مدينة “سارانسك” أصغر المدن الروسية مساحةً حيث لا تتجاوز الـ 383 كم2، ويسكنها ما يساوي 300 ألف نسمة، وتقع بعيدًا عن العاصمة “موسكو” بـ 650 كم في الجنوب الشرقي، ورغم صغرها إلا أنها تمثل عاصمة جمهورية “موردوفيا” إحدى مكونات الإتحاد الروسي الفيدرالي.
تأسست “سارانسك” في العام 1641 ميلادية كقلعة عسكرية حامية للحدود الجنوبية الشرقية للدولة الروسية على الضفة العليا لنهر “أنسار”، وحتى هذه المرحلة لم يسكنها سوى الجنود والعسكريين، ورويدًا رويدًا بُنيت حولها القرى التي ما لبث أن سكنها الروس والموردوف والتتار، وعند نهايات القرن السابع عشر سكنها أكثر من 4 آلاف نسمة وظهرت فيها الشوارع وقُسمت إلى أحياء سكنية بعد أن أقرت الإمبراطورة “كاترينا الثانية” المخطط الجديد للمدينة وكان ذلك في العام 1785م، ولما حلَّت بدايات القرن الثامن عشر فقدت “سارانسك” أهميتها العسكرية وتحولت تدريجيًا إلى مدينة للحرف والصناعات والتجارة، ومن عوامل الإزدهار في هذه المجالات موقعها الجغرافي الواقع على الطريق الواصل بين موسكو وأستراخان والقرم وقازان.
وبُعَيْد قيام ثورة أكتوبر عام 1917م (ثورة البلاشفة) قامت في “سارانسك” السلطة السوفيتية، وأصبحت المدينة أحد المراكز الأساسية لتشكيلات الجيش الأحمر خلال الحرب الأهلية، وفي عام 1930م بدأت عمليات إعادة بناء المدينة وتم إنارة أكثر شوارعها بمصابيح كهربائية وازداد إنتاج مؤسساتها، كما افتتحت فيها المؤسسات الصحية والتعليمية والثقافية، وفي نفس العام أيضًا بدأت إذاعة المدينة ببث برامجها باللغتين الروسية والموردوفية، وفي العام 1934م أصبحت عاصمة لجمهورية موردوفيا السوفيتية ذات الحكم الذاتي، وعند إندلاع الحرب الوطنية العظمى (1941 – 1945م) تحولت المؤسسات الصناعية في المدينة إلى إنتاج متطلبات القوات المسلحة، أما مؤسساتها الصحية فكانت تستقبل الجرحى من جبهات القتال.
ولما انتهت الحرب عادت الأمور إلى نصابها ونُفذت في المدينة مشاريع صناعية جديدة، ومع بداية ستينات القرن العشرين خُططت في “سارانسك” أحياء سكنية جديدة، واستمر توسع المدينة وازدهارها حتى صارت مركزًا صناعيًا وثقافيًا مزدهرًا يقصده ممثلي مختلف الشركات ورجال الأعمال من مختلف البلدان، وأبرز المزارات السياحية في مدينة “سارانسك”:
متحف موردوفيا إرزيا للفنون البصرية
يُنسب المتحف للفنان “ستيبان إرزيا” وهو نحَّات روسي شهير ولد في جمهورية موردوفيا، ويضم المتحف أكبر مجموعة من أعماله، كما أنه يضم مجموعة مختلفة من أعمال فنانين آخرين في موردوفيا، هذا بالإضافة إلى بعض أعمال الفن الروسي والمردوفي العائدة إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
متحف موردوفيا للثقافة الشعبية
هو مخصص للثقافة الشعبية للشعوب الأصلية للمنطقة، وكان في البداية فرع من “متحف الفنون البصرية”، ثم استقلت ميزانيته وتم افتتاحه في العام 1999م كمتحف خاص.
ويضم الكثير من القطع الأثرية التي تمثل كل جانب من جوانب الحياة في موردوفان، ولعب دورًا رئيسيًا في ترسيخ الهوية الوطنية بين شعب المدينة وبخاصة الشباب، ويقع المتحف في مبنى تاريخي يعود تأسيسه إلى أواخر القرن التاسع عشر.
متحف الحروب وجهود العمل
هو مخصص لمقتنيات وآثار الجنود الذين قاتلوا وماتوا في النزاعات المسلحة التي شاركت فيها روسيا في القرن العشرين مثل الحرب العالمية الثانية والحرب الأفغانية والحروب الشيشانية، ويتميز المتحف بتصميمه المعماري البديع حيث أن رسمة المبنى تشبه حدود جمهورية موردوفيا، وسقفه يشبه قبعة “كوكوشنيك” (قبعة محلية الصنع)، وكما تتميز واجهة المبنى بالألوان الأسود والبرتقالي الذي يرمز لشريط “سانت جورج” وهو رمز روسي للشجاعة العسكرية.
حديقة بوشكين
أكثر ما تشتهر به مدينة “سارانسك” أنها مدينة خضراء تحتوي على الكثير من المناطق الخضراء والمتنزهات، وحديقة “بوشكين” أحد أبرز الحدائق في المدينة، حيث الخضرة والزهور والأشجار، وكذلك المطاعم والمقاهي وملاهي الأطفال.
كنيسة القديس يوحنا الرسول
يعود تاريخ بناءها إلى العام 1693م، لذا تعد أقدم مبنى في موردوفيا، ومبنى الكنيسة ذو عمارة روسية فيدرالية كلاسيكية.
مركز جيرارد دوبارديو
“جيرار دوبارديو” مواطن روسي قرر الإستقرار في مدينة “سارانسك”، وكهدية لمجتمعه الجديد قام بتجديد سينما قديمة وأقام مركزًا ثقافيًا سماه مركز “جيرارد دوبارديو” الثقافي، ويقوم المركز بعرض كل ما يهم ويخص الثقافة الروسية العتيقة، كما يحتوي المركز على شاشات عرض عملاقة تُعرض عليها الأفلام الروسية الروحية والأخلاقية والهادفة.
يميليان بوغاتشيف
هو نُصب تذكاري لتخليد ذكرى “يميليان بوغاتشيف” الذي يعتبر من الأبطال الشعبيين في التمرد الذي قام وقت تولي الإمبراطورة “كاثرين العظمى” حكم البلاد.
وهنا تلقي نظرة على أجمل الأماكن السياحية في فيلادلفيا