تعتبر العصائر المصنوعة في المنزل أفضل من العصائر الصناعية الموجودة في المحلات؛ حيث أنه يمكن التحكم فيها، وخلط كمية فواكه مع بعضها لجعلها أكثر قيمة غذائية، والتحكم في كمية السكر الموجود فيها.
ولكن على أيةِ حال يعتبر تناول ثمرة الفاكهة كاملة أفضل من عصرها، لأن العصر قد يتسبب في فقد بعض الألياف، كما أنه يمكن تفادي الحصول على كمية السكر التي تكون غير مفيدة للجسم.
كمية السكريات الموجودة في عبوة العصير الواحدة
تقول الدكتورة “ربى مشربش” أخصائية التغذية أن: يوجد على الملصق الغذائي للعصائر كمية السكر الموجودة داخل العبوة؛ حيث أن ٥جم من السكر في العصير يشكل معلقة صغيرة من السكر؛ فمثلًا إذا كانت العبوة ١٠٠ملغ تحتوي على ٨جم من السكر، هذا يعني أنه يحتوي على حوالي معلقتين من السكر.
ومن المهم أن تحاول الأم الانتباه لكمية العصائر التي تعطيها للطفل؛ فيجب أن تختار العبوات الصغيرة من العصائر، حتى لا تعطي الطفل كميات كبيرة من السكر أكبر من حاجته.
كما أنه يتوجب عليها قراءة الملصق الغذائي، واختيار أنواع العصائر التي لا تحتوي على الكثير من المكونات الغذائية؛ فكلما كانت المكونات أكثر يدل ذلك على وجود الألوان الصناعية، والمواد المضافة، والمواد الحافظة؛ لذلك كلما كانت المكونات أقل، كلما كان نوع العصير أفضل.
الفرق بين الشراب والنكتار في العصائر
تابعت د. “ربى”: شراب العصائر يكون عبارة عن ماء وسكر فقط، ولا يحتوي على أي مصدر من الفواكه، بينما النكتار يحتوي على نسبة من الفواكه.
كما أضافت الدكتورة أيضًا أنه يجب التركيز أكثر عند اختيار عبوات العصائر؛ حيث يكون هناك أنواع تحتوي على السكر العادي، وأنواع أخرى تحتوي على السكر عالي الفركتوز.
ويفضل الابتعاد عن هذه الأنواع التي تحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز لأنها قد تؤذي الأطفال، وقد تسبب السمنة، بينما سكر الفركتوز الطبيعي الموجود في الفواكه لا يسبب أي أضرار.
مما لا شك فيه أن الطفل عندما يكون وزنه أقل من الوزن الطبيعي، فليس من الطبيعي أن نحاول زيادة وزنه باستخدام العصائر.
ولكن يجب إعطاء الطفل الطعام العالي بالسعرات الحرارية والغني بالقيمة الغذائية، وبدلًا من إعطاءه العصير مثلًا يمكن أن تقوم الأم بصناعة كوكتيل للطفل في المنزل، وتضيف إليه اللبن، والفواكه.
ويمكن إضافة أيضًا الشوفان، أو زبدة الفول السوداني، وبذلك يستطيع الطفل أن يحصل على السعرات الحرارية العالية مع فائدة غذائية كبيرة.
كمية العصائر المسموح بها للطفل
إذا كان عمر الطفل أقل من ست سنوات، يُنصح بعدم تجاوز نصف كوب أو ثلاثة أرباع كوب من العصير في اليوم الواحد، ويفضل صناعته في المنزل وتقليل كمية السكر المضافة إليه تدريجيًا.
بينما الأطفال فوق ٧ سنوات فمن الممكن إعطائهم كوب من العصير يوميًا، أو كوب ونصف كحد أقصى، ولكن تؤكد الدكتورة أنه كلما قمنا بتقليل كمية العصائر للطفل، كلما كان ذلك أفضل، مع محاولة استبدال هذه العصائر بالمياه الطبيعية.
تؤكد د. “مشربش” على عدم إعطاء العصائر للأطفال أقل من سنة نهائيًا، ولكن يأخذ الطفل في هذه المرحلة الحليب الطبيعي أو الحليب الصناعي فقط، بالإضافة إلى ضرورة تقديم بعض الأطعمة للطفل وعدم الاعتماد فقط على الحليب؛ حيث أن الطفل إذا لم يحصل على الطعام في هذا العمر فإنه يصاب بفقر الدم.
وأضافت الدكتورة أن الطفل في هذه المرحلة يكون غير قادر على تقبل تناول الأطعمة، لذلك يفضل في هذه الحالة التركيز على تقسيم الوجبات للطفل حتى يستطيع تقبل الطعام مع الوقت.
من المهم جدًا إدخال الطعام للطفل بعد ستة أشهر من عمره.
ختامًا، من المؤكد أن العصائر المصنوعة في المنزل تعتبر أفضل من العصائر الصناعية، كما تزداد قيمتها الغذائية إذا قمنا بتحويلها إلى كوكتيل؛ لذلك يمكن صناعة العصائر منزليًا والتحكم فيها وجعلها غنية بالفوائد الغذائية، والتقليل من السكر فيها، ولكن من الضروري جدًا الانتباه للكمية التي نقوم بشربها لتجنب حدوث أي أضرار صحية.