تقع مدينة درسدن في الشرق الألماني بالقرب من الحدود التشيكية، وهي العاصمة لولاية “ساكسونيا”، كما أنها قريبة من روافد نهر “إلبه” الذي يُغذي المدينة بالماء العذب، وتشغل مساحة 328 كم2، وترتفع عن مستوى سطح البحر ما يوازي الـ 112 متر، ويسكنها ما يزيد على النصف مليون نسمة يُشكل الألمان منهم 90% أما النسبة المتبقية فهي للمهاجرين من روسيا والصين وأوكرانيا والتشيك وإيطاليا وبولندا، وتعتبر درسدن من أكثر المدن الألمانية – بل والأوروبية – إخضرارًا، حيث تتغطى 63% من مساحتها بالسهول الخضراء والغابات.
وإبان الحرب العالمية الثانية تعرضت درسدن إلى ما لم يتعرض له غيرها من القصف والدمار والتخريب، حيث قُتل جراء الهجمات الجوية لقوات التحالف عليها في العام 1945م ما يزيد عن خمسة وثلاثون ألف، وتحول وسط المدينة بكل ما فيه من معالم تاريخية إلى ركام ورماد، إلا أنه أُعيد إعمارها وترميم ما فيها من تراث بدءًا من العام 1990م أي بعد توحيد ألمانيا وهدم جدار برلين، وانعكس هذا التوحيد على درسدن بأن جعل منها أهم المدن الألمانية في العديد من المجالات كالسياسية والإقتصادية والإجتماعية والتعليمية، خصوصًا مع ما يمتاز به أهلها من الإنفتاح على العالم والبعد عن الأمور الغريبة وحب التواصل مع الآخرين، ولم تنبع تلك المميزات السكانية من فراغ ولكنها تشكلت بعد صراعات دامية وإضطهادات عرقية ودينية ضد المسلمين.
أبرز المزارات السياحية في مدينة درسدن:
قصر بيلنيتز
يقع شمال المدينة، وهو قصر واحد كبير يضم بين جنباته ثلاثة قصور فرعية كانوا مقرًا لإقامة ثلاث ملوك مختلفين، ولكل قصر من هذه القصور الفرعية طرازه المعماري وديكوره الخاص، فالأول ذو معمار متوافق مع العصر العلوي والثاني ذو معمار كلاسيكي والثالث عائد لحكم ريفرسانيا، وبشكل عام تشبه زخرفات القصور الثلاثة الزخرفة الصينية.
الحديقة العظيمة
أُسست – ترجيحًا – في العام 1676م، وتشغل مساحة 2 كم2، وتمتاز أبنيتها الداخلية وطرق تقسيم المزروعات فيها بالطراز الباروكي، كما أنها تضم حديقة نباتية فيها الكثير من النادر والجميل، وتضم أيضًا حديقة حيوانات صغيرة، وأحدث ما في الحديقة العظيمة مصنع سيارات موجود في جانبها الغربي تابع لشركة “فولكس فاجن” الشهيرة ويسمح مسئولي المصنع للزوار بالتجول في أقسامه المختلفة للتعرف على جوانب من عالم صناعة السيارات.
وادي ألب درسدن
يمتد الوادي بطول 20 كم تقريبًا، وعلى جانبيه المساحات الخضراء والقصور والمنازل الفخمة التي تعود إنشائيًا للقرن الثامن عشر، وتم إدراج هذه المنطقة كواحدة من أجمل المناطق السياحية الأوروبية تبعًا لمنظمة اليونسكو.
أوبرا دريسدن زيمبيروبير
هي ثاني أكبر دار أوبرا في ألمانيا، ويرجع تاريخها إلى العام 1841م حين تأسست على يد المهندس المعماري “غوتفريد” الذي جعلها تجمع تصاميم معمارية مختلفة من النمط الكلاسيكي وأنماط عصر النهضة، وقد تعرض المبنى للتدمير في العام 1945م ثم أُعيد تصليحه وترميمه على شكله القديم.