تقع مدينة غرينوبل في جنوب شرق فرنسا، وتعد عاصمة مقاطعة “ايزير”، وكانت في السابق عاصمة إقليم “دوفيني” وعاصمة الألب الفرنسية، وواقعيًا يحيط بها قمم جبال الألب الفرنسية، وهي ثاني أكبر مدينة بمنطقة “رون ألب” بعد مدينة “ليون”، وأكثر ما يميزها الهواء النقي والحدائق الجميلة والمساحات الخضراء والآثار التاريخية والشوارع المرصوفة بالحصى والساحات الخلابة الواسعة.
ومن الناحية التاريخية تضرب مدينة غرينوبل بجذورها في عمق التاريخ لأكثر من ألفي عام، بل وتعتبر شاهدة وفاعلة في العديد من أحداث ومغامرات الدولة الفرنسية، فإبان العصر الغالي والروماني من بعده كانت المدينة تسمى “كولارو” ثم “غراتيانوبوليس”، وبدأ إزدهارها الحقيقي في القرن الحادي عشر الميلادي حين اختارها كونت “دوفيني” عاصمة لمقاطعته، ولما انضمت إلى الدولة الفرنسية ازدادت المدينة ازدهارًا إقتصاديًا وأصبحت مركزًا برلمانيًا وعسكريًا مهمًا، هذا إلى جانب الأدوار المحورية التي لعبتها في الحروب الفرنسية الإيطالية وفي الثورة الفرنسية وفي الحرب العالمية الثانية.
وتُصنف مدينة غرينوبل كمركز صناعي، حيث بدأت صناعات النسيج فيها من أواخر القرن الثامن عشر، ومع إكتشاف الطاقة الكهرمائية فيها زاد إزدهارها الإقتصادي أكثر وأصبحت اليوم مركز علمي وتجاري كبير في فرنسا وأوروبا، كما أصبحت تحتضن عدة جامعات عريقة ذات شأن دولي.
ومن الناحية السياحية تضم مدينة غرينوبل العديد من المتاحف العارضة للكثير من تراث المدينة، إلى جانب المتاحف الفنية التي تضم مجموعات من الفنون الجميلة في فرنسا، وكذلك تحتوي على الكثير من الآثار التاريخية والثقافية المحلية والحدائق الطبيعية وغابات الصنوبر والأشجار الكثيفة.
أهم المزارات السياحية في مدينة غرينوبل:
المدينة القديمة
حيث المنازل القديمة الجميلة والممرات الضيقة المرصوفة بالحصى والساحات الصغيرة، وفيها أيضًا متحف “إيفيتش” الذي كان سابقًا قصر الأسقفية الرومانية الحاوي لآثار وأسوار “غالو” الرومانية في القرن الثالث الميلادي، كما يضم المتحف قطع أثرية خالدة من العصور القديمة لفرنسا وحتى القرن العشرين مرورًا بالعصور الوسطى، وداخل المدينة القديمة يمكن أيضًا زيارة كاتدرائية “نوتردام” الشهيرة.
متحف غرونوبل
يعد من أكبر وأشهر المتاحف الفرنسية، ويضم مجموعة استثنائية من كافة أشكال وآثار ولوحات الفنون الأوروبية التي يعود تاريخ أغلبها للقرون الوسطى، كما يحيط بالمتحف حديقة رائعة مليئة بالمنحوتات.
حصن الباستيل
يقع الحصن على قمة التل مما يسمح بإطلالة بانورامية مذهلة على المناظر الطبيعية في جبال الألب، واستخدم الحصن قديمًا كسجن، إلا أنه الآن يضم العديد من المتاحف ومراكز الفن والمعارض، ومجرد زيارة الحصن تسمح بممارسة رياضات التسلق والمشي وسط الطبيعة الخلابة وحول الحصن، كما ينتشر حول الحصن مجموعة من المطاعم والمقاهي الفرنسية الراقية.
متحف أرشيولوجيك غرونوبل سانت لوران
يعود تاريخ مبناه إلى القرن الثامن الميلادي، وهو متحف متخصص في فنون الهندسة المعمارية التي تعود إلى العصور الوسطى، ويُعرض في المتحف عروض للآثار والأضرحة.
ساحة غرينيت
أُنشئت الساحة في القرن السابع عشر، وكانت تُستخدم قديمًا كسوق لبيع الحبوب والحيوانات، أما الآن فتضم العديد من المزارات السياحية مثل “قصر غرينيت” الذي يتميز بأجنحته التاريخية العريقة، وتضم الساحة أيضًا العديد من المقاهي والمطاعم الصاخبة.
قصر وحديقة دو فيل
يعود تاريخ بناء القصر والحديقة إلى القرن السابع عشر الميلادي، وكانت ملكًا خاصًا لدوق “ليسديغويرس” ثم تحولت إلى حديقة عامة في العام 1710م، والقصر يضم العديد من الأجنحة الرائعة التي استُقبل فيها الضيوف لتعزيز التبادل الثقافي، أما الحديقة فهي شديدة الروعة والجمال حيث تتميز بالأزهار المشذبة على الطريقة الفرنسية.