على ضوء القضية التي أثارت الجدل في مصر حول استغلال الأطفال على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، باتت ظاهرة تواجد الأطفال “أونلاين” مشكلة اجتماعية لها توابع نفسية وتربوية سلبية على الطفل والوالدين، وأمر قد لا يدركه البعض لاسيما في وقتنا الحالي.
ما هو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال
يقول استشاري الطب النفسي الدكتور “أسامة النعيمي”: أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير سلبي كبير جداً على الأطفال، وخاصة عندما يقضي ساعات طويلة منغمساً فيها؛ أهمها:
- أن الطفل يصبح الطفل منعزلاً، انطوائياً، غير قادر على التعامل مع الناس والمجتمع.
- أن الطفل يفتقد الكثير من المهارات الحياتية، والتي قد لا يستطيع أبداً بعد ذلك أن يتعلمها.
وتلك الأثار السلبية تزداد وتتفاقم في حالة استغلال الأطفال للشهرة، ومن أهم الأمثلة التي توضح ذلك التأثير السلبي الذي وقع لمشاهير أجانب مثل: “Macaulay Culkin”، “Justin Bieber”، و”Christina Aguilera”؛ فكل هؤلاء الأشخاص المشاهير ولدوا بمواهب متميزة جداً، وقد وصلوا لأعلى مراتب الشهرة، وهم في بداية أعمارهم، لكن في نفس الوقت أدى ذلك إلى افتقادهم للعديد من الأشياء، مما أدى لظهور مشاكل نفسية عند شبابهم.
وبالتالي إذا كان الطفل يمتلك موهبة متميزة، كالقدرة على الغناء، أو الرسم، أو القيام بحركات رياضية بمهارة، فيمكن أن نشجعهم، وننمي مهاراتهم، ونشاركهم تلك المواهب، لكن لا يمكن أبداً أن نستغل تلك المواهب حتى نصبح من المشاهير في عالم افتراضي، والذي سيؤثر سلباً على حياة الطفل الاجتماعية، فمثلاً:
- يصبح هناك بعض المضايقات للطفل أثناء مروره في الشارع، أو المولات؛ وللأسف الشديد أن الطفل لا يمتلك غالباً من الوعي الاجتماعي ما يجعله يقبل أو يرفض تلك المضايقات، مما يجعل الطفل دائماً في حالة قلق، وتوتر، وتلك الضغوطات النفسية قد تجعله ينسحب من المجتمع، ويصبح عرضة للإصابة بالاكتئاب، والشكوك المرضية.
- انتهاك خصوصية الطفل؛ فهناك حداً فاصلاً بين مشاركة مهارات الطفل، وعرض حياته الخاصة.
وكل الدول العربية في الآونة الأخيرة قد أصدرت قوانين جديدة لحماية حقوق الطفولة، من ضمنها المحتوى الإعلامي أيضاً، وقد اعتبرت هذه الدول أن التعدي على حرية الطفل، وصحته، وحتى الاتجار بهم بأي شكل، جريمة يعاقب عليها القانون.
وبجانب ذلك فلابد أن نكون جميعاً مسؤولون عن إيقاف هذه الجرائم، وتلك مسؤولية تقع على عاتق أفراد المجتمع جميعاً؛ فلا نزيد من متابعة هؤلاء الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن هذه المسؤولية تقع على عاتق وسائل الإعلام المختلفة أيضاً.