تختلف حدة المرض والوضع الصحي لمرضى القلب من شخص لآخر ومن سنة لأخرى، فقد يستطيع بعضهم الصيام في شهر رمضان بينما يكون الصيام خطيرًا على البعض الآخر.
يجب على مريض القلب قبل الصيام مراجعة طبيبه حتى يحدد له امكانية الصيام والاحتياطات التي يجب اتباعها وينظم له مواعيد أدويته حتى لا يؤثر عليه الصيام بشكل سلبي، ومريض القلب الذي قام بعملية القسطرة أو القلب المفتوح لا يستطيع الصوم إلا بعد أن يمر عليه ٦ أسابيع وبعد موافقة الطبيب.
يجب على مرضى القلب الالتزام بمواعيد الأدوية الخاصة بهم لأن عدم الالتزام بها يؤدي إلى ضيق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب، كما يجب الالتزام بشرب كمية كافية من المياه لتجنب الإصابة بالجفاف، كما يجب الانتباه لكمية الطعام وأنواعه وعدم الافراط في تناول الدهون والسكريات والأملاح، والإكثار من الخضروات والفواكه للحفاظ على صحة القلب.
هل الصيام يؤثر إيجابيًا أم سلبيًا على مرضى القلب؟
تقول الدكتورة “ليلى المرزوقي” اختصاصية أمراض القلب أن مرضى القلب يجب أن يأخذوا احتياطاتهم قبل الصيام حتى لا يتعرضوا للمضاعفات، من أهم الاحتياطات التي يجب أخذها هي مراجعة الطبيب حتى يحدد لهم إمكانية الصوم أم لا، فإذا كان الشخص يستطيع الصيام يجب أن يحدد له الطبيب نوع الدواء الذي يجب أن يأخذه وجرعاته ووقت تناوله، الصيام بشكل عام له تأثير إيجابي وهو جيد لمرضى القلب التي تكون حالتهم مستقرة، أي الذين لا يعانون من آلام متكررة في الصدر أو ضيق النفس أو اضطرابات في ضربات القلب.
وتابعت الدكتورة “ليلى” أن المريض الذي قام بعملية قلب مفتوح أو تركيب دعامة يمكنه الصيام بعد ٦ أسابيع من العملية بعد موافقة الطبيب إذا كانت حالته مستقرة بشكل عام، أما أصحاب عمليات القلب المفتوح أو القسطرة الحديثة أو مرضى القلب الذين يعانون من آلام الصدر بشكل متكرر ويحتاجون إلى الدواء بشكل يومي، أو المصابين بفشل في عضلة القلب ويحتاجون إلى أدوية مثل الأدوية المدرة للبول، أو الأشخاص المصابون بضربات القلب غير المنتظمة من النوع الخبيث والذين يحتاجون لتناول الأدوية بشكل منتظم، فكل هؤلاء ننصحهم بعدم الصيام.
ونبهت الدكتورة أن مريض القلب يجب أن يراجع الطبيب إذا كانت حالته مستقرة ثم شعر فجأة بألم في الصدر أو ضيق في النفس أو خفقان يصاحبه دوخة في الرأس أو انتفاخات في الرجل أو ضيق في النفس، كل هذه أعراض يجب أن يراجع الطبيب عند ظهورها وعلى أساسها يمكن للطبيب تحديد إمكانية متابعة الصيام.
التأثير السلبي للصيام على مرضى القلب من كبار السن
ليس شرطًا أن يكون المصاب بمرض القلب كبير في السن حتى يؤثر عليه الصيام بشكل سلبي، فحتى إذا كانت أعمارهم صغيرة يمكن أن يؤثر عليهم الصيام بشكل سلبي من خلال عدم أخذ أدويتهم بصورة منتظمة، أو عدم وجود فترة كافية لأخذ أدويتهم، فيؤدي ذلك إلى ظهور أعراض مثل ضيق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب، وإذا لم يشربوا الكثير من الماء يمكن أن يصابوا بالجفاف وهو مضر بصحة القلب، كذلك اختلال في أملاح الجسم يمكن أن يؤدي إلى الحاق الضرر بضربات القلب وبالقلب بشكل عام، فهؤلاء يجب اتباع ارشادات الطبيب، كما أن نوعية وكمية الطعام مهمة فيجب عليهم تناول فطورهم ولكن على فترات، وكمية الطعام في كل مرة تكون صغيرة، ويجب الابتعاد عن الأكلات المالحة والدهنية والسكريات، والتركيز على الخضروات والفواكه والبروتينات والدهون الجيدة بشكل عام، كذلك يجب مراجعة الطبيب في كمية الماء التي يشربونها لأن المصابين بقصور في عضلة القلب يحتاجون كمية مياه أقل من الأشخاص العادية، لكن إذا كان شخص يعاني من ارتفاع طفيف في ضغط الدم ويتناول أدويته بانتظام فيمكن له أن يصوم ويشرب كميات المياه المطلوبة في اليوم، ولا ينسى ممارسة التمارين الرياضية على الأقل مشي نصف ساعة كل يوم لأن هذا مهم لصحة الجسم والقلب.
وأضافت الدكتورة أن مريض القلب الذي تم تركيب مضخة القلب له يجب ألا يصوم لأن تركيب المضخة تكون في المراحل المتقدمة لقصور القلب الأحشائي.
هل تغير مواعيد الأدوية يؤثر سلبًا على مريض القلب؟
يجب على مرضى القلب مراجعة الطبيب قبل رمضان حتى يغير لهم مواعيد الأدوية وخاصة لأن كثير من المرضى المصابين بمرض القلب مصابين بداء السكري أيضًا، فيجب على الطبيب أن ينظم لهم مواعيد الأدوية حتى لا يحدث أي نقص في كمية الأدوية ويحدث مشاكل ومضاعفات في الصحة.
وأوضحت الدكتورة أن الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول يجب ألا يصوموا، أما المصابين بالسكري من النوع الثاني وعندهم مرض القلب وشعروا بأعراض في فترة الصيام فيجب أن يفطروا لسلامتهم وصحتهم، وحتى يمنعوا المضاعفات التي قد تتكرر في باقي الأيام.
الإفراط في الطعام مضر بصحة القلب سواء في رمضان أو غير رمضان، لذلك يجب التركيز على الأكلات الصحية والخضروات والفواكه والتقليل من كميات الطعام التي نتناولها، فالصيام يساعد على تخفيف الوزن وخفض ضغط الدم والكولسترول السيء ورفع الكوليسترول الجيد، فيجب علينا الاستفادة من الأشياء الحسنة التي يفعلها الصيام بجسم الإنسان وعدم تخريب هذه الفوائد بالإفراط بالأكلات الدسمة والغير صحية خلال رمضان.
سبب تسارع دقات القلب وارتجاف اليد اليسرى
زيادة ضربات القلب لها أسباب كثيرة من الممكن أن تكون مرتبطة بالقلب مثل مشاكل في الشرايين والصمامات وعضلة القلب، ومن الممكن أن تكون أسباب من خارج القلب مثل الخوف والحرارة والتغيرات الهرمونية أو التوتر والضغط النفسي.
أما ارتجاف اليد اليسرى فمن الممكن أن يكون بسبب أعراض عصبية لذلك يجب مراجعة طبيب الأعصاب حتى يتم اكتشاف سبب ذلك الارتجاف.