تحتفل جمعية الأمم المتحدة بشهر سبتمبر (٩) لزيادة التوعية بمرض الزهايمر والسعي لتخفيف آثاره الاجتماعية والتي تتطور على مرور الزمن، لذلك يجب حماية المريض من هذه الآثار الاجتماعية السلبية. فما هو مرض الزهايمر؟ وما هي أعراضه وأجدد الاكتشافات حول علاجاته؟
ما هو مرض الزهايمر؟
يعتقد الدكتور أسامة النور ” استشاري مشارك في قسم طب الشيخوخة في مؤسسة حمد الطبية ” أن الحديث عن مرض الزهايمر أو الخرف زاد الاهتمام به في الفترة الأخيرة نظراً لتأثيرات المرض المباشرة وضغوطاته الكبيرة على مستوى الأسرة والمجتمع وحتى على الاقتصاد، ومن ثم زادت التوعية الآن بهذا المرض بشكل كبير.
أما عن تعريف مرض الخرف أو الزهايمر فيمكننا القول أن الزهايمر هو الجزء السائد أو العام لتعريف الخرف والذي يمثل ما يقرب من 65% من مجموع إصابات الخرف كما توجد أنواع أخرى من الخرف لها علاقة بجلطات الدماغ أو أمراض أخرى كمرض الرعاش لكن النوع السائد هو الزهايمر كما سبق الذكر والذي يُعد مرض عصبي مزمن.
ما هي أعراض وأسباب مرض الزهايمر؟
يجب التفريق بين الإصابة بالخرف أو الزهايمر أو النسيان العادي حيث أن التفريق بينهما يُعد سهلاً بشكل كبير وذلك من خلال بعض الفحوصات التي نجريها في العيادات والتي تميز بكل سهولة بين النسيان العادي وبين من له علاقة بمرض الخرف.
يصيب مرض الخرف في العادة كبار السن كما أن الشيء الظاهر في التمييز بين النسيان العادي والخرف هو أن الشخص الذي يصاب بالخرف لا يعلم أنه يعاني من اعتلال في الذاكرة عكس النسيان الطبيعي الذي يدرك فيه الشخص أنه ينسى الأشياء من حوله.
إلى جانب ذلك، يعمل اعتلال الذاكرة أو مرض الخرف على تعطيل الحياة اليومية للمريض بشكل تام ولا يستطيع أن يدير يومه بأي شكل من الأشكال لدرجة أنه لا يستطيع أن يقوم بواجباته اليومية – بناءً على ما ذكره الاستشاري.
ما هي سبل الوقاية من مرض الزهايمر؟
يجدر الإشارة إلى أن تلف خلايا الدماغ المتسببة في مرض الزهايمر له علاقة قوية بالغذاء الصحي لأن الجسم الصحيح هو جزء من الصحة النفسية والصحة العقلية وهذا له علاقة حتمية بأسلوب الحياة اليومي الذي يعتاد عليه الشخص، ومن ثم فإن ذلك المرض يستدعي منا ضرورة الاهتمام بنوعية الغذاء الذي نتناوله مع ضرورة ممارسة الأنشطة الرياضية والحركية والبدنية بصفة مستمرة دون تناول الكحول أو التدخين لأن ذلك كله يعتبر جزء من الصحة العامة الذي له تأثير مباشر على الصحة العقلية وتلف خلايا الدماغ، لذلك فإننا نربط النسيان العادي أو الطبيعي بنقص الفيتامينات التي يحتاجها الجسم مثل B12 واليود واعتلال الغدة الدرقية.
هل يمكن لمرض الزهايمر أن يصيب الفئات العمرية الصغيرة؟
يجدر الإشارة إلى أنه كلما تقدمنا في العمر كلما زادت احتمالية الإصابة بمرض الخرف أو الزهايمر لتصل نسبة الإصابة إلى 85% أو ما يزيد عند بلوغ سن الثمانين وذلك نتيجة اعتلالات الغدة الدرقية أو نقص بعض الفيتامينات لكن الإصابة بالمرض نفسه عند الفئات العمرية الأقل من 50 عاماً تُعد نادرة الحدوث إن جاز التعبير.
وأخيراً، يمكننا التعامل مع مرضى الزهايمر بطريقة لا تؤذيهم وهذه الطريقة تبدأ من الأسرة ثم المجتمع الذي لابد له من كيفية التعريف والتوعية بالمرض على كافة المستويات.
على سبيل المثال، هناك شهر سبتمبر وهو الشهر العالمي للتوعية بمرض الزهايمر ومن ثم كلما كان وعينا بالمرض كبير كلما سهل ذلك التعامل مع المريض المصاب بمرض الخرف، لذلك تكمن أهمية التوعية بالمرض للمجتمع نفسه أكثر من المريض حتى يمكن التعامل معه بطريقة لا تؤذيه.