على الرغم من الروحانيات والإيمانيات الرائعة التي تبرز في شهر رمضان، وعلى الرغم من تنافس المسلمين على الطاعة والرغبة في تحصيل الخير، إلا أن بعض قناعاتنا عن رمضان ربطت بين رمضان والرغبة في تعويض الحرمان من الطعام والشراب أثناء النهار بصورة غريبة جًدًا،، فيبرز ملمح غريب عن الشهر الكريم لا يليق به ولا يناسبه البته، وهو الإسراف المبالغ فيه في اقتناء وادخار بعض الأطعمة التي يمكن تخزينها، فضلًا عن جلب الأطعمة التي لا تصلح للتخزين يوميًا وبكميات كبيرة، مما انعكس على حالة الأسعار في رمضان، فارتبط رمضان بالغلاء، وارتفع أسعار الغذاء، وهذا لعمري من أعجب العجائب، فحين يصوم الأخوة المسيحين تنخفض الأسعار، وهذا منطقي وحين نصوم نحن المسلمون ترتفع الأسعار في علاقة غير طبيعية، ويفسر ذلك بإقبال المسلمين بشكل مبالغ فيه على شراء وجلب الأغذية المختلفة بما يفوق احتياجاتهم.
وهنا سو نلفت الأنظار إلى بعض العادات الغذائية الخاطئة التي يمارسها معظمنا في رمضان والتي غالبًا ما تؤثر سلبا على صحة الصائم، بل وتحرمه من تحصيل فوائد الصوم الصحية الرائعة ومن أهمها ما يلي:
العادات الغذائية الخاطئة التي يمارسها الصائم في رمضان
مفاجأة المعدة بكميات كبيرة من السوائل المثلجة: من العادات الخاطئة تماما والتي تشكل خطورة على صحة الصائم، أن يفاجئ المعدة بكميات كبيرة من العصائر المثلجة، بعد انقطاع الطعام عن المعدة مما يتسبب في حدوث تشنجات أو تقلصات وآلام في المعدة، كما قد يسبب التهابات في الحلق والحنجرة، وتصحيح هذا الخطأ يكون بتناول كميات قليلة من العصائر المعتدلة الحرارة، لتأهيل المعدة لاستقبال وجبة الإفطار، ويفضل تناول التمر أو الماء العادي.
تناول كميات كبيرة من الأطعمة المختلفة مرة واحدة: احتواء وجبة الإفطار على عناصر غذائية كثيرة ومعقدة مثل الدهون والنشويات والسكريات يمثل عبئ كبير على المعدة في الهضم، الأمر الذي قد ينتج عنه حدوث مشاكل الحموضة أو الارتجاع أو عسر الهضم.
تناول أصناف الحلى المختلفة بعد وجبة الإفطار مباشرة: الحلويات على اختلاف أنواعها تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والنشويات التي يصعب هضمها وخاصة حين يحدث ذلك في حالة امتلاء المعدة بالطعام، من ثم يجب تأخير تناول أي حلويات بعد صلاة التراويح، ويراعى عدم المبالغة في الكمية.
تنال القهوة والمنبهات بعد الإفطار: الشاي أو القهوة أو غيرهم من المنبهات تمنع الجسم من الاستفادة بالعناصر الغذائية المفيدة مثل الكالسيوم، وخاصة عند تناولها بعد الأكل مباشرة.
النوم بعد الأكل مباشرة: بعض الناس يتناول الإفطار ويذهب للنوم مباشرة حتى تحين الصلاة، وهذا يسبب ألم في المعدة وعدم القدرة على الهضم.
الإكثار من الطعام المقلي أو المشبع بالدهون: الطعام المقلي أو المطهو باستخدام كميات كبيرة من الزيوت، يسبب الكثير من المشاكل على رأسها السمنة وزيادة الوزن، فضلا عن ارتفاع نسبة الكوليسترول وما يصحبه من متاعب، فيجب أن لا ننسى أن المعدة خاوية من الطعام لمدة أكثر من عشر ساعات، ويجب استبدال تلك الأطعمة بالغذاء المسلوق أو المشوي.
تناول وجبة الإفطار مكثفة وعلى مرة واحدة: تناول وجبة الإفطار على مرحلة واحدة يسبب التلبك المعوي وعسر الهضم، لذا يجب تقسيم الإفطار إلى وجبتين، الأولى: بعد أذان المغرب مباشرة، ويجب أن تحتوي على التمر وقليل من الماء أو الحليب ففي هذه الأشياء فائدة كبيرة وبركة، ويمكن تناول بعض الحساء الدافئ وملاعق من السلطة الخضراء الطازجة، أما تناول اللحوم أو أصناف الطعام الدسمة فيمكن تأجيله إلى بعد صلاة العشاء، فبذلك يكون قد تم توزيع الوجبة ولم تستقبلها المعدة مرة واحدة، وتعتبر الوجبة الأولى بمثابة تحفيز وتنبيه للمعدة لإفراز حامض المعدة ومن ثم القيام بعملية الهضم ببساطة ودون ألم.
ترك وجبة السحور: الكثير من الناس يتناولون وجبة الإفطار وقد يتناولون بعدها قطعًا من الحلوى فتمتلئ المعدة عن أخرها ويخلدون إلى النوم دون تناول وجبة السحور، وهذا خطأ كبير لأن السحور بركة وقد أوصى به النبي –صل الله عليه وسلم- وهو يعين المسلم على الصوم فيجب تناوله، ثانيًا أن السحور وخاصة المتأخر يؤجل الشعور بالجوع والعطش، ويقصر فترة الحرمان من الأكل والشرب، ويقوي الجسم على العمل أثناء نهار رمضان.
تناول بعض الوجبات الدسمة أو الحلوى في السحور: تناول مثل هذه الأطعمة يسبب الشعور الشديد بالعطش وخاصة إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة، والأفضل تناول بعض الفواكه أو الخضروات الغنية بالماء والتي تعمل على ترطيب الجسم وتسهل من عملية الهضم والامتصاص مثل البطيخ والخيار والأجبان المنخفضة الملوحة.