مدينة “كولمار” هي ثالث أكبر مدينة في منطقة “الألزاس” الواقعة في الشمال الشرقي لفرنسا حيث تطل على أحد روافد نهر “إلينوي” الذي يقع مباشرة إلى الشرق من جبال “الفوج” ومتصلًا بنهر “الراين” في الجانب الشرقي من القناة، وتشغل “كولمار” مساحة 66.5 كم2 على إرتفاع عن البحر بـ 197 متر، ويسكنها نحو 70 ألف نسمة ترجع أصول بعضهم إلى الجنس الألماني نظرًا لتبدل جنسية المدينة بين ألمانيا وفرنسا عدة مرات عبر التاريخ، الأمر الذي أدى إلى إنتشار اللغة الألمانية في المدينة بالشكل الذي يفوق اللغة الفرنسية إلى حد ما خصوصًا مع مرور وإستقرار بعض السويسريين الناطقين بالألمانية.
تأسست مدينة “كولمار” في القرن التاسع الميلادي، وظلت على فقرها حتى عهود الإصلاح البروتستانتي في العام 1575م، وبحلول العام 1673م استولى عليها الملك “لويس الرابع عشر” وضمها إلى المملكة الفرنسية، لتتنازل عنها فرنسا مرة أخرى في العام 1679م كأحد بنود معاهدات “نيميجن” مع بقية مدن منطقة “الألزاس”، وظلت على إستقلالها حتى ضُمت إلي الإمبراطورية الألمانية الناشئة في العام 1871م كنتيجة للحرب الفرنسية البروسية، وبعد الحرب العالمية الأولى عادت “كولمار” إلى السيادة الفرنسية وفقًا لمعاهدة فرساي في العام 1919م، ولتعود ألمانيا النازية لضمها إليها في العام 1940م، لتستعيد السلطات الفرنسية السيطرة عليها مرة أخرى بعد معركة “كولمار الجيب” في العام 1945م.
ومن الناحية الإقتصادية تعتبر “كولمار” مدينة غنية تبعًا لإشتهار وإزدهار السياحة فيها، كما أنها أيضًا مقرًا للعديد من الشركات الكبيرة، هذا إلى جانب أنها تستضيف منذ العام 1947م ما يعتبر الآن أكبر حدث تجاري سنوي، وسياحيًا تتركز جميع مناطق الجذب بـ “كولمار” في المدينة القديمة التي أُنشئت في القرون الوسطى، وهي مدينة شاسعة المساحة وتتعدد فيها المعالم والشواهد.
أبرز المزارات السياحية في مدينة “كولمار”:
المدينة القديمة
هي مدينة جميلة مترامية الأطراف، ومازالت محتفظة بتخطيطها ومبانيها وشواهدها الدالة عن دور المدينة في التاريخ الفرنسي، والمشيرة أيضًا إلى التحولات المتكررة ما بين الفرنسية والألمانية.
بيت فيستر
يعود تاريخ إنشاءه إلى القرن السادس عشر، وهو منزل خشبي رائع، والمثير للدهشة والإعجاب مجموعة اللوحات الجدارية الكبيرة التي تحيط بالمنزل.
كنيسة الدومينيكان
أحد أبرز وأقدم كنائس المدينة، وتمتاز بالفخامة وروعة التصميم.
متحف أنتيرليندين
يقع المتحف في دير قديم يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، ويضم العديد من اللوحات الفنية القديمة، كما يضم مقتنيات تاريخية متمثلة في الأثاث والدروع والسجاد والفضيات.
أضِف إلى ما سبق من مزارات ومعالم يعتبر التجول في شوارع كولمار القديمة هو أفضل وسيلة لإستكشافها والإستمتاع بما تضمه من مجموعة متنوعة من المحلات التجارية المختلفة، وكذلك الإستمتاع بتناول الأطباق الشهية من المطبخ الألزاسي، كما يمكن إقتناء الهدايا التذكارية من الحرف التقليدية واليدوية وخاصةً مصنوعات الفخار الألزاسي المشهور بجودته وثقله.