فورمس هي مدينة وميناء نهري يقع على الضفة الغربية من نهر “الراين”، وتبلغ مساحتها نحو ١٠٨ كم٢، ويقطنها من السكان حوالي ٨٢ ألف نسمة.
ومدينة فورمس لم تكن وقت الرومان سوى حصنًا عسكريًا بناه الجنود في العام ١٤ قبل الميلاد، ثم ما لبث الحصن أن تحول إلى مجمع كنسي خلال القرون الوسطي عقد فيه ممثلو الإمبراطورية الرومانية حوالي ١٠٠ مجمع، وعليه شيئًا فشيئًا زادت مساحة الحصن العسكري وتوسعت المدينة من حوله بما يعنيه ذلك من إدخال الخدمات والمرافق والبنية التحتية المطلوبة.
وكغيرها من المدن الألمانية تعرضت فورمس وتضررت بشدة خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن تم إعادة بناؤها مرة أخرى في خمسينات وستينات القرن العشرين لتصبح على ما هي عليه الآن، بل ولتزيد شهرة فورمس في النواحي الصناعية وبخاصة صناعات المواد الكيميائية والمعادن والنبيذ والجلود والآلات والألياف الإصطناعية، كما أن لها شهرة واسعة في صيد وتجهيز وتعليب سمك السالمون، وزاد من شهرتها أيضًا أنها الموطن الأم للقديس “مارتن لوثر” ومنها طُرد ونُفي وشُكك في عقيدته بعد قيامه بثورته.
أبرز المزارات السياحية في مدينة فورمس
نصطحبكم هنا في جولة رائعة إلى أبرز المزارات السياحية في الجميلة الألمانيّة، مدينة فورمس:
كنيسة سانت مارتن
هي إحدى الكنائس الرومانية، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى القديس “سانت مارتن” الذي رفض أن يكون جنديًا في الجيش الروماني في معركة ضد بعض الجماعات الألمانية وكان ذلك في القرن التاسع الميلادي ويقال أنه دُفن في زنزانة تحت موقع الكنيسة، وبُنيت كلها من من الحجر الرملي الأحمر.
كاتدرائية فورمس أو القديس بطرس
بُنيت الكاتدرائية جميعًا من الحجر الرملي الأحمر، وأخذت الكاتدرائية وقتًا طويلًا حتى تشكلت لما هي عليه الآن، فعلى تصميمها الحالي تتكون من أربعة أبراج مستديرة وقبتين كبيرتين، في العام ١١١٠م تم الإنتهاء من تشييد الدور الأرضي والجزء السفلي من الأبراج الغربية، أما الجزء المتبقي تم الإنتهاء منه في العام ١١٨١م، وفي القرن الثالث عشر تم الإنتهاء من القبو، وبحلول القرن الرابع عشر تم إضافة البوابة الجنوبية وإعادة بناء القبة المركزية، وتضم الكاتدرائية بداخلها لوحات جدارية مذهلة والعديد من التماثيل والقطع الأثرية الفنية الفريدة.
المتحف اليهودي
موقع المتحف كان بالأساس معبدًا يهوديًا قديمًا تم تدميره في العام ١٩٣٨م، ومع إعادة إعمار المدينة في العام ١٩٥٩م تم تشييد المتحف وخُصص لعرض تاريخ الطائفة اليهودية بالمدينة، ويضم المتحف الكثير من المخطوطات التاريخية الشارحة للكثير من الأحداث التي حلت بيهود المدينة، وإلى جوار المتحف توجد مقبرة الرمل المقدسة التي تحتوي على العديد من القبور والأشجار المغمور نصفها في الأرض الرملية، وهذه المقبرة من أقدم المقابر الألمانية حيث يرجع تاريخها إلى العام ١٠٧٦م.
المقابر اليهودية
إلى جانب المقبرة الرملية الواقعة بجوار متحف اليهود يوجد على بعد كيلومترات قليلة منها مقبرة يهودية أخرى تعد هي الأقدم في أوروبا، حيث أسستها الجالية اليهودية الموجودة في فورمس في أوائل القرن الحادي عشر، ثم أغلقتها السلطات الألمانية في العام ١٩١١م، إلا أن بعض الأُسر استمرت في دفن ذويها فيها حتى أواخر العام ١٩٣٠م، والمقبرة تحتوي على حوالي ١٣٠٠ قبر، وما جعلها مزارًا سياحيًا أن عمارتها بالكامل مستمدة من الشريعة التوراتية الحقيقية، كما أنها تضم مشاهد كُتب عليها اسم كل مدفون وقصة حياته وتأثيره ودوره في أحداث وتاريخ المدينة.
كنيسة (أو متحف) القديس بولس
هي بالأساس كنيسة شُيدت على يد “بورشارد” الذي أُسند إليه أيضًا بناء أول كاتدرائية في المدينة في العام ١٠٠٢م، إلا أنها تعرضت للتدمير في العام ١٧٩٧م، ومن ثَم تم استخدامها كمخزن، إلا أنها الآن ومنذ العام ١٨٨٠م تحولت إلى متحف كبير وتوقف فيها أداء الطقوس الدينية.
النصب التذكاري لوثر
تم بنائه في العام ١٨٦٨م، ويقع في حدائق “هيلشوف” التاريخية التابعة لقصر الأسقف وهو المكان الذي واجه فيه “مارتن لوثر” الإمبراطور “تشارلز الخامس”، ويمكن للزوار رؤية نسخة من كتاب لوثر الذي تحدى فيه الإمبراطور.
وهنا نأخذك في جولة إلى ميونخ