وينطقها الفرنسيون رنز، تقع مدينة رنز داخل الإقليم الفلمنكي الواقع في منطقة “فلاندر” شرق الدولة البلجيكية، ورغم كونها من البلدات الصغيرة المساحة إلا أنها إحدى المدن البلجيكية الشاهدة على أحداث جمّة في التاريخ، حيث أكدت حفريات المدينة تواجد النشاط البشري على أراضيها منذ العصر الحجري القديم وخلال العصر الحجري الحديث أيضًا، حيث تذكر الوثائق عن تلك الحقبة أن رنز كانت مأهولة بالمزارعين وكانت مرعى للماشية.
شيئًا فشيئًا بُني في المدينة كنيسة ودير شرفي تحت مسمى القديس بطرس والقديس بولس، أهداهما الملك “لويس” إلى دير الهند في “آخن” الألمانية إشرافًا وإدارةً وهو ما استدعى فرار الكثير من الرهبان من الدير، وبنشوب الصراعات الرومانية عام 880م أُحرق الدير والكنيسة وانتهى أمرهما، ثم تأسست في العام 1129م كنيسة “ماري هيرمس”، وظلت رنز على هدوئها حتى شهدت أكثر الأعوام دمارًا وخرابًا وهو العام 1478م حين شرع الفرنسيون في مارس من ذات العام في إحراق المدينة بأكملها، وسرعان ما استعادت نفسها ومبانيها مرة أخرى بفضل إعتمادها على التصنيع وتجهيز المصنعات وبخاصة الكتان، وبحلول منتصف القرن السادس عشر استطاعت رنز أن تصبح مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا يستقبل الفارين من هولندا وقت أن كانت خاضعة للسيطرة الإسبانية.
سياحيًا تضم مدينة رنز العديد من المناطق السياحية الهامة والمعالم الشاهدة على نشأة المدينة وتطورها، ومن أبرز المزارات السياحية في مدينة رنز:
كنيسة مار هيرمس
ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وترجع عمارة مبناها إلى العصر الرومانسي، وتتميز بسراديبها المتداخلة كالمتاهة.
متحف التراث الشعبي
وهو من المتاحف المتخصصة في عرض كل ما يخص التاريخ الشعبي الثقافي بالمدينة.
متحف النسيج
وهو متحف منبثق عن متحف التراث الشعبي ويعرض أساليب ومعدات تطور صناعة النسيج وزراعة الكتان في المدينة.
محطة قطار المدينة
تعد أقدم محطات القطارات على مستوى أوروبا كلها، وتتميز بمعمارها الفخم والمرتفع.
منزل الفن الحديث
هو منزل قام ببناءه “فيكتور هورتا” وشكل مع فيلا “النجار” متحفًا لفنون المدينة الحديثة، ويُعرض فيه العديد من اللوحات المعاصرة والآلات الموسيقية الحديثة وكذلك مجموعة من الأزياء التقليدية.
مهرجانات المدينة
يقام في شوارع رنز العديد من المهرجات والكرنفالات الفنية والموسيقية والملونة كل عام، وأشهر تلك المهرجانات المهرجان المقام يوم السبت الذي يسبق عيد الغطاس في يناير ويعود جذوره إلى العصور الوسطى، وأيضًا مهرجان “فيرتيل” الذي يعود إلى العصور الوسطي حيث تُجلب إليه الذخائر المقدسة ويأتيه الناس سعيًا وبالدراجات فقط.