بو تعني بالعربية سفح الجبل أو الجرف، وترجع تسمية المدينة بهذا الاسم نسبةً إلى جرف “باو” حيث تقع بو على الحافة الشمالية لجبال “البرانس” في الجنوب الغربي للدولة الفرنسية، ويحيط بها نهر “غاف دو بو”، وتبلغ مساحتها ما يزيد عن 31 كم2 بإرتفاع عن مستوى سطح البحر يُقدر بـ 205 متر، ويسكنها ما يزيد قليلًا عن 77 ألف نسمة، وتبعد مدينة بو عن المحيط الأطلسي مسافة 100 كم، وعن إمتداد جبال البرانس في إسبانيا مسافة 50 كم، وقد يكون هذا الموقع الجغرافي بتفاصيله التضاريسية هو العامل الأهم والأول في كونها وجهة سياحية يعشقها محبي الطبيعة وتزلج الجليد.
ومن الناحية التاريخية تشير الآثار الرومانية الموجودة بالمدينة إلى كونها كانت محطة مراقبة صغيرة على الضفة الشمالية لجبال البرانس في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث بنى فيها الرومان قلعة صغيرة على جرف يرتفع لحوالي 80 متر، وبحلول القرن الثاني عشر تعددت المنازل حول القلعة وأصبحت منطقة إدارية صغيرة في العصور الوسطى، وأصبحت بو منذ العام 1464م العاصمة الأم للولاية القديمة “سوفرو بِيارن”، ولما كان العام 1512م تحولت مدينة بو وما حولها إلى ملجأ لملوك “نافار” الهاربين إلى جبال البرانس من إسبانيا، ومعيشة هؤلاء الملوك في المدينة جعلها شاهدة على ولادة ملكين من ملوك أوروبا لاحقًا هما “هنري الرابع” ملك فرنسا و”تشارلز الرابع” ملك السويد، وبصعود القائد الفرنسي العسكري “نابليون بونابرت” على هرم السلطة الفرنسية حوَّل قلعة المدينة إلى سجن للمعارضين، كما أنه أضاف للقلعة برجًا مهيبًا يشبه تلك الأبراج المشيدة في القرون الوسطى.
ورويدًا رويدا تمتعت بو بمكانة مهمة عندما أصبحت مركزًا تمر به خطوط الترام الكهربائية، وحينها أيضًا أصبحت منتجعًا مشهورًا يقصده الأغنياء وعِلية القوم لما فيها من طبيعة جميلة وهواء نقي لا تعكره أو تلوثه الأنشطة البشرية الصناعية، ومن أبرز المزارات السياحية في مدينة بو:
المتحف الوطني
مبنى المتحف بالأساس عبارة عن قصر يعود تاريخه إلى العام 1553م، وهو أيضًا القصر الذي استقبل المولود الجديد “هنري الرابع” الذي أصبح ملكًا على فرنسا فيما بعد، ولا زال القصر يحتفظ بشكله الخارجي وزخرفاته ونقوشه ومفروشاته الداخلية، ويضم بداخله العديد من المقتنيات الثمينة والفريدة مثل اللوحات والتحف الفنية والوثائق الخاصة بـ” هنري الرابع”.
متحف الفنون الجميلة
يعود تاريخ إنشاءه للعام 1864م، ويضم الأعمال الفنية القديمة والمعاصرة التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين، كما يضم عدد كبير من اللوحات الفنية المشكوك في أصالتها وجنسيتها إلى حد ما، ففيه لوحات من إسبانيا وهولندا وإنجلترا، هذا إلى جانب اللوحات الفرنسية.
المنتجعات السياحية
أكثر ما يميز مدينة بو كثرة ما تمتلكه من منتجعات سياحية والتي ما تلبث أن تتحول شتاءًا إلى منتجعات للتزلج على الجليد، وتبعد كل تلك المنتجعات مسافة خمسة وأربعين دقيقة فقط عن جبال البرانس، وتسمح كلها للضيوف بممارسة التزلج على الجليد وتسلق الجبال، ولكونها قريبة أيضًا من سواحل المحيط الأطلسي فهي تسمح بالإستمتاع بممارسة الرياضات المائية كالغوص وركوب الأمواج والسباحة والإبحار.
التنزة في شوارع المدينة
وأشهرها شارع “قصر البيرينيه” الممتد لحوالي 2 كم محاذيًا لجبال البرانس، فهو يمنح الضيوف فرصة للإستمتاع بالجمال الطبيعي وكذلك التمتع بتناول الطعام الفرنسي الشهي.