ما هي الكهرباء الزائدة على الدماغ؟
قال “د. محمد خريم” أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب. تعتبر الكهرباء الزائدة من أكثر الأمراض الدماغية والعصبية انتشاراً حيث أنها تصيب أكثر من 15 من عامة الناس وتكثر الأمراض المؤدية إلى الصرع أو إلى زيادة كهرباء الدماغ بين الفئات العمرية الصغيرة مثل الأطفال والأشخاص الكبار في السن (فوق الخمسين).
وتابع الدكتور “محمد خريم” عند التعرض للصرع أو للشحنات الدماغية فإن مجموعة من الخلايا العصبية والدماغية تؤدي إلى زيادة إفراز الكهرباء بشكل جماعي كما أن هذه الكهرباء الزائدة تؤدي إلى تغير في مستوى الوعي ويقظة المريض وأعراض إحساسية وغيرها، وتظهر زيادة الكهرباء عند الإنسان على شكل نوبات مثل نوبات الصرع.
أسباب الشحنات الكهربائية الزائدة في الدماغ
هناك مجموعة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الصرع وخاصة عند الأطفال الذين يتعرضون لأغلب الأمراض بسبب جيني أو وراثي كما يجدر علينا الإشارة إلى أن هناك اختلاف بين الأمراض الجينية والوراثية لأنه ليس كل مرض جيني هو بالضرورة مرض وراثي ومثال على ذلك نقص الأكسوجين عند الولادة والذي يتسبب في ظهور نوبات الصرع أو الشحنات الزائدة.
إلى جانب ذلك، يمكن أن تكون ضربات الرأس سبباً في زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ بالإضافة إلى حوادث السير والسقوط خاصة بين الفئات العمرية المتقدمة في السن التي قد تتسبب في الجلطات الدماغية، كما أن هناك نسبة من 20 إلى 30% من الشحنات الكهربائية الزائدة غير معروف سببها حتى الآن.
أعراض زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ
تختلف أعراض الصرع باختلاف مكان البؤرة الصرعية في الدماغ حيث على سبيل المثال تأتي نوبات الفص الجبهي أثناء الليل وأثناء النوم وتكون على شكل حركات وتنقلات حركية بالليل وتكون بصورة غير إرادية من المريض ولكنها تعتبر دليل أن المشكلة موجودة في الفص الجبهي من الدماغ.
على الجانب الآخر، من المتعارف عليه أن مريض الصرع يفقد الوعي فجأة وينزف دم من فمه ويقوم بالعض على لسانه ويفقد السيطرة على البول ولابد له من وقت حتى يعود لوعيه مرة أخرى، وفي حالة تعرض المريض لمثل هذه الأعراض وخاصة الأطفال يجب مراجعة طبيب الأعصاب على وجه السرعة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض النوبات التي تأتي على شكل انقباضات على الوجه والتي قد تمتد إلى اليد حيث فيها يقوم الطفل بضم يده بشكل مفاجئ نتيجة تعرضه لتلك النوبات من زيادة الكهرباء في الدماغ أو نتيجة نقص الأكسوجين في الدماغ وتضرر خلايا الدم.
طرق علاج الصرع أو زيادة الشحنات الكهربائية
هناك طرق علاجية مختلفة لنوبات الصرع كما أن كل نوع من أنواع الصرع له علاج مناسب بجانب أنه من 60 إلى 65% من نوبات الصرع يتم علاجها بالأدوية وفي حالة عدم الاستجابة للأدوية فإننا نلجأ للعمليات الجراحية أو طرق التحفيز الكهربائي عن طريق بعض الأجهزة التي يتم تريكبها للدماغ أو العصب العاشر ومن ثم يتم تحفيز الدماغ وقد يُشفى أكثر من 60% من مرضى الصرع بعد تناولهم للدواء أو العلاج المناسب.
وأخيراً، للوقاية من نوبات الصرع فيمكننا القول أن الوقاية من هذا المرض صعبة إلى حد ما لأن أسباب هذا المرض جينية ووراثية ولكن يمكننا أخذ مطعوم ضد التهاب السحايا والذي يخفف كثيراً من نسبة تعرضنا لهذه النوبات من الصرع بجانب أنه يمكننا وقاية الرأس من الضربات المباشرة كالقيام ببعض الممارسات كلبس حزام الأمان عند القيادة إلخ إلخ… كما يُنصح لمريض الصرع بالنوم المنتظم مع ضرورة عدم التعرص للضوء الساطع بشكل مباشر مع عدم أخذ المضادات الحيوية لنوبة الصرع قبل استشارة طبية لأنها قد تتعارض مع الصرع وتعمل على تحفيز النوبة.