تُعد مدينة ميونخ العاصمة لولاية “بافاريا”، وهي ثالث أكبر المدن الألمانية حيث تبلغ مساحتها نحو ٣١٠ كم٢ بإرتفاع عن البحر ٥١٠ متر، وتقع ميونخ في الجنوب على نهر “إيسار”، وتبعد عن جبال الألب مسافة ١٠٣ كم، ويسكنها ما يزيد عن المليون نسمة.
تاريخيًا يرجع الفضل في تأسيس المدينة لدوق ساكسونيا وبافاريا “ويلف هنري” والذي كان يُلقب بالأسد، حيث أنه أنشأ جسرًا على نهر “إيزار” ومن بعده كنيسة للقديس بطرس ومن ثَم نمت المدينة وتوسعت وحُصنت حتى أصبحت عام ١٢٥٥م مقرًا لعدة أمراء، وفي العام ١٣١٤م اتخذها الملك “لودفيغ الرابع” مقرًا له، وفيها أيضًا تم تتويجه ليصبح القيصر في عام ١٣٢٨م، وشيئًا فشيئًا تطورت ميونخ وأصبحت عاصمة بافاريا في العام ١٥٠٦م، ثم احتلتها القوات السويدية (اللوثرية) في عام ١٦٣٢م، وبعدهم انتشر فيها الطاعون ثم تعافت، ثم دخلت في حرب الثلاثين عامًا في ١٦٤٨م، ثم تعافت، ثم احتلتها القوات الإسبانية عام ١٧٠٤م لعدة سنوات تحت حكم آل هابسبورغ.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى أعلنها هتلر في عام ١٩٣٥ عاصمة الحركة النازية، وعليه دُمرت أجزاء كبيرة منها خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن في فترة الخمسينيات والستينيات أُعيد إعمار ميونخ ونمت بسرعة لتعود مدينة مرموقة كما كانت.
تميزت مدينة ميونخ على مر العصور بتوسطها للقارة الأوروبية، الأمر الذي جعل منها محطة ومركز مهم للإقتصاد الأوروبي، وحقيقةً هي الآن إحدى أغنى مدن ألمانيا وأقواها، حيث أنها مقر وموطن لعدد من الشركات والمصانع الألمانية ذات الصيت مثل بي إم دبليو وشركة التأمين أليانز وشركة سيمينز للكهربائيات والإتصالات وشركة مان لصناعة المركبات الثقيلة، كما أنها أيضًا مركزًا للموضة والثقافة والأدب في ألمانيا، كما أنها مركزًا سياحيًا يقصده ما يزيد عن الثلاثة ملايين سائح سنويًا.
ومن أبرز المزارات السياحية في مدينة ميونخ:
قصر الإقامة
بُني هذا القصر في العام ١٣٨٥م على أطراف البلدة القديمة، وهو من القصور ذات الطراز الأوروبي الأنيق والمرتفع، ويضم بين جنباته الكثير من الحدائق، كما أنه يحتوي على الأثاثات القديمة واللوحات والأنتيكات وأنواع مختلفة من التحف ذات الفنون المختلفة.
ميدان ماريا
يقع في وسط مدينة ميونخ، وتلتف حوله العديد من الكنائس والمباني التاريخية الجميلة الشاهدة على التاريخ الألماني لأكثر من مائة عام.
الساحات الملكية والجادات
تتعدد في ميونخ القصور الملكية بساحاتها الشاسعة مثل قصر “نيموفينبورغ” الذي كان المقر الرئاسي لحاكم بافاريا لسنوات كثيرة، كما تتعدد أيضًا الجادات (الضواحي المستوية) العتيقة مثل جادة “لودفيغ” وجادة “ماكسيميليان” وجادة “برينتسريجبينتن” وجادة “برينر” التي تم إنشائها على الطراز الكلاسيكي وتصل مساحتها من أطراف البلدة الشمالية إلى ساحة أوديون في الوسط.
وخذ أيضًا جولة سياحية في مدن ألمانيا: درسدن Dresden، اسن Essen، كيل Kiel، ماغديبورغ Magdeburg.
الكنائس الأثرية
يصل عدد الكنائس في مدينة ميونخ إلى حوالي ٣٠٠ كنيسة، جزء كبير منها تاريخي وأثري، وكلها ذو تصاميم معمارية رائعة من فنون معمارية مختلفة، وأهم هذه الكنائس كنيسة “القديس بطرس” التي تقع قريبًا من ساحة مريم وسط ميونخ وهي من أقدم الكنائس، وكنيسة “القديس مايكل” وكنيسة “الثيتنركيرش” وكنيسة “بيرغ رسالكيرتش” وكنيسة “درايف التي غيت” وكنيسة “الكاتدرائية للسيدة العذراء”.
المتاحف
كما أن ميونخ مركزًا صناعيًا وإقتصاديًا مهمًا، فهي أيضًا مركزًا ثقافيًا لا مثيل له يضم ما لا حصر له من المتاحف القيمة، ومن أهم هذه المتاحف “المتحف الألماني” الذي هو أكبر المتاحف في العالم بمساحته التي تزيد عن ٥٠ ألف متر مربع، و”متحف بافاريا القومي” المنشأ في العصور القديمة مثل عصر القوطي وعصر الباروك وعصر النهضة وبه بعض المواد المصنوعة من العاج، و”دار الفن” و”متحف BMW” وغيرهم الكثير والكثير.
حديقة النباتات
أُسست في العام ١٩١٤م، وتحتوي على أنواع شتى من النباتات يصل عددها إلى ١٤ ألف نوع، ومعظمها أنواع غريبة ونادرة.