مقدمة: أظهرت دراسة حديثة أن ظهور الشيب قد يكون له علاقة بأمراض القلب وخاصة تصلب الشرايين بحسب المجمع الأوربي لأمراض القلب، فهل العلاقة مباشرة، وهل الرجال أكثر عرضة أم النساء.
هل حقاً هناك علاقة بين ظهور الشيب مبكراً وظهور أعراض وبوادر أمراض القلب ؟
يقول “د. حسين علي مصطفى” إستشاري أمراض القلب التداخلية في الحقيقة الشيب لا يسبب أمراض القلب وتصلب الشرايين لا يسبب الشيب فيجب توضيح ذلك، فهذه الدراسة استغلت في الصحافة والإعلام للفت النظر أكثر من اللازم، أما الناحية العلمية فهناك دراسة في جامعة القاهرة على ٥٤٨ رجل يبلغ عمرهم فوق الأربعين عاماً، تم تصنيفهم إلى ٥ مجموعات حسب نسبة الشعر الأبيض في الرأس، فالدرجة الأول يكون الشعر أسود كاملاً، والدرجة الخامسة أبيض كاملاً، والدرجة الثالثة هي التساوي بين الأبيض والأسود.
حيث قاموا بعمل تصوير شرايين إكليلية بالبطبقة المتعددة الشرائح، فلاحظوا أن كلما زاد نسبة الشعر الأبيض بعد سن الأربعين عند الرجال كلما كان معدل الإصابة بتصلب الشرايين كان أعلى، فحاولوا إستخدام هذه الفكرة في قول أن الأشخاص الذين لديهم شيب مبكر و خاصة عند الرجال ولا نستثني النساء ولاكن في الدراسة كانت العينة خاصة بالرجال فقط.
ونستنتج من ذلك (أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين مقارنة بالنساء).
هل ننصح بعمل فحوصات طبية فوق سن الأربعين بصرف النظر عن لون الشعر ؟
يقول “د. مصطفي” نعم ننصح بعمل فحوصات طبية فوق سن الأربعين، فاليوم حتى بالتوصيات في المجمع العلمي البريطاني مثلاً يقومون بعمل كشف طبي لكل الرجال فوق سن الأربعين لعمل دراسة على فحص الجهد القلب، لمحاولة التأكد والكشف المبكر عن إصابة بتصلب الشرايين.
هل العوامل الحياتية اليوم غيرت معدل الإصابة بتصلب الشرايين فكانت فوق الأربعين أما اليوم أصبحت فوق الثلاثين ؟
يقول “د. مصطفي” أن مرض تصلب الشرايين يبدأ منذ الطفولة وكلما زادت عدد عناصر الخطورة الموجودة عند الإنسان كلما زاد معدل الإصابة، فهناك حالات إحتشاء في عمر مبكر، حتى موت مفاجئ في هذا العمر.
كيف يظهر المرض منذ الطفولة ولا يوجد تدخين ونتيجة لذلك يكون الكوليسترول ليس مرتفعاً أو الدهون أو النظام الغذائي ليس صحياً فكيف يصاب بها ؟
يقول “د. حسين على” أن الكوليسترول هو مكون طبيعي من مكونات الدم، يتم الحصول على جزء منه عبر الغذاء والقسم الأكبر يقوم الكبد بتصنيعه وخاصة الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، كلما زادت نسبة (LDL) في الدم كلما زاد معدل الإصابة، ولكن هناك عائلات لديهم خلل وراثي، فلديهم ما يسمى بفرط شحوم الدم العائلي وهؤلاء تم دراسة شرايينهم بطريق غير غازية فوجد أن هناك ترسبات دهنية في هذه الشرائح حتى في عمر مبكر. فالعامل الوراثي له دور في حدوث مرض تصلب الشرايين.
ونوصيك بقراءة: أسباب وعلاج الإرتجاج الدماغي
هل عامل الشيخوخة مؤثر في الإصابة بأمراض القلب المختلفة ؟
يقول “د. مصطفي” أن الشيخوخة وتقدم السن هو أحد عناصر الخطورة التي لا يمكن تغيرها. فعناصر الخطورة القلبية قسمان هما:
- الأول قسم يمكن تجنبه مثل (التدخين، إرتفاع الضغط الشرياني، فرط شحوم الدم).
- العامل الوراثي والعائلي، والتقدم في السن، والجنس. معدل الإصابة يكون في عمر الخمسين عند الرجال، ويكون أعلى منه عند السيدات، فالسيدات يحميهم الإستروجين من تصلب الشرايين أما عند الرجال فهذا السيء غير متوفر. فالتقدم في السن هو في حد ذاته عنصر خطورة كبير.
اليوم تطورت أماكن عمليات القلب فقبل عشر سنوات لا تستطيع عمل جراحة إلا بقلب مفتوح أما اليوم فيمكن الجراحة عن طريق القسطرة فما مدى صحة ذلك ؟
يقول “د. مصطفي” أن هناك عدة ثورات حدثت في مجال معالجة تصلب الشرايين، واليوم أصبح التعامل مع هذه المشكلة بسيط جداً بإستثناء جانب بسيط مازال غامض على أطباء القلب وهو كيف تحدث الجلطات أو الخثرات عند الأشخاص الذين يكون عندهم التضيق غير شديد، يعني أنه عند عمل قسطرة لمريض يكون التضيق لديه ٣٠٪ أو ٤٠٪، فهذا لا يحدث أعراض، فالكشف الطبي يظهر نتيجة سلبية، ولاكن يمكن أن تستمر حياته بشكل طبيعي.
لاكن وجد أن قسم من هؤلاء المرضى وليس جميعهم قد يحدث عندهم ظاهر تسمى بصاق العصيدة (تمزق العصيدة الشرياني) أي أن التضيق غير شديد غير مضيق للشريان ولكن يمكن أن تحدث ظاهرة تؤدي إلى تمزق جدار العصيدة وإنبعاث المواد التي توجد بداخلها وهذه المواد تؤدي إلى تفاعل في الدم فيؤدي إلى تشكيل خثر وإنسداد الشريان.
فهذه في الطب أصبحت صعبة كيف يتم التعامل مع هؤلاء المرضى،ولكن الوقاية أهم ما يمكن فعله.
وهنا تقرأ عن: الإفرازات الصدرية وطرق التخلص منها
أهم النصائح التي تفيد في تجنب الإصابة بأمراض القلب ؟
ينصح “د. مصطفي”
- أولاً: الإمتناع عن التدخين وخاصة الأرجيلة في البلاد العربية زادت من معدل الإصابة بتصلب الشرايين. فالإمتناع عن التدخين ضروري للوقاية من أمراض القلب.
- ثانياً: الوراثة، فيجب الإهتمام بمحاولة تحديد عناصر الخطورة وحساب معدل الخطورة، فينصح “د. مصطفي” كل الناس خاصة الرجال بعد عمر محدد بعد سن الثلاثين مثلاً وخاصة سن الأربعين، لابد من مراجعة طبيب القلب.