تعتبر الطفيليات والديدان المعوية هي نوع من العدوى التي تصيب جسم الإنسان خصوصًا في القناة الهضمية، فهي تتغذى على العناصر الغذائية والفيتامينات الموجودة في القناة الهضمية.
كما أنها تنمو وتتكاثر داخل هذه البيئة. ونتيجة لذلك يجب على الإنسان أن يتخذ جميع سبل الوقاية من نظافة شخصية وتناول غذائي صحي نظيف وغيرها للحماية من الإصابة بمثل هذه العدوى.
فئة أمراض الطفيليات والديدان المعوية
تقول الدكتورة “إيناس الخلايفة”، أستاذة علم المناعة والطفيليات، أن الأمراض الطفيلية هي أحد المواضيع الصحية التي تهم المجتمع بجميع فئاته.
وذلك لأن هذه العدوى تعتبر جزء من مسببات الأمراض الموجودة في البيئة، وهي موجودة في جميع البيئة المحيطة سواء في الطعام أو في الشراب أو حتى في الهواء وكذلك الأسطح التي نتعامل معها بشكل دائم في الحياة.
تابعت د. “إيناس”، أن الطفيليات هي كائنات مسببة للمرض، فهي تقوم بالتطفل على أجسام الكائنات الحية للحصول على الغذاء اللازم لحياتها; حيث أنها تعجز عن الحصول على المواد الغذائية من البيئة، ولذلك فهي تلجأ إلى أجسام الكائنات الحيَّة لتلبية احتياجاتها.
وأضافت الدكتورة أن الطفيليات تستهدف القناة الهضمية عند الدخول في أجسام الكائنات الحية، وذلك لأنها تعتبر بيئة غنية بجميع العناصر الغذائية التي قد تحتاجها هذه الطفيليات.
إضافة لذلك فإن هذه الطفيليات تنمو وتتكاثر داخل أجزاء مختلفة من القناة الهضمية وتسبب ضرر لجسم الإنسان.
والجدير بالذكر أن عدوى الطفيليات عندما تتواجد داخل جسم الإنسان فإنها لا تكون مصحوبة بأعراض. ولكن هذه العدوى إذا طالت مدة تواجدها داخل جسم الإنسان فإنها تسبب مضاعفات خطيرة خصوصًا لدى الأطفال.
ولقد أثبتت الدراسات أن عدوى الأميبا والجيارديا تتصدر الأنواع الرئيسية من الطفيليات التي تصيب فئات مختلفة من المجتمع وخصوصًا فئة الأطفال.
ومما لا شك فيه أن وجود الطفيليات داخل القناة الهضمية في جسم الإنسان وامتصاصها للعناصر الغذائية الموجودة في القناة الهضمية بشكل مباشر له تأثير كبير على عملية الامتصاص في جسم الإنسان.
وخصوصًا عدوى الجيارديا التي تستهدف الجزء العلوي من القناة الهضمية (الأمعاء الدقيقة); فهذا النوع من الطفيليات يلتصق بالخملات المعوية في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي فإنها تعيق عملية امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للجسم.
إضافة لذلك فإن طول مدة بقاء هذه العدوى يسبب نقص في المعادن والفيتامينات المهمة في الجسم وخصوصًا فيتامين B12 وفيتامين A، وبالتالي فإن نقص هذه الفيتامينات في جسم الأطفال يؤثر على النمو الإدراكي والمعرفي للطفل وبالتالي التحصيل العلمي.
أعراض وجود الديدان والطفيليات في جسم الطفل
وكما تقول د. “الخلايفة”، أن هناك بعض العلامات والأعراض التي تظهر على الطفل وتدل على وجود الديدان أو الطفيليات في الأمعاء; ومن هذه الأعراض ضعف شهية الطفل، نقصان الوزن.
لذلك تنصح الدكتورة بضرورة عمل فحص للطفل للتأكد من وجود هذه الطفيليات، وبالتالي علاجها.
كما أكدت الدكتورة أنه ليس فقط فئة الأطفال هي المعرضة للإصابة بمثل هذه الطفيليات، ولكن جميع الأشخاص والفئات العمرية معرضة للإصابة بمثل هذه العدوى.
تؤكد د. “إيناس” أن معظم الدراسات والأبحاث قد أثبتت عدم فاعلية الكلور في القضاء على البويضات الناتجة عن هذه الطفيليات.
ولهذا السبب فإن المياه إذا تعرضت للتلوث بهذه الطفيليات فإن الكلور المستخدم في هذه الحالة غير فعال في القضاء على هذه الملوّثات.
طرق الوقاية من الطفيليات والديدان المعوية
أردفت د. “الخلايفة”، أن الوقاية تعتبر خير علاج لهذه الطفيليات. ومن سبل الوقاية الاهتمام بالنظافة الشخصية وتأسيس هذه السلوكيات لدى الأطفال من عُمر مُبكِّر، وخصوصًا في فترة التواجد في المدرسة.
إضافة لذلك فإن هناك طرق أخرى للوقاية مرتبطة بسلامة الغذاء الذي نتناوله، وذلك من خلال تناول الوجبات الغذائية المنزلية.
ختامًا، يشتمل العلاج الخاص بهذه الطفيليات على مجموعة من المضادات الحيوية والأدوية.
ولكن يجب الانتباه لعدم استخدام هذه الأدوية بشكل عشوائي، وإنما يتم ذلك عن طريق الطبيب المختص، وذلك بالإضافة إلى تقوية الجهاز المناعي لقدرته على التخلص من هذه العدوى.