مدينة “كيروف” أو “كيروف أوبلاست” (أو “فياتكا” سابقًا) هي إحدى مدن روسيا الفيدرالية، وكانت من المدن البارزة صناعيًا وسياحيًا وثقافيًا وعلميًا في الإتحاد السوفيتي وقت عنفوانه، وتقع مدينة “كيروف” على نهر “فياتكا”، وتبعد عن العاصمة موسكو مسافة 896 كم، وتبلغ مساحتها 757 كم2، ويسكنها أكثر من 460 ألف نسمة.
والناظر في تاريخ المدينة يعرف أنها تأسست في العام 1181م، ثم بدأ ذكرها في الأوراق والموسوغات الحكومية كمدينة ذات شأن وكيان مستقل بدءًا من العام 1374م، وفي أواسط القرن الخامس عشر أصبحت مركزًا للحرف والصناعات الشعبية بفعل إنضمامها إلى إمارة “موسكو” منذ العام 1489م، ومن ثَم توسعت وتطورت إلى أن هلَّ القرن الثامن عشر على المدينة وهي مزدهرة في صناعة الجلود والفراء وصناعة الخمور وغيرها، وكانت تقام فيها أسواق تجارية سنوية، ثم افتتحت فيها المدارس، واستمر هذا التوسع والتقدم ولم يتوقف حتى أصبحت تمتلك مع بدايات القرن العشرين أكثر من 20 كنيسة و1000 مبنى و220 متجر ودار سينما واحدة ومكتبة عامة واحدة ومسجد وحديقة للنباتات.
وفي ثورة أكتوبر عام 1917 لم تعترف إدارة المدينة بسلطة البلاشفة وأعلنتها جمهورية مستقلة، إلا أن هذا لم يدم طويلًا حيث دخلت سريعًا تحت مظلة سلطة الإتحاد السوفيتي، وبعد سبعة عشرة سنة من الثورة أُلغيت كل أسماءها القديمة وسُميت “كيروف” تكريمًا لمقتل “سيرغي كيروف” أحد قادة ثورة 1917 والذي يعتبر من أبناء المدينة.
وإبان الحرب السوفيتية الوطنية العظمى (1941 – 1945م) استقبلت المدينة مصانع عديدة من موسكو ولينينغراد وغيرها من المدن مما شكل فيها قاعدة صناعية كبرى، كما نُقلت إليها من لينينغراد الأكاديمية البحرية العسكرية للعلوم، كما أنها أصبحت منفى للمعارضين ومُحددي الإقامة.
كل هذا الزخم التاريخي لهذه المدينة العتيقة جعلها مليئة – رغم صغر حجمها – بالعديد من المتاحف مثل متحف تاريخ المقاطعة ومتحف الفنون ومتحف تسيولكوفسكي للطيران والفضاء ومتحف الديوراما والقبة الفلكية ومتحف المتحجرات وغيرها الكثير، وجعلها أيضًا حاضنة لعدة مسارح مثل مسرح الدُمى ومسرح الشباب ومسرح الدراما، أضِف إلى هذا مجموعة كبيرة من الجامعات والمعاهد العليا ومعهد اللغات الأجنبية ومعهد الموسيقى والفنون ومجموعة من المعاهد المهنية ومدارس للموسيقى والفنون ومعاهد عديدة للبحوث العلمية.
كما أن “كيروف” حاضنة لعدد من المتنزهات والحدائق العامة مثل متنزة كيروف ومتنزة غاغارين وحديقة النباتات ومتنزه النصر وحديقة الحيوانات وغيرها، كما أنها ثرية بآثارها التاريخية ومعالمها المعمارية العديدة منها دير “صعود العذراء للرهبان” الذي تأسس عام 1684م ودير “التجلي للراهبات” الذي تأسس عام 1696م وكاتدرائية “المخلص” الذي تأسس عام 1769م وكاتدرائية “سيرافيم ساروفسكي” الذي تأسس عام 1904م ومسجد المدينة الذي تأسس عام 1909م وغيرها الكثير من دور العبادة والرهبنة، وهذا القسم التاريخي من المدينة يقع أغلبه على الضفة اليسرى لنهر “فياتكا” ويحتوي أيضًا على العديد من المباني التاريخية الحكومية والسكنية وعدد كبير من التماثيل والنُصب التذكارية التي تعود إلى القرن الـ 17.
ومن أبرز المزارات السياحية في مدينة “كيروف”:
حديقة الكسندر
وهي من أوائل الحدائق العامة في روسيا حيث تم تأسيسها عام 1821م، وتتكون من ثلاثة حدائق متميزة هي الجزء العلوي والأوسط والأدنى، ويبلغ طول إمتدادها 865 متر، وتتميز الحديقة بالألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأخضر وتحتوي على عدد كبير من الزهور.
متحف كيروف الإقليمي
أُسس المبنى في عام 1866م على الطراز الباروكي، ويضم المتحف مجموعة من الأعمال الفنية التي يصل عددها إلى ربع مليون قطعة تتنوع ما بين فنون الإثنوغرافيا والتاريخ وثقافة المنطقة، هذا إلى جانب العديد من القطع الأثرية الأخرى.
متحف فياتكا للفنون
ويضم مجموعة غنية من الأعمال الفنية المختلفة، بما في ذلك القطع الأصلية والقيمة للعديد من أشهر الفنانين.
متحف لعبة دمكوفسكايا
هو أحد المتاحف الصغيرة، ويقع عبر النهر، ويحتوي على العديد من الألعاب المشهورة في روسيا مع شروحات تفصيلية لتاريخ هذه الألعاب.