قد يكون إرتباط مدينة كان بمهرجانها السينمائي ذائع الصيت المقام في شهر مايو من كل عام هو أحد أسباب شهرتها، لكن هذا لا ينفي تعدد العوامل الأخرى التي تجعل منها مدينة جاذبة للضيوف والمحبين، فهي إحدى المدن السياحية الفرنسية الأبرز على “الريفيرا”، وتتميز بطبيعتها الخلابة وشواطئها وجزرها الساحرة، هذا إلى جانب أن مهرجان كان السينمائي ليس هو المهرجان الوحيد الذي تستقبله المدينة في العام، بل تتعدد فيها مهرجانات فنية عالمية أخرى مثل مهرجان أسواق البرامج التلفزيونية “ميب تي في ميليا” في أبريل من كل عام ومهرجان “ميبكوم” في أكتوبر في كل عام، والكثير من المعارض والمهرجانات الأخرى حيث تعتبر المدينة الواجهة الفنية الثانية في فرنسا بعد باريس.
ومدينة كان مدينة فرنسية تطل على البحر الأبيض المتوسط، وتقع في جنوب الدولة بالقرب من مدينة “نيس”، بمساحة حوالي 19 كم2 يسكنها نحو 74 ألف نسمة.
تشير حفريات كان إلى أنها كانت معقلًا للحضارة الرومانية، حيث عُثر على العديد من الكنوز البحرية التي تؤكد استيطان الرومان فيها، والتي تؤكد أيضًا أنها في العصور الوسطى كانت جزءًا من دير الرهبان ثم تحولت لقرية زراعية حتى القرن الثامن عشر، واستمر الحال كما الحال حتى القرن التاسع عشر حيث القرية الصغيرة التي يسكنها الصيادون والمزارعون، إلى أن حلَّت ثلاثينات القرن العشرين الذي بدَّل المدينة إلى مركزًا لجذب الأغنياء الأجانب والفرنسيين للنقاهة والسياحة والإصطياف بها.
الحياة في مدينة كان لا تهدأ، والأنشطة السياحية فيها لا تنتهي، فهي زاخرة بالكثير من الأماكن السياحية ذات الطابع التاريخي الذي يتناغم مع الطابع الحضاري فيها، لذا هي فرصة سانحة لمشاهدة القصور والقلاع التاريخية والأحياء القديمة، وفيها أيضًا التجول والتسوق وتناول الأطباق الفرنسية في أشهر المطاعم والفنادق.
أبرز المزارات السياحية في مدينة كان
شارع كروازيت
هو أكثر شوارع المدينة بل وأكثر شوارع الريفييرا أناقة وجمال، ويعتبر المركز الرئيسي للأنشطة السياحية في مدينة كان، ويضم الشارع على جانبيه بعض الفنادق التاريخية المعبرة عن تاريخ العمارة الفرنسية المبهرة، ويوجد فيه أيضًا الكثير من المباني والفيلات الفاخرة وقصر المهرجانات الجديد وبعض الشواطئ الخاصة الرائعة.
لو سوكيه (المدينة القديمة)
تقع المدينة القديمة في حي “لو سوكيه” على منحدرات “مونت شيفالير” فوق الخليج وعلى جانب التل، وهي قرية صيد الأسماك القديمة التي سكنها الأوائل، وتتميز المدينة القديمة بسلالمها الضيقة وساحاتها الجميلة، وفيها بعض الآثار التاريخية مثل جدران المدينة القديمة والكنيسة القديمة وبرج المراقبة، كما تحتوي على شارع “مياندار” الذي يشتهر بالكثير من المحلات المميزة وبيوت الأزياء الفرنسية الرائعة.
قصر المهرجانات والمؤتمرات
وهو الذي يقام فيه العديد من المهرجانات الفنية العالمية وعلى رأسها مهرجان كان السينمائي، ويعود تاريخ إفتتاح القصر إلى العام 1982م، وتبلغ مساحته 25 ألف متر مربع، ويستضيف الكثير من الأحداث والمؤتمرات والمهرجانات على مدار السنة، كما أنه يستضيف قمة مجموعة العشرين، وتتوفر في القصر العديد من الغرف وقاعات المحاضرات المزودة بأحدث الأجهزة التقنية.
كنيسة نوتردام دي ليسبيرانس
تقع على قمة “لو سوكيه”، ويعود تاريخها إلى العصر القوطي المتأخر الذي يميزه الواجهات الزجاجية الملونة، وتضم الكنيسة مقبرة قديمة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وفي خلال الحرب العالمية الثانية تم إستخدام الكنيسة كمستشفى مؤقت لعلاج الجرحى.
متحف كاستري
يقع على تلة تطل على خليج كان، ومبنى المتحف بالأساس عبارة عن قلعة من القرون الوسطى، ثم تحولت إلى دير لأحد الرهبان، ومن ثَم إلى متحف، وهذه القلعة تتوسط حديقة مذهلة وتطل على الساحل والبحر، ويضم المتحف تحفًا وآثار تعود إلى العصور الوسطى، كما يضم أعمالاً من الفنون البدائية ولوحات المناظر الطبيعية البروفنسية التي تعود إلى القرن التاسع عشر، هذا إلى جانب مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية من جميع أنحاء العالم.
الميناء القديم
ويقع أسفل حي “لا سوكيه” التاريخي، بالقرب من محطة “جارا مارتيم” البحرية المُفتتحة في العام 1957م، والميناء حاليًا عبارة عن مرسى لليخوت والمراكب الشراعية، كما أنه يُستخدم كنقطة إنطلاق لسباق القوارب.