“بينزا” هي إحدى مدن روسيا في الكيان الفيدرالي الروسي “بانزا أوبلاست”، وتقع على نهر “سورا” وهو أحد روافد نهر “الفولغا”، وتبعد عن العاصمة موسكو مسافة 700 كم، وتبلغ مساحتها حوالي 300 كم2، ويقطنها أكثر من نصف مليون نسمة.
تأسست مدينة “بينزا” في العام 1663م كقلعة على الحدود الجنوبية الشرقية للدولة الروسية بأوامر من القيصر “اليكسي ميخائيلوفيتش”، ثم تطورت المدينة وأصبحت منذ العام 1719م مركزًا للولاية وبعدها مركزًا للمحافظة في العام 1801م، ومنذ العام 1939م أصبحت مركزًا لمقاطعة “بينزا” كلها.
ويعتبر موقعها الجغرافي هو الحافز الأساسي لتطور المدينة وتوسعها، حيث ظهرت فيها مصانع الورق ومصانع الأخشاب ومصانع الأنسجة والجلود ومصانع مواد البناء والصناعات المعدنية والغذائية، وكل ما يُنتَج من هذه المصانع ذو جودة عالمية مرتفعة ويشهد بذلك غزو منتجاتها للأسواق العالمية.
وثقافيًا فقد تأسس أول مسارح المدينة في العام 1793م، وتأسس فيها أول سيرك في روسيا قاطبةً وكان ذلك في العام 1874م، ثم تبع ذلك افتتاح المكتبات العامة والمدارس، وللأسف تبدَّل كل ذلك بعد إقامة السلطة السوفيتية فيها في العام 1918م حيث أُممت المؤسسات الصناعية والتجارية والمصارف وتحولت جميعًا إلى القطاع العام.
وتاريخيًا شهدت المدينة إبان الحرب الأهلية إنتفاضات عمالية في القرى والضواحي، كما شهدت معارك طاحنة بين الجيش الأحمر والقوات التشيكية الغازية، ومن بعد الحرب الأهلية إلى ما قبل بداية الحرب الوطنية العظمى (1941 – 1945م) شهدت المدينة نموًا كبيرًا حيث تأسست المصانع الجديدة للأنسجة والمواد الغذائية ومصانع للحاسبات والدراجات والساعات اليدوية والورق، كما تطورت فيها البنية التحتية التعليمية والصحية والثقافية، ولكن مع بداية الحرب تحولت مصانع المدينة إلى مراكز سوفيتية لإنتاج مدافع الهاون، وبعد إنتهاء الحرب واستقرار الأوضاع عادت المدينة إلى حياتها الطبيعية واستمرت في نموها وتوسعها لتصبح مدينة “بينزا” أضخم مركز صناعي وثقافي وعلمي في المقاطعة.
كما تنتشر في المدينة العديد من الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية، وتنتشر فيها أيضًا العديد من المسارح والمراكز الفنية والمتاحف، وكذلك تنتشر فيها الملاعب والمنشآت الرياضية ومراكز الرياضة الشتوية وغيرها، هذا إلى جانب ما تحتويه المدينة من المتنزهات والحدائق العامة والمعالم الأثرية والمعمارية، وأبرز المزارات السياحية في مدينة “بينزا”:
مبنى رواق اللحوم
شُيد بين عامي 1895م و1897م، وكان الهدف من إنشاءه تخصيصه لبيع اللحوم، وصُمم المبنى على الطريقة الروسية القديمة حيث البناء بالطوب الأحمر اللامع، وهو بناء ضخم ولا يزال يحتفظ بشكله وجماله القديم بالرغم من مرور أكثر من مائة عام عليه.
النافورة الموسيقية الملونة
أُنشئت في نهاية سبعينات القرن العشرين، وحولها ساحة كبيرة تمنح الضيوف قضاء أسعد الأوقات حيث المعزوفات الموسيقية المنبعثة من النافورة أو تلك التي تؤديها الفرق الموسيقية التي تجوب الساحة، الأمر الذي يصحبه الأجواء الرومانسية الشاعرية الخلابة.
متنزة المدينة المركزي
ويضم أشجار عتيقة يزيد عمرها عن 300 سنة، كما أنه يضم مدينة ألعاب كبيرة مُقسمة إلى ثلاثة أقسام الأول للأطفال والثاني للمغامرين والثالث للكبار، ويضم المتنزة أيضًا قبة كونية ومطاعم ومقاهي متعددة.
دير الثالوث الأقدس للراهبات
استمر إنشاء مبنى الدير من العام 1689م وحتى العام 1892م، وضُمت إليه في العام 1717م مبنى كنيسة “الكسندر سفيرسكي”، وأُقيم حوله سور حجري فيه عدد من أبراج المراقبة، ومع بدايات القرن التاسع عشر غُذيّ الدير بصوامع حجرية للغلال، ومع ثورة البلاشفة أغلق الدير وأُهمل، ثم أُعيد إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عام 1994 ليستعيد نشاطه الديني.
كنيسة شفاعة العذراء
يرجع تاريخها إلى العام 1677م، وصُممت على الطراز الباروكي، والجدران الداخلية للكنيسة مزخرفة ومنقوشه، أُغلقت الكنيسة عام 1931م وحُوِّل المبنى إلى دار للسينما ومن ثَم إلى مستودع، ثم أُعيدت الكنيسة إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وأُجريت عليها الترميمات واستعادت دورها الديني.
مسجد بينزا الجامع
ويعود تاريخ إنشاءه إلى العام 1891م، حيث شُيد ابتداءًا من الخشب، ثم ما لبث أن تحول إلى تحفة معمارية فريدة.
متحف بينزا الإقليمي
ويضم سبعة قاعات تعرض تاريخ وثقافة وطبيعة المدينة، كما يضم قطع أثرية من المستوطنات القديمة في المنطقة، وقطع أخرى تحكي تاريخ الحياة في الفترة الإمبراطورية، هذا إلى جانب الحفريات وهيكل عظمي ضخم من الماموث.