الشرخ الشرجي عند الأطفال من أكثر الأمراض شيوعاً، ولكن القليل من الناس ما يتحدثون عنه، وكذلك لا يعرف الأهل إلى أي طبيب يتجهون.
فالأهل هم الأكثر معاناة من الشرخ الشرجي عند الأطفال، وخاصة الأمهات، لأنهم يعانون نفسياً عند شعور الطفل بأي ألم.
ويحدث الشرخ الشرجي عند الأطفال وخاصة الرضع، لأن تغيير نوع الحليب يسبب لهم الإمساك، وهذا الإمساك يؤدي إلى مرور براز صلب قوي، فيجرح المنطقة.
ويمكن أن يحدث أيضاً لدى الأطفال في سن السنتين أو الـ٣ سنوات، ويرجع حدوثه إلى أن الطفل أو الطفلة يستمر في اللعب ولا يدخل الحمام، ويهمل إشارة أنه بحاجة لدخول الحمام.
ويصيب الشرخ الشرجي الأطفال الأكبر سناً، في وقت دخول المدرسة، ويكون سبب حدوثه المشاكل التي تحدث في المدرسة.
علامات إصابة الطّفل بالشرخ الشرجي
تقول “د. نغم القرة غولي” أخصائية جراحة عامة والثدي والمنظار: بداية تعرف الأم أن طفلها مصاب بالإمساك أو لا ، فدخول الحمام يومياً لا يعني أن الطفل غير مصاب بالإمساك، ويمكن تقسيم الإمساك حسب الآتي:
- كم مرة يدخل الطفل الحمام خلال الأسبوع: ويكون مقبولاً حتى ٣ مرات أسبوعياً، فليس بالضرورة أن يدخل الطفل الحمام يومياً.
- الألم أثناء إخراج الطفل: حيث يشعر الطفل بالألم عند الإخراج، لأن البراز صلب وقاسي، فيصبح مؤلماً للطفل، ففي هذه الحالة يكون الطفل مصاباً بالإمساك.
وعند ملاحظة الأم أو الأهل هذه الحالة، الذهاب إلى طبيب الأطفال، ولكن الأفضل عند ملاحظة أن الطفل يعاني من الشرخ الشرجي أو الإمساك، أو في حالة وجود دم في البراز، في هذه الحالة يجب اللجوء إلى جراح الأطفال، لأن طبيب الأطفال يعالج الإمساك، ويعطي بعض العلاجات التحفظية، أما جراح الأطفال يعالج المشكلة من جذورها، فهو من صميم تخصصه.
فيجب الذهاب إلى الطبيب لمعرفة أسباب حدوث الشرخ الشرجي، ويجب استبعاد الأسباب العضوية عند الطفل، أي استبعاد مشاكل الأمعاء أو المستقيم، أو العيوب الخلقية.
مخاطر الشرخ الشرجي عند الأطفال
تابعت “د. القرة غولي” إذا كان الإمساك شديد، وتسبب في معاناة الطفل وظهور أعراض الشرخ، يؤدي الشق الشرجي في هذه الحالة إلى ما يلي:
- يصبح الشق الشرجي مزمناً.
- إصابة الطفل بالبواسير.
- تهبط في المستقيم: فهذا المستقيم يجمع البراز بعد تكونه، وعند الإشارة على إخراج الطِّفل يخرج، وإذا لم يخرج الطفل، يبدأ المستقيم في تجميع البراز، فيكبر المستقيم والقولون، وهذا من أخطر الأشياء لأنه إذا لم يتم علاجه يمكن أن يسبب عواقب كثيرة منها انسداد الأمعاء، ويُضطر إلى نقل الطفل إلى المستشفى.
علاج الشرخ الشرجي عند الأطفال
يمكن أن يعالج ولكن ليس العلاج الكامل، فيخرج الطفل، ولكن يظل لديه مشكلة في الإخراج، فتستمر الحالة حتى الكبر، فالمشكلة هنا تكمن في العلاج الغير مكتمل من الصغر، فلا يقتصر العلاج على وصف الملينات فقط.
ومن هنا يجب على الطبيب وصف العلاج الدقيق، أي إعطاء الطفل العلاج الذي يساعد على إفراغ القولون كاملاً، وليس وليس الإخراج مرة أو مرتين فقط، فحجم القولون يكون ٣ متر في الكبار، ويكون أصغر من هذا الحجم في الأطفال الصغار.
وفي حالة تفريغ القولون، يُعطى للطفل بعض التحامل، أو يمكن أن يصل الأمر إلى أعطاء الطفل حقنة شرجية، لتفريغ القولون، ويتم ذلك على مدة يومين أو ٣ أيام، ويتم ذلك تحت إشراف الطبيب، لأن الطفل إذا أخرج بقوة، يحدث لديه عدم انتظام الأملاح في الجسم، فالطبيب هو من يقرر كمية السوائل المناسبة التي يجب إعطائها للطفل.
ويمكن أن يستمر علاج الشرخ الشرجي عند الطفل من أسبوعين إلى ٦ أسابيع، وفي أثناء ال٦ أسابيع أو الأسبوعين، يفضل البدء بالعلاج التحفظي، فلا تكمن المشكلة في الطعام الذي يتناوله الطفل، وإنما في الشد أثناء إخراج الطفل.
ويجب على الأم أن تتعامل مع طفلها بلطف ولين، لأنه خائف من دخول الحمام، وإعطائه بعض المسكنات، أو المخدر الموضعي، لتسهيل عملية الإخراج عند الطفل، وإعطائه الملينات الطبيعية، مثل الطعام.
ثم بعد ذلك يستمر الطفل على تناول الملين، ويجب أن يكون الملين ليس له مضاعفات، ويفضل أن يكون الملين طبيعي يحتوي على كمية سكر عالية، مثل شراب لاكتيلوز Lactulose، ويجب الاستمرار على هذه الشراب حتى تتحسن حالة الطفل، ويخرج طبيعياً، وهذا قبل التدخل الطبي.
وفي حال عدم استجابة الطفل، وعدم الإخراج الطبيعي، مع المخدر بالمنطقة، والشرخ الشرجي عنده لم يتحسن، يمكن البدء في استخدام الكريمات، وهذه الكريمات لا تباع في الصيدلية، فيمككن استخدام الأدوية الموضعية، وهذه الأدوية تستخدم لعلاج ارتفاع الضغط، ولذلك الطبيب المختص هو من يقرر ذلك، وكم الكمية المطلوبة للعلاج.
وأيضاً في حالة لم يتحسن الطفل باستخدام الكريمات، يتم اللجوء إلى البوتكس، ولكن استخدام البوتكس للأطفال لم تجرى عليه الكثير من الدراسات، بعكس الكبار، فلا نعرف حتى الآن مكان الحقن يكون بالعضلة الداخلية أم الخارجية، مع العلم أن المشكلة تكون في العضلة الداخلية، فالعضلة الداخلية تكون في هذه الحالة غير إرادية، والخارجية هي الإرادية.
فهناك بعض الدراسات التي تشير إلى الإعطاء عن طريق العضلة الداخلية والخارجية، وأخرى تشير إلى الإعطاء بالخارجية.
وآخر ملجأ يمكن اللجوء إلية، في حالة أن كان الشرخ الشرجي عند الطفل مزمناً، ولم يلتئم بكل ما سبق ذكره من أدوية وكريمات ومحاولات، هو الجراحة، فهي آخر خيار لحالة الطفل.
ولكن أكثر من ٨٠٪ من الأطفال يلتئم الشرخ بالعلاج التحفظي، ومغاطس الماء الدافئ، والغذاء، وإراحة الطفل.