إن التقنيات الحديثة وأبعادها المختلفة في عالم السيارات قد امتدت حتى رأينا سيارات ذاتية القيادة. هذه المركبات يعتبرها البعض مستقبل القيادة في دول العالم وذلك لتأثيرها الإيجابي على البيئة من حيث تقليل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.
فضلاً عن أهميتها في تقليل نسبة الخطأ البشري أثناء القيادة ومنع حدوث الحوادث المرورية، ليبقى الشيء السلبي في هذه المركبات وهو إمكانية اختراق نظام التحكم الخاص بها ومن ثم التسبب في عدة مشكلات تقنية بداخل المركبة.
تقنية المركبات ذاتية القيادة
تقول الدكتورة هدى عبد الرحمن الخزيمي “مديرة مركز أبحاث مركز المعلومات في جامعة نيويورك، ومساعدة بروفيسور في قسم الهندسة في جامعة نيويورك” أن المركبات ذاتية القيادة هي نظام ليس بجديد.
كما أن الأبحاث الخاصة بهذه التقنية بدأت منذ عام ١٩٢٠، وفي عام ١٩٥٠ كان هنالك مختبرات يابانية تخص الهندسة الميكانيكية تعمل على كيفية صنع المركبات ذاتية القيادة وكيفية وضعها في الشارع.
وقد نجحوا في ذلك عام ١٩٧٧، لذلك فإن هذه التقنية هي تقنية ليست بجديدة ولكن كانت المركبة لا تسير أكثر من ٣٠ كلم، وفي الثمانينات، وفي أمريكا هناك جامعات كثيرة بدأت في عمل أبحاث تخص كيفية تطوير هذه المركبات بشكل أكبر مما هي عليه.
تعتبر المركبات ذاتية القيادة هي مركبات بدون سائق، تعتمد بالدرجة الأولى على أنظمة التحكم المبرمجة عليها من قبل باستخدام تكنولوجيا مختلفة مثل GPS والرادار وغيرها من أنواع التكنولوجيا الأخرى، التي تهدف إلى استعمالها حتى تستطيع المركبة استشعار نوع المركبات أو الأشخاص الموجودة في الشارع بجوار المركبة، ومن ثم يمكن للسيارة ذاتية القيادة اتخاذ القرار المناسب بالتسريع من حركتها أو تبطء من حركتها في الشارع.
أهمية معرفة أمان المركبة ذاتية القيادة
عند الحديث عن المركبات ذاتية القيادة فإننا حينئذ إزاء تكنولوجيا جديدة لأننا نضع مركبة محددة في نظام مروري مختلط، هذا النظام قد يكون مكون من بشر أو سيارات أو دراجات أو حيوانات، ومن ثم فإن ردات الفعل من هذا النظام المروري برمته هي ردات غير متوقعة.
لذلك يجب أن تكون المركبة مختبرة، كما أن البرمجيات الخاصة بهذه المركبة لابد من أن تكون مختبرة بصورة مكثفة، لذلك نحن في جامعة نيويورك قمنا بإجراء مجموعة أبحاث بالتعاون مع الطلبة على أساس يمكننا اختبار نظام المحاكاة الذاتية أو القيادة الذاتية كنظام آمن من عدمه، مع اختبار كيفية التلاعب بالصور التي تستشعرها هذه المركبات.
ومثال على ذلك كلمة “قف” التي يمكن أن تقرأها المركبة على أنها كلمة “سر”، وفي هذه الحالة يمكن للمركبة أن تتعرض للحوادث أو الازدحامات المرورية، أو يمكن للمركبة ذاتية القيادة تغيير زاوية القيادة، ومن ثم يمكنها الصعود على الرصيف.
الجدير بالذكر أننا في جامعة نيويورك استعملنا تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد كافة هذه السيناريوهات التي يمكن أن تواجه السيارة ذاتية القيادة، وبنينا هذا النظام باستعمال برمجيات معينة وتم نجاحها بفضل الله، وبعد ذلك قمنا بعمل توصيات من قبل RTA في دبي أوصينا فيها بضرورة أن يكون الجانب الأمني مفروضاً على كل الجهات المقدمة لهذه العروض.
مدى كفاءة تقنية المركبات ذاتية القيادة في تتبع الخرائط الخوارزمية في التنقل
مازالت المركبات ذاتية القيادة تحت التطوير، وهناك برامج خرائط كثيرة تم تطويرها وتناسبت مع هذه التقنية أو هذه التكنولوجيا، ونحن لا نعتمد فقط على الخرائط المقدمة من الأقمار الصناعية، وإنما تم تطوير الخرائط التي تخرج من المركبات نفسها.
وهذا يسهل لنا عمل تحديث للخرائط الموجودة على هذه المركبات، كما أن هذا الأمر إيجابي بدرجة كبيرة لأنه يعطينا جانب هام من الدقة اللحظية للمعلومة التي تقدمها المركبة ذاتية القيادة أثناء القيادة.
على الرغم من ذلك، هناك بعض المستخدمين الذين يسيئون استعمال هذه المركبات والذين يقومون بتقديم معلومات خاطئة عن المركبات بتفعيل بعض الفيروسات على هذه المركبات، وهذا هو الجانب السلبي الأكثر خطورة في هذه المركبات الحديثة، ومن ثم فإننا نوصي الأشخاص الذين يبنون هذه التكنولوجيا أن يبنوها بطريقة تُعتمد عليها ولا تقبل هذا النوع من الاختراق الاليكترونية.
الآثار الإيجابية للمركبات ذاتية القيادة
من الصعب تأكيد الجوانب الإيجابية المتوقعة من هذه المركبات ذاتية القيادة، ولكن يبقى الغرض الأساسي من صناعتها هو:
- تقليل الخطأ البشري في القيادة وهذا يتطلب بناء هذه التقنية بدقة ١٠٠٪ أو أقرب لـ ١٠٠٪.
- تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الجو.
- تدعيم المجتمعات التي تحوي مجموعات بشرية غير قادرة على قيادة المركبات أو السيارات الخاصة، ويمكن لهذه التقنية من خلال هذا المنطلق أن تقوي من البنية التحتية لأي بلد في العالم.
أما عن آلية استخدام هذه المركبات فإن المركبة يكون بها مجموعة من الأجهزة الأتوماتيكية كأجهزة التحكم، والرادار لاستشعار المركبات أو الأشياء الموجودة بجانب المركبة، فضلاً عن وجود اللايدار التي تعتمد على الليزر للتأكد من المسافة الموجودة بين المركبة وبين المركبات الأخرى المجاورة، إلى جانب تقنية GPS.
وهذه التقنيات جميعها تقوم بتجميع المعلومات وإرسالها لجهاز التحكم المركزي الموجود في المركبة والذي بدوره باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يقوم باتخاذ قرارات معينة مبرمجة مسبقاً من قبل مجموعة من العلماء لتشير إلى كيفية القيادة في مسارات معينة كما في تقنية إدارة أو تحريك المترو.
وختاماً، يبقى هنالك بعض السلبيات لهذه المركبات ذاتية القيادة، منها أن الشخص المستخدم لهذه المركبات قد يضطر إلى الانتظار أكثر من اللازم لاستخدام خدمة السيارة ذاتية القيادة، لأن تلك السيارات التي تعمل بالنزين العادي كما طورتها شركة BMW والأخرى التي تعتمد على المحركات الكهربائية تعتبر مشتركة بين أكثر من شخص.
كما أن تلك المركبات لا تُستعمل لشخص واحد فقط لأنها حينئذ لن تفي بالغرض الذي خُلقت من أجله وهو مساعدة المستخدم في استغلال أوقاته في شيء آخر غير القيادة.