ثمة علاقة قديمة وحميمة تجمع الشعر والفقراء.. ربما لكسب مزيد من الشفقة و«كسر الخاطر».
ولا أدري من الذي رسخ في ذاكرتنا هذه الصورة/ المغالطة الكبيرة.. فلا تزال صورة الشاعر «الرث» التي تبعث الشفقة شاخصة في الذاكرة، وهو يقف على باب القصور الفارهة «متسولا» لقمة عيشه و«شيكه» من أصحاب الأموال.
أما أن يكون الشاعر ثريا وصاحب جاه وحاشية فهو أمر «تتصادم» حوله علامات الاستفهام بعلامات التعجب!. ولا شك في أن هذه النظرة القاصرة ظلمت الموهوبين من الشيوخ والأثرياء ووضعتهم في قالب واحد لا فكاك منه، وهي نظرة غير منصفة. بالتأكيد هو ظلم يدور خلف الكواليس وسيبقى ما شاء الله قابعا خلفها، ويخطئ من يعتقد أنه لا يصلهم!
وأنا فقط أتساءل أليس الأمير أو الأميرة والشيوخ والأثرياء بشرا؟! بينهم الأدعياء والموهوبون، وما فوق ذلك وما دونه؟ وكيف غاب عنا «ابن عباد» و«أبو فراس الحمداني»، و«ولادة بنت المستكفي»، وآخرون جمعوا الموهبة والإمارة والثراء.
كنت في مجلس أحد هؤلاء الشعراء – كما يدعي هو ويساعده في ذلك جيش جرار من الإعلاميين والشعراء – ولا أشك أبدا في أنه أبعد ما يكون عن الشعر، ودار الحديث حول كون الشعر ترفا أو معاناة، وجاء أحد الزملاء على ذكر شطر لي يتساءل «الشعر من فقر وإلا من ترف»، وحينها مارست أقصى ما أملك من لياقة ولباقة في الكلام في أن هناك اتهاما يطارد الأمراء والشيوخ والأثرياء الشعراء، ووصلت إلى أن قلت إنك – أي الشيخ الشاعر – أحد المتهمين بشراء الشعر.
لحظتها شعرت بأنني أمسك بفتيل قنبلة وأهم بنزعه إن لم أكن قد نزعته، وفي انتظار انفجارها. مرت دقيقة صامتة، وانتقل الحديث إلى الملاعب الأوروبية، حيث برشلونة وريال مدريد!.
هي كانت المرة الأخيرة التي ألتقي بها ذلك المدعي.
بقلم: نايف بندر
بالمناسبة.. ما رأيك أن نقرأ عن هؤلاء الآن؟
- فنبدأ بـ: الشاعر عارف الشيخ “شاعر الإمارات الكبير” ومؤلف النشيد الوطني عيشي بلادي
- ثم: الشاعر أبو العتاهية “شاعر الزهد”
- وكذلك نجد: معلومات عن الشاعرة نازك الملائكة
- وختامًا؛ مع: الشاعر ابن زيدون الأندلسي