ما أكثر الدول إستهلاكًا للشاي؟
قالت “د. هيلين بطماني” أخصائية التغذية. يوجد الآن بالأسواق أنواع عديدة من مشروب الشاي وبمسميات مختلفة، ولم يَعُد الأمر مثل الماضي مقتصر على الشاي الأسود فقط. وفي العديد من بلدان العالم يرتبط مشروب الشاي بالتراث الحضاري للدولة.
يعتبر مشروب الشاي أكثر المشروبات انتشارًا في العالم بعد الماء. وتحتل دولة البارجواي المركز الأول عالميًا في تناول مشروب الشاي، حيث يستهلك الفرد فيها ثلاثة عشرة كيلو جرام سنويًا، وعربيًا تحتل الكويت المركز السابع على مستوى العالم في استهلاك الشاي، حيث تبلغ حصة الفرد سنويًا 3.2 كيلو جرام.
كيف بدأ شرب الشاي؟
وتابعت “د. بطماني” تم إكتشاف شرب الشاي بالصدفة. ويرجع أصل مشروب الشاي إلى الصين، وحتى الآن تعتبر الصين المُصنع الرئيسي للشاي بالعالم.
وبدأ الأمر حين كان الصينيون يقومون بغلي الماء قبل شربها للقضاء على البكتيريا والميكروبات الموجودة بها، وفي إحدى المرات وأثناء غلي الماء التي يستعملها امبراطور الصين آنذاك في الشرب، هبت رياح خفيفة وتسببت في تطاير أوراق الشاي وسقوطها بالماء المغلي، وحين تناولها الامبراطور أعجب كثيرًا بطعمها ومذاقها. من هنا بدأت قصة تناول مشروب الشاي .
ما هي أنواع الشاي؟
أردفت “د. بطماني” يمكن تصنيف الشاي إلى أربعة أنواع رئيسية، وتُستخرج كل هذه الأنواع من نفس نوع النبات والتي تُسمى (كاميلا سينسيز):
• الشاي الأسود: وهو أكثر الأنواع انتشارًا بين الناس.
• الشاي الأزرق: وتميل حبته إلى اللون الأزرق، إلا أنه كمشروب ليس أزرقًا.
• الشاي الأخضر: وأصبح له انتشار دعائي واسع هذه الأيام، لما له من فوائد.
• الشاي الأبيض: وهو أغلى أنواع الشاي سعرًا، حيث يتم تجميعه خلال ثلاثة أيام فقط من كل عام، وهي الأيام الأولى من شهر أبريل (نيسان)، حين يبدأ بُرعم الشاي في الظهور . وتتميز ورقته بالشكل المدبب الرفيع مثل الإبرة، ويُسمى أيضًا الأطراف الفضية. وظل هذا النوع من مشروب الشاي لفترة طويلة المشروب الخاص لامبراطور الصين، لذلك لم يُعرف حتى وقت قريب.
هذه هي الأنواع الأربعة الرئيسية للشاي، أما الأصناف الكثيرة الموجودة بالأسواق الآن، فهي عبارة عن طرق تصنيع مختلفة تدخل على أي نوع من الأنواع المذكورة، كإضافة النكهات والروائح وغيرها، لكن أصل مادة الشاي في الصناعة لا يخرج عن واحد من الأربعة أنواع المذكورة.
فوائد مشروب الشاي
قبل ذكر الفوائد يجب أن نُشير إلى عادة غذائية سيئة ألا وهي شرب الشاي بالسكر، وهذه العادة تقضي تمامًا على كل فوائد الشاي، بل ويتحول معها إلى مشروب ضار بالجسم، لذا على الفرد أن يعتاد على شرب الشاي بدون سكر أو على الأقل التقليل من كمية السكر المُحلى بها مشروب الشاي.
يشتهر مشروب الشاي بكل أنواعه بإحتوائه على عدة مواد ذات الفوائد الصحية المتعددة، ومنها:
• مادة الفلورايد، وهي إحدى المواد المهمة للأسنان وعظام الجسم.
• مصدر لمادة الماغنسيوم.
• ويحتوي كذلك على مجموعة (البوليفينولز) وهي مُركبات تحارب الإلتهابات والسرطانات، ويُعد مشروب الشاي الأبيض أكثر الأنواع إحتواءً على هذه المادة، ثم الأخضر ثم الأزرق، لذلك دائمًا ما يُنصح بشرب الشاي الأبيض مرتين في اليوم للوقاية من الإصابة بالسرطانات.
هل توجد طريقة صحية لتناول مشروب الشاي؟
أوضحت “د. بطماني” أخطر الطرق في تناول مشروب الشاي على صحة الإنسان هي شرب الشاي المعبأ في أكياس صغيرة في آخرها خيط لإنزالة بالكوب (ويُعرف تجاريًا بـ شاي فتلة)، لأن هذا الكيس الصغير يحتوي على مواد كيميائية لمقاومة درجة حرارة الغليان.
كذلك الشاي نفسه المعبأ في هذه الأكياس الصغيرة ليس طبيعيًا، بل هو عبارة عن مسحوق الشاي (أو البودرة أو غبار الشاي)، ومسحوق الشاي أقل جودة من الشاي الأصلي الذي يخرج من النبات والذي يشبه في مظهره حبات القرنفل. فمن الأفضل استخدام النبتة الأصلية للشاي، والتي تُغلى في الماء ثم تُصفى بالمصفاة كأي نوع من الأعشاب الطبيعية.
هل يضر تناول الشاي بعد الأكل مباشرة؟
يحتوي الشاي على مُركب (التانين) وهو المركب المسئول عن طعم مرارة الشاي، وهذا المركب يؤثر على امتصاص الحديد في الجسم، والأمر ليس بالخطور الكبيرة على الذين لا يعانون من مشكلات بإمتصاص الحديد بالجسم، كذلك توجد طرق لتقليل تأثير مشروب الشاي على إمتصاص الحديد مثل إضافة الحليب أو الليمون لأن التانين سيرتبط بهما وبالتالي يفقد تأثيره، كذلك تقليل فترة نقع الشاي في الماء عند تحضيره يقلل نسبة إحتوائه على التانين.
هل يحتوي الشاي على مادة الكافيين؟
تحتوي ورقة الشاي على كمية أكبر من مادة الكافيين مقارنة بنبات القهوة، أما عند المقارنة كمشروبات يحتوي فنجان القهوة على ثلاثة أضغاف كمية الكافيين الموجودة بفنجان الشاي. ومن حيث أنواع الشاي تزيد نسبة الكافيين في الشاي الأسود ثم الأزرق ثم الأخضر ليأتي الشاي الأبيض كأقل الأنواع إحتوائًا على مادة الكافيين.