوا إلى وضع المرض النفسي كعامل في ظهورها، لكن بتطور الأبحاث الطبية وإضافة أعراض أخرى أصبحت المتلازمة مرض عضوي مستقل غير تابع لأي خلل نفسي.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة خصوصاً مع تشابه أعراضها مع كثير من الأمراض الأخرى؟
أكد “د. أبو سليمان” على أنه قد تتطلب دقة التشخيص وجود فريق من الأطباء يتكون من طبيب نفسي، وطبيب أعصاب، وطبيب مفاصل والعمود الفقري، وطبيب علاج فيزيائي، حيث يعمل هؤلاء مجتمعين لتأكيد الإصابة بالمتلازمة بعد استبعاد احتمالات الإصابة بأمراض أخرى، مع العلم أنه وإن تشابهت الأعراض المذكورة آنفاً مع أعراض مرضية لأمراض أخرى، إلا أنه من الصعوبة وجود مرض بعينه تجتمع فيه كل أو غالبية تلك الأعراض الصحية المذكورة دفعة واحدة.
هل الجهل بأسباب متلازمة الألم العضلي الليفي يُصعِّب علاجها؟
عملت الهيئات البحثية الطبية في كندا وفرنسا تحديداً على تحديد نقاط الوجع التي تظهر مع متلازمة الألم العضلي الليفي، حيث أكدوا على أن عدد تلك النقاط يتراوح في المريض بين 10 إلى 20 نقطة أو موضع في جسم المريض أبرزها الفك، الترقوة، عضلات الرقبة، أسفل الظهر، الأرداف، مقدمة الركبة، كما حددوا طبيعة الألم حيث يظهر في صورة نوبات متكررة يأتي أغلبها في المساء وأثناء النوم.
وأردف “د. ربيع” وبناءً على هذا التحديد يأتي الدور على العلاج الفيزيائي للعب الدور الكامل في التخلص من هذه الآلام، مع العلم أن متلازمة الألم العضلي الليفي تُصنف من الأمراض المزمنة، لذلك تحتاج إلى وقت طويل من العلاج، كما أنه لا يمكن الشفاء التام منها، وبالتالي يؤثر العلاج الفيزيائي في إرشاد المريض إلى كيفية التعايش مع هذه الأوجاع، ويتركز عمل العلاج الفيزيائي في تحديد نقاط الوجع كما يذكرها المريض، ومن ثَم العمل عليها علمياً وبأساليب متنوعة لتخفيف حدة هذا الألم والتخلص منه.
هل بإمكان مريض متلازمة الألم العضلي الليفي ممارسة الرياضة؟
بعيداً عن التمارين العلاجية بإمكان مريض متلازمة الألم العضلي الليفي ممارسة الرياضة بشرط وجود مدرب متخصص، وبشرط تنسيق هذا المدرب مع المعالج الفيزيائي قبل الشروع في البدء، وذلك لتحديد نوعيات التمارين الرياضية التي تناسب المريض، وأيضاً لتحديد عدد مرات الممارسة الأسبوعية، لأن متلازمة الألم العضلي الليفي تتسبب في الإرهاق والوهن العام، وبالتالي يحتاج المريض إلى معاملة خاصة فيما يتعلق بالأحمال والجهد.
بما أن متلازمة الألم العضلي الليفي مرض مزمن، ما مدى نجاعة العلاج الفيزيائي معها؟
يتخلص المريض من ما معدله 80% إلى 90% من الأعراض وشدتها من خلال الإلتزام بالعلاج الفيزيائي والبرنامج الغذائي، بل إن العلاج يُباعد بين مرات ظهور العَرض الواحد، فبدلاً من ظهور الألم في نقطة ما يومياً يمكن أن تتباعد الفترة الزمنية بين النوبات لتصبح أسبوعية أو شهرية.
ما دور الحجامة في علاج متلازمة الألم العضلي الليفي؟
اختتم “د. ربيع” الحجامة من الطب القديم المتعارف عليه والذي أُجريّ عليه العديد من الأبحاث، ولذلك نستخدمه في العلاج الفيزيائي مع أمراض عدة لفوائدها العديدة في تنشيط وتسريع الدورة الدموية، ولذلك يتم استخدامها مع الكثير من الإصابات الرياضية، كما أنه مع بعض الحالات المرضية نستخدم اليوجا كأحد طرق العلاج.