لعلّك صادفت يوماً ما أثناء تِجوالك في صفحات الإنترنت اعلاناً به شيء لفت انتباهك واتخذت قرار الشراء من الإنترنت نظراً لأن ذلك المنتج يُمثل أهمية لك أو لا تجدهُ بجوارك في معارض البيع على أرض الواقع، لذا فلجات إلى الإنترنت لكي تحصل على هذه السلعة التي نالت اعجابك. لكنك بالتأكيد في أحد وجهين، فأما أن تكون قد اشتريت بالفعل من الإنترنت من قبل، أو لم تحدث لك هذه التجربة وتود خوض غمار هذه الفقرة من حياتك.
نحن الآن سنحاول مساعدتك في كلا الوجهتين ونوفر لك بعض النصائح والمعلومات والتجارب الحقيقية التي بنيناها بالفعل بناء على تجاربنا الشخصية المتعددة، والتي سنذكرها لك في مقالنا هذا الذي سنُحادثك فيه عن أحد أشهر طرق الشراء في العالم في وقتنا الحالي، وهي الشراء أون لاين من المتاجر الإلكترونية المتوفرة بكثرة على شبكة الإنترنت، والتي تفرض نفسها بقوة كبيرة في سوق التعاملات التجارية.
وبالحديث أولاً عن المتاجر الإلكترونية المتعددة والمختلفة التخصصات، فهناك الكثير منها على الشبكة العنكبوتية وحدث ولا حرج، ومن تلك المتاجر:
- متاجر الحواسيب والهواتف المحمولة وملحقاتهما.
- متاجر الاثاث المنزلي بكل مشتملاته.
- متاجر الأدوية والمكملات الغذائية ومستحضرات العناية الشخصية الكاملة.
- متاجر السيارات وملحقاتها.
- المتاجر الشاملة: تحتوي على اغلب ما تم ذكره بالأعلى بالإضافة إلى المزيد والكثير من المنتجات الاخرى، وهذا النوع من المتاجر الإلكترونية هو الشائع والرائج والذي يحظى بشعبية كبيرة.
كيف يتم الدفع في طريقة الشراء من الإنترنت
توفر المتاجر الإلكترونية الكثير من طرق الدفع المختلفة مثل بطاقات الائتمان فيزا وماستر كارد والدفع نقداً عند الاستلام، والدفع عن طريق البنوك الإلكترونية مثل باي بال.
أو طرق دفع أخرى متوفرة للبعض ولا تتوفر للبعض الآخر مثل بطاقات كاش يو، سداد، قطاف، الدفع على أقساط بواسطة البنوك.
ولكن الطريقة التي يفضلها الأغلبية هي الدفع نقداً عند الاستلام، حيث تكون أكثر أماناً للمشتري وأكثر أريحية في استلام المنتج الصحيح.
لكن، المتاجر العالمية بالطبع لا يُمكنك الشراء منها إلا بالدفع المُسبق عن طريق بطاقات الائتمان.
مميزات الشراء من الانترنت
الحقيقة وبكل أمانة وحيادية هناك العديد من المزايا التي يوفرها لك الشراء من الانترنت، نذكرها لك فيما يلي:
العثور على منتج لم تعثر عليه على أرض الواقع
هذا هو العنصر الأهم في القصة، حيث ان هُناك الكثير من المنتجات والسلع التي لا تجدها بجوارك سواء في البوتيكات، المولات، أو أي منفذ بيع منتجات بعينها. وهنا يأتي دور الانترنت، فإما أن تدخل مباشرة إلى محرك البحث وتكتب على سبيل المثال ” شراء هاتف سامسونج Galaxy Note 10 Plus ” وحينها تظهر لك المواقع المختلفة التي يتوفر بها هذا الهاتف سواء كان قابل للشراء من هذا الموقع أو أنهُ موقع يعرض لك معلومات ومواصفات الهاتف وسعره سواء كان بالتحديد أو بالتقريب. أو أنك تذهب إلى متجر الكتروني بعينه أنت تعرفه أو استخدمته من قبل أو قمت بزيارته في أي وقت مضي أو سمعت به من أحد اصدقائك، ثم تنتقل إلى قسم الهواتف المحمولة ثم تبحث عن هاتفك المنشود.
بالتأكيد انت بحثت على الإنترنت ودخلت العديد من المواقع والمتاجر الإلكترونية لأنك لم تجد هذا الهاتف بجوارك في منطقتك السكنية أو حتى قريبة منها، لذلك استعنت بخدمة الشراء من الإنترنت لكي تحصل على مبتغاك. والحقيقة أن هنا دور الإنترنت قوي وفعال ويأتي لك بالعديد من الخيارات التي ” وفي الغالب ” تحقق لك ما تصبو اليه.
الثقة في الشركات الكبرى
هناك حالات تجدها من الناس “وقد تتعجب”، فبعضهم يجد ما يُريده من منتج أو من سلعة بجوارهِ في أحد المحلات المخصصة لهذا المنتج لكنه لا يشتري منهم ويتوجه إلى الإنترنت للشراء، وإذا سألته يخبرك أن مواقع الإنترنت من المؤكد انها تقدم منتجات أصلية غير مُزيفة وغير مُقلدة، ويُتابع: لا تُخاطر مواقع وشركات ومتاجر الإنترنت بسمعتها وتقدم لنا منتجات غير أصلية مما يعرضها بالتأكيد للتشويه وبالتالي يقل عملائهم وزوارهم والناس الذين يشترون منهم. والحقيقة ان هذا المبدأ وإن كان يبدو للبعض غير منطقياً الا انه يجب ان يحترم، بل وقد يكون في بعض الأحيان من يتبنون هذا المبدأ محقون، أو انهم بنو هذا الراي بناء على تجارب شخصيه بالفعل، والحقيقة أيضاً أن هذا لا يحدث في جميع الأحيان.
شراء العديد من المنتجات في آن واحد
قد يدخل شخص ما إلى موقع أو إلى متجر الكتروني، ويختار طابعة مع هاتف محمول ولابتوب وكاميرا، ثم يقوم بطلب المجموعة كاملة من هذا المتجر، وتأتيه الشحنة كاملة ويدفع مرة واحدة وانتهى الأمر، وهنا فقد وفّر على نفسه وقت أكثر كان سيقضيه في اماكن بيع الهواتف، ثم اماكن بيع الحواسيب ثم اماكن بيع الكاميرات.
الدفع الالكتروني
هناك الكثيرون لا يحبذون الدفع نقداً ولا حتى حمل الاموال، واغلب تعاملات هذه الفئة تكون عن طريق بطاقات الائتمان واستخدام اموالهم في البنوك لهذه الاغراض وغيرها، وهنا يكون الشراء من الإنترنت هو الحل الأمثل لهؤلاء والطريق الأفضل لاختيار طريقه الدفع التي تناسبهم واختاروها بالفعل.
والحقيقة أن جميع ما سبق معتبراً وكل مجموعة وكل شخص يشتري من الإنترنت شيئاً ستكون الاسباب السابق ذكرها “في الغالب” هي الاسباب التي تجعلهُ يقوم بعمليه الشراء من الإنترنت، إلا إذا كانت هناك أسباباً أخرى شخصية أو فردية.
عيوب الشراء من الانترنت
ولكي تكتمل الصورة لديك، ولكي نُكمل حديثنا بنفس المصداقية والحيادية، فكما ذكرنا المزايا لا نستطيع ان نغفل العيوب والمشاكل التي قد تواجه البعض، بل واجهت بالفعل الكثيرون اثناء قيامهم بشراء السلع والمنتجات من الانترنت.
تأخر الشحنات
لعلك تعجبت من هذا العيب، لكنه بالفعل أحد أكثر العيوب التي وجدها الكثيرون عند قيامهم بالشراء من المتاجر الإلكترونية، فتارة تجد الموقع الذي تشتري منه لا يحدد لك وقتا معلوما تصل لك فيه شحنتك وانما يتركون الامر معلقا وسط عدة ايام، فيقال لك على سبيل المثال: شحنتك ستصلك في غضون من خمسه إلى ثمانية ايام عمل، فتكون انت في حيرة بعد قراءتك هذه الجملة، وتسأل نفسك: متى ستصل تحديدا؟ كيف اقابل المندوب الذي سيقوم بتوصيل شحنتي إليّ وانا لا اعرف تحديدا متى سياتي؟ هل سأتغيب عن عملي عدة ايام تخميناً لوصول الشحنة؟. وتارة اخرى وحتى بعد تحديد المندوب لك يوما لوصول شحنتك عن طريق اتصال هاتفي معه، أو رسالة على هاتفك، الا أنك قد تفاجئ ان ذلك لم يحدث، ولم يأتي المندوب، ولم تصل الشحنة، وقد تكون لديك ظروف سفر أو عمل ولست متفرغاً لمثل هذه العشوائية من التعاملات.
أسعار أعلى
يأتي غلو الاسعار من ناحيتين، الاولى منهما هي ان المنتج قد يكون معروض على المتجر الالكتروني بسعر اعلى مما هو عليه في متاجر ارض الواقع والمحال التجارية واماكن البيع والمولات، ولا يمكن الاعتراض علي السعر أو ابداء الراي في محاوله لتقليل السعر أو حتى الفِصال ” كما هي عاده البعض”، والناحية الاخرى هي مصاريف الشحن التي تفرضها المتاجر الإلكترونية على البضائع التي تشتريها منهم، ويقولون ان السبب في ذلك هي شركات الشحن نفسها، هذا فضلاً عن مصاريف أُخرى تضاف إلى السعر الاصلي وإلى مصاريف الشحن عندما تختار طريقة الدفع نقداً عند الاستلام، وهنا عليك سؤال افتراضي ” لماذا هذا الاخير؟”. جدير بالذكر ايضا ان مصاريف الشحن تتفاوت من شركة إلى اخرى ومن بلد إلى اخر، اتذكر انني قمت بشراء سلعه ما من أحد المواقع المتخصصة في هذا المجال وكان التبضع من مصر اصلاً، فكانت مصاريف الشحن إليّ في أحد محافظات مصر هو عشرون جنيها مصريا، وفي نفس الوقت تقريبا من العام، اشتريت من شركه اخرى سلعة أُخرى بنفس الوزن تقريباً فكانت مصاريف الشحن 86 جنيه مصري.
منتجات مستهلكة
لا تندهش فقد قمت بنفسي بشراء منتج من أحد الشركات والمتاجر المشهورة على شبكة الإنترنت وكانت الصدمة، وجدت ان الكرتونة مفتوحة من قبل وكذلك وجدت المنتج وكأنه أُعيد تغليفه ووضع الملصق والشريط اللاصق عليه مجدداً، حينها علمت أن أحد أمرين قد حدث، إما أن هذا المُنتج قد وصل إلى مشتري غيري ولم يعجبه بعد أن استخرجه من الكرتونة، بل وقد يكون قد استعمله بعض الوقت ثم قام بإرجاعه إلى الشركة مرة اخرى، وهذا هو الاعتقاد الشائع، الامر الثاني أن يكون وللأسف المنتج قد تم تخزينه بطريقه سيئة مثلا أو تم تغليف هو شحنهُ بطريقة سيئة أيضاً من ما أظهرهُ بهذه الحالة الرثة.
صعوبة التعامل مع الدعم الفني: من أكثر المشاكل ايضا التي تواجه من يشترون من الإنترنت هو صعوبة التواصل والتعامل مع الدعم الفني للمتاجر الإلكترونية سواءً كان على مواقعهم الخاصة أو صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى عن طريق الهواتف والبريد الالكتروني، فعادةً ما يتأخر الرد منهم، أو يتم الرد بشكل مُبهم لا يُفيدك بمعلومة واضحة وصريحة.
تجارب شخصية للشراء أون لاين
شراء مشاية كهربائية
كان لدي حلم كبير منذ أن أصبح وزني في زيادة مستمرة، وخاصة بعد معرفتي أنني مُصاب بداء السكري النوع الثاني، وهو شراء مشاية كهربائية أو كما يقال عنها السير الكهربائي أو الجراية أو جهاز المشي، وبعد ان دخلت إلى الإنترنت وبحثت عن الانواع والاسعار، إذ بي أجد احد الاعلانات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يعرض مشاية كهربائية للبيع، كانت صفحة لأحد الشركات في القاهرة التي تروج لمنتجاتها عبر إعلانات فيس بوك، على الفور وجدت حلم حياتي وقمت بالدخول إلى صفحتهم ومحادثتهم وسؤالهم عن الاسعار وإمكانية إيصال المشاية إلى محافظتي في جمهورية مصر العربية، فأخبروني بالسعر وبتكلفة الشحن، وكان سعر الشحن وقتها أكثر من 200 جنيه مصري، وقالوا أن هذا نظير ثقل جهاز المشاية.
تقييم التجربة: الحقيقة ان هذه التجربة كانت مفيدة، فقد كانت المشاية جديدة ” وبالكرتونة ” وقمت باستعمالها فترة كبيرة من الوقت، رغم ان المشاية كانت ذو امكانيات بسيطة ومتواضعة وذلك نظرا لضعف خبرتي بهذه الأجهزة، فقد وصلتني المشاية برفقة مهندس قام بتركيبها عندي في المنزل ودرّبني على كيفية تشغيلها. المشكلة التي لاحظتها وكانت هي بيت القصيد في الموضوع هو التأخر الكبير جداً في توصيل المشاية إليّ، حيث استغرق الامر أكثر من 15 يوما أو 20 يوما حتى وصلتني، وهذا رغم ارتفاع سعر مصاريف الشحن كما لاحظتم، وللعلم فان وقتها كان مبلغ 200 جنيه كبير جداً.
شراء فلاشات يو إس بي USB
كنت أتجول في أحد المتاجر الإلكترونية فوجدت فلاشات يو اس بي ذو سعة كبيره 16 و32 جيجابايت، كانت وقتها ارقام كبيرة جدا، فقمت بشرائهم على الفور ووصلوا إليّ وللأسف كالعادة بعد تأخير وبعد مماطله في ايصال الشحنة، والمشكلة الاكبر هذه المرة كانت تلف أحد هذه الفلاشات بعد مدة قصيرة من شرائها، والاخرى كانت تعمل بمعدل نقل بطيء جداً مما يدل على ان الخامات كانت غير اصلية وان المنتج كان مبالغ في وصفه على صفحه المتجر الالكتروني.
تقييم التجربة: كانت أحد اسوء المرات التي اشتريت من الإنترنت فيها اشياء، فالقطعتين أحدهما تلف والثانية شبه تالفة ولا استخدمها حتى وقت كتابه هذا المقال.
شراء راوتر انترنت
نظراً لأن خدمة الإنترنت في مصر سيئة، وبحكم عملي على شبكه الإنترنت أصلاً، وأحتياج إلى خدمه سريعة ومستقرة، حينها استقر تفكيري إلى تبديل راوتر شركة الإنترنت لديّ إلى راوتر ذو قدرات أكبر وأفضل، فقمت بالتجوال في أحد المواقع الإلكترونية الشهيرة المتخصصة، وقمت بتحديد راوتر ذو مواصفات قوية وقمت بشرائه.
تقييم التجربة: الحقيقة أن الراوتر كان بسعر كبير، 1600 جنيه مصري، لكن الراوتر كان يعمل بشكل قوي وما زال يعمل بشكل جيد، واعتقد انه منتج أصلي من شركه Linksys، لكن المشكلة كانت وكالعادة في تأخر وصول الشحنة إليّ، فضلاً عن ارتفاع تكلفة الراوتر ومصاريف الشحن والمصاريف الإضافية التي ادفعها عند طلب الدفع النقد عند الاستلام، ومع ذلك ففي هذه كانت من أفضل المرات التي اشتريت فيها اشياء عبر الانترنت.
شراء دعامه كاحل للقدم
ونظرا لأن المستلزمات الطبية وخاصة بعض الأنواع منها لا يتوفر بشكل كبير خاصة في الوطن العربي ومصر تحديدا، فقد احتجت إلى داعم للكاحل نظراً لتعرّضي لإصابة بالتواء في الكاحل اثناء لعب كرة القدم مع الأصدقاء، فدخلت على أحد المواقع التي تبيع هذه المستلزمات وأعتقد انه كان جديدا “الموقع”، وكنت اول مره اعرفه، فطلبت المنتج، ثم كانت المفاجأة بمرور وقت طويل جدا ولا انت تتصل بي إدارة الموقع أو الإدارة الخاصة بالمبيعات لديهم لتأكيد الطلب سواء عبر الهاتف أو عبر رسالة الكترونية حتى، استغرق الأمر ما يصل إلى قرابة شهر ولم تصل الشحنة ولم تُحدثني الشركة أو الموقع اطلاقا.
تقييم التجربة: من الواضح أنها كانت الاسوأ بلا منازع.
الخلاصة
كما قرأت بالأعلى، الأمر ليس وردياً بالكامل، وفي نفس الوقت ليس بالبشاعة التي يتوقعها البعض، فهناك مميزات للشراء من الإنترنت يدفعنا إلى خوض هذه التجربة، الا اننا قد نقع في بعض المشاكل والعقبات اثناء تجربتنا، وهنا يأتي دور كل فرد منا في تحديد الأفضل له، فما مقدار حاجتك إلى السلعة التي ستشتريها من الانترنت، وما مدى تحملك لمواقف الشركات وتأخر الشحن وسوء معاملة الدعم الفني، كل هذا يجب أن تجيب عنه بنفسك وتحدد ما إذا كان التسوق الالكتروني يُلبي حاجتك أم أنه فاشل ولا يستحق التجربة أو تكرارها.