هي الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، وتكنى بـ (أم سلمة)، وهي ابنة عم الصحابي الجليل معاذ بن جبل (رضي الله عنهما)، أما أبوها يزيد بن السكن (رضي الله عنها) فقد استشهد في يوم أحد، وفي يوم أحد أيضًا استشهد أخوها عامر بن يزيد (رضي الله عنه) الذي جعل جسمه ترسا يدافع به عن الرسول ﷺ، فلما بلغها استشهادهما خرجت تسأل عن حال النبي ﷺ، فلما رأته سالماً قالت: (كل مصيبة بعدك يا رسول الله هيئة).
خطيبة النساء
عرفت (رضي الله عنها) بحسن منطقها، وبفصاحتها، وقوة البيان والحجة والخطابة لديها، وكانت ذات عقل ودين؛ فقد كانت تذهب إلى النبي ﷺ بأسئلة النساء ليجيب عنها، وكان النبي ﷺ يستحسن مقالتها ويقول لأصحابه: «هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟».
ولم يقتصر الدور البارز الأسماء على الخطابة والفصاحة ولكن امتد دورها لرواية الحديث، وشاركت أيضًا (رضي الله عنها) في الجهاد حيث شهدت أيام الخندق وخيبر والحديبية، كما شاركت في معركة اليرموك في الشام، وكانت تشارك بشكل أساسي مع النساء في سقاية الجرحى وتضميدهم.
أول معتدة
تعد أسماء بنت يزيد (رضي الله عنها) أول من نزل فيها عدة المطلقات فقد طلقت على عهد رسول الله ﷺ ولم يكن للمُطلَّقَةِ عِدَّةٌ، فأنزل الله ﷻ حين طلقت أسماء قوله تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾، فكانت هي أول معتدة في الإسلام.