رغم أنها ليست العاصمة الهولندية إلا أن مدينة لاهاي هي ثالث أكبر مدينة في هولندا بعد “أمستردام” و”روتردام”، كما أنها تعتبر المدينة الحاكمة نظرًا لأنها مقر إقامة الملك وولية العهد، كما أنها تضم مقرات رئاسة الحكومة والوزرات والبرلمان والمحكمة العليا ومجلس الدولة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، أضِف إلى ذلك أنها مركزًا دوليًا لمؤسسات العدل والسلام حيث مقرات المنظمات الدولية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية.
تقع مدينة لاهاي على ساحل بحر الشمال جنوب غرب المملكة الهولندية في مقاطعة “راندستاد” الجنوبية، وتشغل مساحة ٩٨.١٢ كم٢، ويسكنها ما يزيد عن ٥٠٠ ألف نسمة نصفهم تقريبًا من أصول أجنبية.
ويعود تاريخ أول تجمع بشري على أرض لاهاي لحوالي ٣٠٠٠ سنة قبل الميلاد، إلا أن لاهاي ظهرت للوجود كمدينة في العام ١٢٣٠م عندما شيَّد الكونت “فلوريس الرابع” حاكم مقاطعة هولندا قلعة بسيطة على مستنقع “هوف فايفر” الموجود في وسط المدينة كمقر لرحلات الصيد البري التي كان يقوم بها في المنطقة، وفي العام ١٢٤٨م قرر الكونت “وليام الثاني” توسيع القلعة، وأنجز المشروع من بعده ابنه “فلوريس الخامس”، وعند هذه النقطة أصبحت لاهاي مقرًا لنبلاء هولندا وحكامها.
حين اندلعت حرب الثمانين عام بين هولندا وإسبانيا تعرضت لاهاي للنهب والتدمير وتشريد السكان من قِبل الجيوش الإسبانية، وتمكن بعدها الإسبان من احتلال المدينة وجعلوها قاعدة لغزو المدن الهولندية الأخرى، وفي العام ١٨٠٦م احتُلت لاهاي فرنسيًا، وفي عهد الملك “لويس نابليون” ١٨٦٠م حصلت على صفتها الرسمية كمدينة في الوثائق الرسمية.
إبان الحرب العالمية الثانية نجت لاهاي من الدمار على عكس المدن الهولندية الأخرى، لكن المفارقة حدثت حين تعرضت لقصف جوي من حليفها البريطاني الذي ألقى بالخطأ قنابله على أهداف مدنية بدلًا من من أن يُلقيها على مواقع صاروخية للعدو الألماني المحتل، ولما انتهت الحرب توسعت المدينة بشكل كبير وأُعيد بناء المناطق المدمرة بسرعة.
لا يفوتنا ذكر أنه في العام ١٨٩٩م كانت المدينة على موعد مع حدث سياسي ضخم ألا وهو “مؤتمر لاهاي الأول للسلام” الذي انبثق عنه إنشاء “محكمة التحكيم الدائمة” التي تحول مقرها بعد ذلك “محكمة العدل الدولية” التي تعتبر الجهاز القضائي لهيئة الأمم المتحدة.
أبرز المزارات السياحية في مدينة لاهاي
البيننهوف
يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وهو مجموعة من المباني التاريخية المتصلة مع بعضها حول مركز المدينة، وأصبحت فيما بعد مقرًا لإقامة الأسرة الحاكمة، والآن تحول “البيننهوف” إلى مقر المجالس البرلمانية الهولندية، كما يضم المبنى المقر الرسمي لرئيس الوزراء، وفي أحد الجنبات تقف شامخة قلعة قوطية التصميم.
بانوراما ميسداغ
هي عبارة عن أكبر لوحة فنية دائرية في العالم، ورغم قدمها ويدويتها إلا أنه يمكن إعتبارها تابعة للطريقة الإلكترونية في الرسم الثلاثي الأبعاد، وقام بتنفيذ اللوحة بعض من أمهر الفنانين الهولنديين خريجي مدرسة لاهاي للفنون وأشرف عليهم الفنان العالمي “مميسداغ” وزوجته “سينتج”.
متحف موريتشويس
يعود تاريخه إلى العام ١٦٤١م، ويضم مجموعة من التحف واللوحات القيّمة التي رسمها أكبر الفنانين الهولنديين.
متحف جيميينت (أو متحف البلدية)
يقع في حديقة الحي وتحيطه المنازل ذات التراث المعماري الهولندي، ويضم كل ما يخص التراث الهولندي من القرن التاسع عشر إلى الآن، ومن بين المعروضات بعض من الآلات الموسيقية التراثية.
قلعة ديفن فور دى
تبعد عن مركز المدينة ١٥ كم، ويعود تاريخها الإنشائي للعام ١٦٣١م، ومازالت القلعة محتفظة بأثاثها ومفروشاتها الأصلية، كما أن ديكوراتها الداخلية وزخارفها لم تتغير ولم تتلاشى، وتحتوي القلعة أيضًا على حديقة شاسعة المساحة صُممت على الطُرز الإنجليزية.
كنيسة سانت جيمس
هي أقدم كنائس المدينة حيث تعود إلي القرن الرابع عشر، ويتميز مبناها بشكله السداسي، كما أنها تضم برجًا مرتفعًا يحتوي على جرس عملاق ويسمح بمشاهدة كامل المدينة من أعلى.
الساحة المربعة
تتوسط المدينة ويحيط بها من ثلاثة أضلاع المباني الحكومية، ويضم الضلع الرابع مجموعة من أشهر وأغنى المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية.
منطقة لانج فورهوت
هي من أجمل مناطق الغابات في لاهاي، وتضم أيضًا قصرًا كبيرًا يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر وتحيطه ساحة ممتلئة بزهور الزعفران.
حديقة ماديورودام
تضم الحديقة بداخلها عدد كبير من النباتات النادرة، هذا إلى جانب مجسمات لبنايات صغيرة تُعرف بـ “مدينة الأقزام”.
وتقرأ هنا كذلك: السياحة في مدينة هارلم الهولندية