إحدى ألعاب الدفاع عن النفس، وتجمع مهارات وفنون ألعاب الكاراتيه والجودو والملاكمة والكونجو فهو والمصارعة خاصة في الحركات المثيرة التي تحتاج لقدرات خاصة وذكاء وسرعة رد الفعل، وفي الوقت نفسه عدم إيذاء المنافس أو التسبب في إصابته… وعلى الرغم من نشأة هذه اللعبة في اليابان منذ مئات السنين فإن عمر الاتحاد الدولي للشيدوكان 35 عاما -تقريبا- فقط؛ ولم تعرف مصر هذا الفن القتالي إلا منذ فترة بسيطة.
في البداية يقول الكابتن سامي المسلمي “المسئول عن تكوين اتحاد للعبة الشيدوكان في مصر”: الاتحاد الدولي للعبة يضم حاليا 60 دولة من أبرزها الولايات المتحدة وروسيا وإنجلترا وهي تضم أقوى لاعبي العالم وانضمت مصر للاتحاد منذ عدة سنوات.
وهذه اللعبة تحتل المرتبة الأولى في مجموعة رياضات الدفاع عن النفس على الرغم من عدم شهرتها وتعود جذورها إلى مئات السنين وهي خليط من مختلف فنون الدفاع عن النفس ولذلك تتميز بالقوة والشجاعة والإثارة ويطلق عليها أحيانا اسم الألعاب الثلاثية من فنون الدفاع الذاتي لأن الشيدوكان ليست مجرد لعبة بل هي نظام شامل لرياضات الدفاع عن النفس والمعارك القتالية الحقيقية التي تسمي بحرب الشوارع ولذلك تقوم بعض دول العالم حاليا بتدريب رجال الشرطة والأمن بها على هذه اللعبة والتي عرفتها مصر منذ عامين فقط. ونحن أول دولة عربية وأفريقية تنتشر فيها هذه الرياضة المشهورة في آسيا وأوروبا.
وعن فنون هذه اللعبة يقول المدرب عز الدين عثمان: تختلف أوقات اللعب حسب التصفيات فمثلا في الأدوار الأولى تكون من جولتين مدة كل جولة دقيقتان تتخللهما راحة لمدة دقيقة أما في الأدوار النهائية فالمباراة تتكون من 3 جولات والمباريات يعلن فيها الفوز إما بالضربة القاضية وبالانسحاب أو بالإيقاف حسب التعليمات.
والضربة القاضية هي طرح الخصم أرضا لمدة خمس ثوان كما توجد جولات تسمى جولات إخضاع ولها تكتيك بالاسم نفسه وهو يعني خضوع أو رضوخ الخصم بشل حركته.
ومصرح في هذه اللعبة بالضرب بالركبة أو القدم أو قبضة اليد على الفخذين والرأس وكل الاشتباكات التي لا تتعدى ثلاث ثوان إلى جانب القفزات الطائرة والانطواءات على الأرض.
وفي المقابل يحظر على اللاعب كل الهجمات على الظهر أو مفاصل الركبة والكوع على الوجه والمسكنات التي تتجاوز الفترة المسموح بها إلى جانب ضرب الأطراف والدهس بالأقدام وغيرها من الحركات التي تخرج من نطاق الرياضة وقد تسبب إصابات جسيمة للمنافس ولذلك توجد باللعبة مجموعة من الإنذارات والجزاءات فمثلا أي لاعب يضرب خصمه عمدا في منطقة هدف محظور أو يخرج على قوانين اللعبة يتم استبعاده وإعلان هزيمته على الفور وبالنسبة للتلامس العفوي لمنطقة الوجه أو الرقبة فيتم منح اللاعب المخطئ إنذارا وأحيانا في ألعاب أخرى أقل خطورة يتم خصم نقطة من رصيده.
ويكمل الكابتن محسن أمين “المدير الفني السابق للمنتخب الوطني للشيدوكان”: يحصل اللاعب على ست نقاط لأي تكتيك قانوني بمعني نجاحه في طرح خصمه أرضا لمدة خمس ثوان أو الاستسلام له بالإخضاع أو 3 نقاط إذا قلت المدة عن خمس ثوان ونقطة واحدة لأية ملامسة للأرض حتى لو استعاد الخصم توازنه بسرعة بعدها.
كما توجد باللعبة قوانين محددة لأوزان اللاعبين فبالنسبة للرجال توجد 4 أوزان هي أقل من 65 كجم و 75 كجم و 85 كجم وأكثر من 85 كجم أما السيدات فيوجد وزنان هما أقل من 60 كجم و 60 كجم فأكثر وتوجد فروق واضحة بين الشيدوكان وألعاب الدفاع عن النفس الأخرى فمثلا لعبة الجودو لا توجد بها ضربات أو اشتباكات وتنحصر فقط على السحب والوثب على البساط أما الكاراتيه فالضربات على الأطراف والوجه وبالتالي الشيدوكان هي مزيج من أقوى فنون الدفاع عن النفس ويمكن اعتبارها اللعبة الشاملة التي تضم بداخلها الجودو والكاراتيه والكونغ فو والكيل بوكس والمصارعة.
وتقول الدكتورة نهلة المسلمي “المسئولة السابقة عن التأهيل الرياضي للاعبات المنتخب المصري للشيدوكان”: نشأت هذه اللعبة قديما في اليابان ضمن مجموعة من فنون الدفاع عن النفس والتي تحولت إلى رياضات لها قوانين وقواعد بعد ذلك وقد وضع قواعد لعبة الشيدوكان الياباني يوشيكي سويتو الذي كان يمارس لعبة مجهولة أخرى اسمها الكايوكوشين ولكنه قام منذ 35 عاما فقط بتأسيس الاتحاد العالمي للشيدوكان إلى جانب دوره في تأسيس نحو 30 اتحادا وطنيا للعبة بعد ذلك، وقد بدأت هذه اللعبة في الانتشار داخل بعض الأندية الصغيرة على سبيل التجربة واشتركت مصر بالفعل في عدة بطولات للرجال والسيدات ولكن الفترة القصيرة التي تمارس فيها اللعبة في مصر لا تجعلنا نطمح حاليا في ألقاب وبطولات والمهم هو تشكيل قاعدة من الناشئين خاصة أنها لعبة تسمو بالنفس وتحترم المنافس، فقواعد اللعبة عبارة عن مزيج من الحركات والفنون الرائعة والمثيرة في الألعاب الأخرى مع استبعاد أية حركات قد تؤذي المنافس وتخرج باللعبة من مجالها الرياضي الأخلاقي، وأعتقد أنها ستنتشر في مصر خلال السنوات القادمة خاصة أن الشيدوكان لا تحتاج لاستعدادات خاصة والمهم هو الاقتناع بفلسفة هذه اللعبة.