“غروزني” تعني بالروسية “المدينة الرائعة”، ومدينة “غروزني” هي أكبر مجتمع للمسلمين الروس، وهي العاصمة لجمهورية روسيا الشيشانية، وتقع على نهر “سونزها” أحد روافد نهر “تيريك” بعيدًا عن العاصمة “موسكو” بحوالي 1130 ميل، وتأسست “غروزني” في العام 1818 ميلادي كحصن روسي على يد “ألكسي يرمولوف” والذي كان قائد الجيش القيصري في القوقاز، ثم ما لبثت أن لعبت دورًا مهمًا في حرب القوقاز، ولم تبدأ المدينة في النمو الإزدهار إلا بعد إكتشاف البترول فيها، وبدأ فعليًا استخراج النفط قرب “غروزني” منذ العام 1893م فتحول الحصن الحربي إلى مدينة تعد الآن أحد أكبر المراكز الصناعية في القوقاز.
وطبقًا للإحصائيات السكانية كان يسكن المدينة قبل الحرب الشيشانية في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين 400 ألف نسمة، أما بعد الحرب الطاحنة مع الروس أصبح عدد سكانها يربو على 230 ألف نسمة فقط، وإبان الحرب الشيشانية لحقت بالمدينة أضرارًا بالغة نتيجة العمليات القتالية في تسعينات القرن الماضي، وكانت القوات الروسية قد سيطرت عليها مرتين في عامي 1994 و1999 ميلادي بينما اقتحمها الإنفصاليون الشيشان واستولوا عليها عام 1996م.
ومدينة “غروزني” التي كانت بالأمس مهدمة، تبدو اليوم حديثة وجميلة، وصارت واحدة من أجمل المدن الأوروبية، وأصبحت تتميز باللون الأزرق لأبنيتها الجديدة، وأُنجز فيها المسجد الجامع الذي يعد الأكبر في أوروبا والذي يتسع لعشرة آلاف شخص.
وأبرز المزارات السياحية في مدينة “غروزني”:
قلعة غروزني
وهي الأساس الواقعي للمدينة، حيث تأسست في العام 1818م كموقع أمامي للجيش الروسي، وساهمت هذه القلعة في كل الحروب الروسية تقريبًا بما فيها حروب ومعارك العصر الحديث، وواجهت القلعة كباقي المدينة دمارًا هائلًا خلال الحرب الشيشانية.
مسجد قبة غروزني المركزي
ويُسمى “جامع قلب الشيشان” ويُعرف بين السكان باسم “جامع أحمد قديروف”، وهو مثال حي للهندسة المعمارية الحديثة، ويقع في وسط المدينة، وكل جدران المسجد استُخدم فيها نوع نادر من الرخام يُسمى “الترافرتين” مما أكسب المبنى بهاءًا لا نظير له، فهو بالفعل تحفة فنية قبل أن تكون معمارية.
متحف أحمد قاديروف
يعتبر من أهم المتاحف التاريخية في المدينة، ويعرض بداخله كل ما يخص الإنتصار الروسي عام 1945م في الحرب العالمية الثانية، ومبنى المتحف عبارة عن مجمع النصب التذكاري لمعركة “سلافا”.
مجمع النصب التذكاري سلافا
تم افتتاحه في عام 2010م، و يبدأ بممشى المجد، ويوجد هناك نقوش بارزة تصور مشاهد المعركة على الجدران، وقد تم تصميم أرضيات المجمع من الرخام الإسباني على طراز الزخرفة الشيشانية، وتم تصميم الأعمدة على الطراز المغربي.
مجمع ناطحات السحاب
ويشمل ثلاثة ناطحات سحاب، واحدة منها بطول 45 طابقًا، والأُخريين بطول 30 طابقًا، ويضم المجمع أيضًا فندق 5 نجوم ومركزًا لرجال الأعمال مع مهبط طائرات هليكوبتر.
كنيسة القديس ميخائيل
هي الكنيسة الأرثوذكسية الوحيدة في مدينة “غروزني”، وتم بناؤها في نهاية القرن التاسع عشر فهي أيضًا مَعلمًا أثريًا يحكي تاريخ المدينة، وللعلم تضرر مبنى الكنيسة كثيرًا خلال حرب الشيشان الأولى، إلا أنه أُعيد ترميمه وأصبح متماثلًا من المبنى الأصلي.
المتحف الوطني
تم تشييد المبنى الجديد وافتتاحه في عام 2005م بعد أن دُمر المبنى القديم في الحرب الشيشانية، وطراز المبنى الحالي نابع من العمارية الشيشانية التقليدية حيث الحجارة الإصطناعية التي يستخدمها السكان في بناء منازلهم.