التردد وعدم الثقة في النفس قد تجعل منك شخصية ضعيفة (Weak Character)، فيجب على الإنسان أن يزيد من ثقته في نفسه بالتعلم والمعرفة وما إلى ذلك كي لا يكون ذو شخصية ضعيفة.
فمن هو الشخص ضعيف الشخصية؟ وما هي عوامل تكون الشخصية الضعيفة، وكيف يتم التغلب على ذلك، ننصحك بقراءة هذا المقال.
كيف نعرف الشخصية الضعيفة؟
يجب أن نعلم أن كل إنسان يمتلك جانبين إحداهما ضعف في جانب ما وقوة في جوانب أخرى كما قال المستشار النفسي والخبير في علم الشخصيات ” الأستاذ. رامي بن ذياب” في بداية حديثه، ويكون ذلك طبيعي ويختلف على حسب المواقف والمجريات التي تحدث في الحياة.
لكن إذا كان هذا الشيء يطرأ بشكل قوي وواضح فإنه يؤثر على الشخص ويؤثر على تعامله مع الأفراد بشكل عام على مستوى العمل أو المستوى الأسري والاجتماعي كذلك، والشخصية الضعيفة هي الشخصية القاصرة، وهي شخصية يكون لديها ضعف في جوانب معينة تؤثر على طبيعة تعامله في الحياة.
عوامل تكون الشخصية الضعيفة
لا يوجد شخص يُولد ضعيف الشخصية أو قوي الشخصية، فكل هذه الأمور تكون مبنية على عوامل أخرى، ومن أهم المراحل عند الفرد في تكوين الشخصية هي مرحلة الطفولة إلى 7 سنوات، فهناك دور كبير للبيئة والأسرة والمجتمع في تكوين شخصية الطفل، وهناك بعض العوامل التي تجعل ذو شخصية ضعيفة مثل:
- التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرارت.
- الاتكال على الآخرين في كل الأمور.
- اتباع الآخرين بغض النظر عن كون ذلك صحيح أو خاطئ.
ويجب العلم أن استمرارية هذه العوامل هي التي تؤثر على الشخص وتجعله ضعيف الشخصية، لكن وجودها في موقف ما أو بسبب توتر من شيء ما فهذا أمر طبيعي للغاية ولا يمكن القول بأن الشخص ذو شخصية ضعيفة في هذه الحالات.
متى يُصبح الفرد ضعيف الشخصية؟
يكتشف الشخص أنه ذو شخصية ضعيفة عندما يبدأ التعامل مع المجتمع الثاني، فنحن لدينا مجتمعين الأول ويكون عند الطفل في الأسرة والمدرسة فقط، والثاني هو العالم الخارجي وهو الجامعة والعمل وما إلى ذلك.
فعندما يرى الفرد أنه غير قادر على الرد أو أخذ قرار ما، أو انه غير قادر على التواصل مع الآخرين، أو التردد الزائد والشك في قدراته ومهاراته، فإنه يكون ذو شخصية ضعيفة.
وأشار “أ. ذياب” أن ضعف الشخصية يمكن أن يكون في مواقف معينة فقط، فيمكن أن يكون الشخص في مجال عمله شخصية قوية وصارمة ولديه قرار واضح، لكن على مستوى الأسرة والأصدقاء لا يكون له دور ويكون ضعيف الشخصية، فكثيرًا ما نجد بعض الخلل عند التعامل مع هذه الشخصيات.
ويجب التنويه أن الشخصيات مختلفة ومتنوعة، فعلى مستوى أنماط الشخصية يوجد 16 نمط على مستوى العالم كله، لكن عند المواقف تختلف ردة الفعل من شخص لآخر، ويكون ذلك طبقًا للبيئة التي نشأ فيها الطفل وطريقة تربيته وكذلك المستوى الثقافي والعلمي، ويجب أن يكون لدى كل شخص إيمان قوي في قدراته ومهاراته والمعلومات التي يكتسبها.
هل الشخصية المسالمة هي شخصية ضعيفة؟
هناك بعض الأشخاص يحاولون دائمًا تجنب المشاكل والجدال مع الآخرين، وهذه الشخصيات تمتلك مستوى عال جدًا من المعرفة والوعي والادراك، فهذا الشخص يكون في مرتبة الرقي في التعامل مع الآخرين ولا يأخذ المواضيع بشكل كبير، فمن لديه مستوى منخفض من الخبرة لا يستطيع الوصول إلى هذا المستوى.
فالأشخاص الكبار الذين يمتلكون الكثير من الرشد والوعي يأخذ هذه الأشياء بهذا الشكل، لكن هذا لا يدل بالضرورة على ضعف الشخصية، فغالبًا ما تظهر قوة شخصية هذا الشخص في المواقف المصيرية التي تؤثر على مستوى الصحة النفسية والجسدية أو حتى على المستوى العملي والمهني، وأكبر مثال على ذلك هن الأمهات.
فالأمهات يسايرون في جميع الأمور لكن عندما يمس الأمر أطفالهن تظهر قوة الشخصية، فالنساء يقدن شخصيات كبيرة جدًا.
كيف تؤثر البيئة على ظهور الشخصية الضعيفة؟
عندما لا يجد الانسان دعم من الأسرة أو البيئة المحيطة به فيجب عليه البحث عن شغفه وما يريده، فيجب أن لا ينتظر الشخص الدعم من الغير.
فيجب علينا دائمًا الابتعاد عن البيئة المحبطة والغير داعمة حتى وإن وصل الأمر إلى دعم الشخص لنفسه، فلا يوجد شخص يهتم بملحتك أكثر من نفسك، فدائمًا ركز على ذاتك ثم ذاتك ثم ذاتك ثم الآخرين، فالآخرين مجرد داعم ولكن أنت الأساس والمشغل لحياتك بشكل عام.
ومن أهم أساسيات تقوية الشخصية القراءة وخاصة في الأشياء التي تعاني منها، فالإطلاع على الأشياء والقراءة ورؤية الشخصيات الشهيرة ومعرفة سبب وصولهم إلى هذه المرحلة، فكل ذلك سيدعمك بشكل كبير، وعلى الأهل تشجيع أطفالهم على القراءة ومناقشتهم فيما استفادوه من هذه القراءة.
واختتم ” أ. رامي بن ذياب” حديثه بالنصح أنه عليك أولًا أن تختار البيئة والشخص المناسب للدعم، ومن ثم عليك أن تعرف جوانب الضعف في شخصيتك والابتعاد عنها قدر المستطاع والاتجاه لجوانب القوة في الشخصية، فكلما فهم الفرد شخصيته بشكل صحيح يستطيع تغيير وتعديل جوانب الضعف لديه.