ما هو الرابط بين الضغط النفسي وزيادة الوزن؟
أكدت الدراسات أن وقوع الجسم تحت الضغط النفسي يغيره فسيولوجيًا، حيث تتغير وتختل إفرازات الهرمونات بالجسم، بما يُصعب من خسارة الوزن الزائد.
وأول ما يتغير في الجسم بالضغط النفسي هو إفراز هرمون الكورتيزول، وحتى بدون تناول الطعام يؤدي ظهور هذا الهرمون في الجسم إلى تخزين زائد للدهون وتوقف الجسم عن حرقها، بما يُعيق تكون العضلات، ومن ثَم زيادة الوزن.
ولا ننكر ما أثبتته الدراسات أن هرمون الكورتيزول فاتح قوي للشهية.
“حالتك النفسية وما يدور داخل عقلك من صراعات ومشاكل وأحداث ومعارك لا نخوضها بعيدًا عن جسدنا الذي يُصاب بالكثير من التأثيرات التي يسببها الضغط النفسي، فما تأثير الضغط النفسي على صحتنا وعلى النظام الغذائي الخاص بنا، ولماذا نأكل بطريقة أكبر عند الإصابة بالضغوط النفسية؟”.
من ناحية أخرى وقت أن يقع الإنسان تحت الضغط النفسي تُنبهه الدماغ دائمًا إلى الأغذية الغنية بالسكريات والدهون، لأن الدماغ تستخدم هذه المكونات في تحسين عمل المناطق المسئولة عن تحسين الحالة المزاجية فيها لذا تُلح في طلبها، وقد يتحول الأمر إلى إدمان بالتدريج، فكلما أُصيب الفرد بتوتر نفسي كلما زادت حاجته من تناول الدهون والسكريات، ولا يرتاح فعليًا إلا بعد التناول، ونشير هنا إلى أن الدراسات أثبتت أن هذه الراحة لا تتعدى في مجملها الثلاث دقائق فقط، لتعود الحالة النفسية على ما هي عليه بعدها.
ما هي الطرق المُثلى في التعامل مع الضغوط النفسية بعيدًا عن تناول الطعام الغير صحي؟
تختلف طريقة التعامل مع التوتر والقلق النفسي من شخص إلى آخر، وعلى الجميع العلم أن تناول الطعام الدسم لا يفيد في تخفيف الألم النفسي الواقع على الفرد، وأن تأثيره محدود لا يتعدى الثلاث دقائق يمكن بعدها أن يُضاف للضغط النفسي الأساسي الشعور بالذنب لتناول كميات كبيرة من أطعمة غير صحية.
والأولى بالإنسان البحث عن مصادر الضغط النفسي ومعالجتها بالطريقة المناسبة، فكل ضغط نفسي ناتج من عدة أسباب، منها ما يمكن التعامل معه وحلها، ومنها ما يستعصي على ذلك وهنا يتوجب على الإنسان التعايش معها، مع تنفيذ بعض الإجراءات التي تخفف من آثارها مثل ممارسة الرياضة أو اليوغا أو الفضفضة مع صدي مُقرب.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن التوتر والضغط أحد أسباب قلة النوم، ومع قلة النوم يزيد وزن الجسم لإختلال إفراز هرمونات الجوع والشبع، فوجب التنبيه.
وعلى الجانب الغذائي يمكن التغلب على زيادة تناول الطعام كنوع من الهروب من الضغوط النفسية بتناول وجبات كثيرة العدد وصغيرة الحجم في اليوم، مع ضرورة إحتواء هذه الوجبات على مصادر غذائية غنية بالألياف مثل الخضروات والفواكهة، ومصادر غنية أيضًا بالكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز الأسمر، وذلك لتفادي إنخفاض مستويات السكر في الدم وللمحافظة عليه عند مستويات متوازنة، وبالتالي الشعور الدائم بالشبع.
أضف إلى ذلك ضرورة الإهتمام بالأغذية الغنية بالدهون الصحية مثل الأوميجا 3 وهي شائعة في الأسماك والمكسرات وبذر الكتان، لأنه من العناصر المساعدة على تخفيف القلق والتوتر والكآبة.
متى يلجأ الفرد المصاب بالضغط النفسي إلى أخصائي التغذية؟
قالت “د. رولا غدار” أخصائية التغذية. يختلف ذلك باختلاف طبيعة الإنسان، ففور شعوره بعدم الراحة وعدم قدرته على السيطرة على شهيته ووزنه عليه إستشارة أخصائي التغذية لتفادي الإصابة بالسمنة ومضاعفاتها الصحية.
وفي النهاية لا يؤثر الضغط النفسي على وزن الجسم فقط، بل يؤثر في نوعية حياة الفرد كلها، وهو الأمر الذي يلزمه إستشارة الطبيب النفسي فور تفاقم أعراضه.
ما أهمية ممارسة الرياضة في التخلص من الضغوط النفسية؟
فور الإنتهاء من ممارسة الرياضة يقوم الجسم بإفراز هرمون الدوبامين، وهو معروف باسم هرمون السعادة، وفور إفرازه تتبدل الحالة النفسية للإنسان وتغمره حالة من السعادة والنشوة والراحة المزاجية.
لذا يُنصح أصحاب الأمراض النفسية دائمًا ببمارسة التمارين الرياضية. ونضيف إلى ذلك أهمية الرياضة في المحافظة على وزن الجسم وبناء العضلات.
هل تناول أدوية السكري من عوامل المحافظة على وزن الجسم؟
أدوية السكري وغيرها من الأدوية لا يمكن تناولها إلا بوصفة طبية، فقد تتسبب أدوية السكري في إنخفاض شديد لمستويات السكري في الدم، أو في تعطيل عمل الكبد والبنكرياس، وهذه من المضاعفات الصحية الخطيرة على الجسم البشري.
بذلك لا يصح تناول أدوية السكري عشوائيًا بأي حجة كانت ولا حتى الوقاية من السمنة.
هل تساعد مشروبات الأعشاب الطبيعية على إذابة الدهون في الجسم؟
لا يمكن وصف أية أغذية أو مشروبات بقدرتها على إذابة الدهون المخزنة في الجسم، والحل الوحيد لها هو تخفيف تناول الدهون وممارسة الرياضة، لأن حرق الدهون المخزنة في الجسم لن يتم إلا عن طريق تناول سعرات حرارية أقل من التي يقوم الجسم بحرقها يوميًا، أما تناول سعرات حرارية أكبر من التي يحرقها الجسم يوميًا ونتخيل أن مشروب الشاي الأخضر أو الجنجر سيقوم بالحرق فهذا مفهوم خاطيء.