تقول السائِلة: أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عامًا، كنت أمارس العادة السرية منذ صغري، ولم أكن أعلم أنه حرام، والمشكلة أنني كنت أمارسها بشكل يومي تقريبًا عن طريق إثارة البظر، وبعد أن علمت بحرمتها جاهدت نفسي كثيرًا حتى تمكنت من التوقف عن هذه العادة قبل شهرين. اسألوا الله أن يثبتني، مشكلتي الآن أن المنطقة الحساسة عندي لونها غامق جدًّا ومترهل بشكل كبير خصوصًا حول البظر، وهذا يسبب لي إحراجًا، وكلما يتقدم لي شخص أرفضه خوفًا من أن يكتشف بعد الزواج أنني كنت أمارس العادة السرية كون المنطقة الحساسة مترهلة، أنقذوني أريد حلاًّ لمشكلتي، جزاكم الله خيرًا.
الإجـابة
يقول د. عمرو أبوخليل: أختي الكريمة، نحمد الله أنك علمت بما كنت تجهلين عن أمر تلك العادة السيئة وجاهدت نفسك في الإقلاع عنها.. وندعو الله لك بالثبات ولجميع بنات المسلمين بالعفاف.
ولقدذكرنا مرارًا وتكرارًا في إجابات سابقة أن مشكلة الاستمناء حلها بالزواج، وبالزواج فقط، فلمَ ترفضين الحل وهو متاح لك؟
عزيزتي، إن مخاوفك لا أساس لها من الصحة، فاسمرار المنطقة الحساسة وترهلها ليس الدليل على ممارستك للعادة السرية، ولا يمكن أن يكتشف الزوج ممارستك لهذه العادة إلا إذا شاهدك وأنت تمارسينها، وهذه هي إحدى عواقب تلك العادة التي تظهر بعد الزواج.
فهناك بعض الفتيات يتطور الأمر عندهم بعد الزواج بحيث لا تستطيع الحصول على الاستمتاع إلا من خلال العادة السرية فقط، ولا تستمتع بالطريقة الطبيعية، وهذه النسبة بالرغم من قلتها، ولكنها ممكنة الحدوث وتؤدي إلى مشاكل زوجية.
فقدرة الفتاة على الاستمتاع بعد الزواج تكون حسب طريقة أداء الاستمناء قبل الزواج وكثافته وعدد المرات في اليوم أو الأسبوع والخيالات التي تؤثر في هذه المسألة؛ لأن الفتاة إذا كانت تمارس العادة السرية بصورة مستمرة ومتكررة ولمدة طويلة، وتعيش في خيالات خاصة، فإن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر بحيث يمكن أن يتأخر وصولها إلى مرحلة الشبق (قمة الاستمتاع)؛ وذلك لأنها تعودت على أن تعطي لنفسها وقتًا طويلاً أثناء ممارسة العادة للاستمتاع بالخيالات وتظل محتاجة إلى ذلك الوقت الطويل للاستمتاع مع الزوج الذي قد يجد صعوبة في منحك الوقت الطويل الذي تحتاجينه لقضاء وطرك.
النقطة الثانية أنه في أغلب الأحيان يكون الوصول إلى قمة الاستمتاع من خلال العادة السرية عن طريق الاحتكاك بالأجزاء الخارجية (البظر)، وفي حالة الزواج يكون الإيلاج هو الوسيلة الأساسية للوصول لذلك، فيؤدي هذا لعدم إحساس الزوجة بمتعة الإيلاج ووصولها لمرحلة الشبق إلا بعد فترة حتى تتعود على ذلك، وقد لا يفطن الزوج لذلك وتظل الزوجة متعبة؛ لأنها لا تحصل على الاستمتاع الكافي نتيجة لأن الزوج لا يقوم بالمداعبة الخارجية بشكل كاف، كما كانت تفعل في العادة السرية.
هذا عزيزتي هو الأهم في تلك المشكلة لذلك بدأت به في ردي عليك، أما بالنسبة لمحور سؤالك فما تشكين منه من ترهل المنطقة التناسلية وأغلب الظن أنك تقصدين (الشفرين) فهذه الشكوى توجد لدى سيدات كثيرات، وعلى الأغلب لا يسبب لهن الإزعاج، أما إن كان حجم الكبر في الشفرين واضحًا وملحوظًا، فذلك يستدعي الكشف لاحتمال أن يكون لديك ما يعرف باسم تورم غدة بارثولين artholin’s glands، وهي عبارة عن زوج من الغدد على جانبي المهبل تفرز مادة لزجة عند الاستثارة.
وفي بعض الأحيان يحدث انسداد في الفتحة الخارجية لتلك الغدة، وهو ما يترتب عليه تجمع لبعض الإفرازات، وبمرور الوقت تزيد كمية ذلك السائل ويكبر حجم الغدة حتى تظهر على شكل تضخم، وفي تلك الحالة لا تشعر المرأة بأية آلام إلا إذا حدث التهاب للسائل.
وعلاج ذلك يكون بإزالة تلك الغدة جراحيًّا، ولا خوف من ذلك إطلاقًا، حيث لا تؤثر إزالتها على ممارستك الواجب نحو زوجك بأي حال من الأحوال، ولا في استمتاعك أنت بتلك الممارسة، وهي من العمليات التي تجرى كثيرًا، فلا تقلقي من ذلك.
ويمكنك مطالعة الاستشارة التالية لمزيد من الفائدة: تورم أحد الشفرتين.. غدة بارثولين
أما إن كانت الغدة سليمة وليس بها أي تضخم وكان هذا الوضع يضايقك فمن الممكن أن يقوم أي اختصاصي في الأمراض النسائية وجراحتها بإجراء جراحة بسيطة وغير مكلفة، وتجرى في أي مستشفى تحت مخدر عام، ويقوم الطبيب خلالها بإزالة الزيادات في الشفرين، وليس لهذا الإجراء أي علاقة بالبظر.
أما عن اسمرار المنطقة الحساسة عزيزتي فأحب أن أوضح لك أن هذه هي السمة الغالبة لتلك المنطقة؛ نظرًا لكونها منطقة احتكاك دائم، وربما كانت ممارسة العادة السرية بإفراط سببًا في زيادة الاسمرار، ولكن مع الوقت وبالابتعاد عن تلك العادة فستعود الأمور إلى طبيعتها ويمكنك مراجعة اختصاصي جلدية ليصف لك دهانات خاصة بهذه المنطقة لاستعادة لونها الطبيعي، مع ملاحظة أن لونها الطبيعي لن يكون بلون بشرتك العادية، بل لا بد أن يكون أغمق؛ نظرًا لأنها منطقة احتكاك وعرضة للالتهابات التي تخلف وراءها هذا الاسمرار.
ختامًا يا ابنتي.. تظل الكلمة التي نهمس بها في أذنك أن تشغلي وقت فراغك بكل ما هو مفيد، وأن تبتعدي عن المثيرات، ونوصيك بأن تنسي عادة لمس مواضع عفتك، وبصحبة الأخيار والابتعاد عن المثيرات بأنواعها فهي أفضل وقاية من كل هذه المخاطر.
مع أطيب الدعاء لك بزوج صالح يعينك على طاعة الله وحسن عبادته، ويرزقك منه الذرية الصالحة.. اللهم آمين.