يُطلق عليها مجازًا لقب مدينة إلا أنها واقعيًا تشكل مع مدينة “بريمرهافن” التي تعتبر الميناء المتقدم لبريمن أصغر ولاية إتحادية في ألمانيا، أي أنه لا مانع جغرافي أو تاريخي أو إداري من نعتها بلقب ولاية “بريمن”.
تقع “بريمن” في الشمال الألماني في نقطة متوسطة بين “هامبورغ” و”هانوفر”، وتمتد الولاية حتى مصب نهر “فيزر”، وتبلغ مساحة “بريمن” وحدها دون شريكتها “بريمرهافن” نحو 326 كم2، ويسكنها نحو 565 ألف نسمة.
تنقسم مدينة “بريمن” على الأرض إلى شطرين يربط بينهما عدة جسور، الشطر الأول وهو القصبة (أو المدينة القديمة) ويقع على الضفة اليمنى لنهر “فيزر” ومازل هذا الشطر من المدينة يحتفظ بمعالمه وطابعه الإنشائي الذي يعود للقرون الوسطى، أما الشطر الثاني فهو المدينة الجديدة التي شُيدت أثناء القرن السابع عشر على الضفة الغربية للنهر.
أُسست “بريمن” على يد القديس “فيليهاد” في العام 787م، حيث عمِد إلى إنشاء أولى الأبرشيات الجرمانية فيها، وهي الأبرشيات التي انطلقت منها البعثات الإنجيلية لتنصير أهالي المناطق الإسكندينافية، وفي العام 956م أمر القيصر الجرماني “أوتون الأول العظيم” الأبرشية المحلية بإدارة المدينة وتنظيم الأسواق، وبدأت المدينة تستشعر الإزدهار والتطور مع بداية القرن الحادي عشر وأصبحت تعد بين كبرى مدن التجارة في أوروبا، ولما انتهت حرب الثلاثين سنة وضعت “بريمن” تحت السيادة السويدية، ثم أفلحت في نزع حريتها لفترة، وبعدها احتلها الفرنسيون عام 1810م وقت الحروب النابليونية، وبعد مؤتمر فيينا 1815م عادت إلى وضعها السابق كمدينة حرة، ثم انضمت طواعيةً إلى الإتحاد الألماني سنة 1866م، وأخيرًا إلى الإمبراطورية الألمانية عام 1871م.
شهدت “بريمن” خلال الحرب العالمية الثانية دمارًا شاملًا جراء الغارات الجوية التي شنتها قوات الحلفاء، وبعد الحرب كان الجزء الشمالي من ألمانيا تحت سيطرة القوات الأمريكية، ثم وضعت المدينة مع جارتها “بريمرهافن” تحت الإدارة البريطانية، ثم أصبحت ولاية مستقلة عام 1947م، إلى أن عادت ودخلت تحت الراية الألمانية مرة أخرى.
تعد “بريمن” ثاني أكبر ميناء في البلاد بعد “هامبورغ”، كما تتركز فيها صناعة السفن وصناعة الطائرات والتعدين وتكرير البترول والإلكترونيات والأجهزة الدقيقة والصناعة الغذائية ومصانع التبغ والمنسوجات، كما أنها من أجمل مقاصد السياحة في ألمانيا، ومن أبرز المزارات السياحية في مدينة “بريمن”:
مقاطعة شنور
مازالت هذه المقاطعة تحتفظ بالطراز الألماني القديم حيث الشوارع الضيقة والأبنية العتيقة، وتضم المقاطعة العديد من المطاعم والمقاهي التي تقدم أجمل الأطباق الألمانية الأصيلة.
الشتات التاريخية
هي عبارة عن مدينة تاريخية كاملة تعد الأجمل بين مدن أوروبا لما تحتويه من عدد كبير من الأبنية العتيقة المحتفظة بطرازها الألماني القديم، كما أنه يُقام فيها دائمًا الكرنفالات والمهرجانات الفنية والموسيقية المرحة، كما أنها تضم العديد من متاجر التحف والهدايا التذكارية اليدوية.
سوق بلاتز
هو عبارة عن ساحة مُربعة محاطة من كافة جوانبها بالأبنية الأثرية ذات الطرز المعمارية الأنيقة، والساحة مُغطاه بالكامل بأسقف من القماش، وتضم أيضًا العديد من المتاجر والبازارات مما يسمح بمتعة التسوق.
المتحف العلمي
هو من المتاحف المتخصصة في عرض كل ما يتعلق بتطور وتقدم العلوم المختلفة، وملحق به أيضًا مكان مفتوح مزود بنظام مائي متكامل من برك ونوافير وشلالات مما يبعث على البهجة والإستمتاع في الهواء الطلق.
قلعة بلدة روتس
هي من أقدم وأعرق المزارات السياحية في ألمانيا كلها، وصُممت هذه القلعة على الطراز القوطي حيث تاريخها العائد لذات العصر، ومن أهم مميزات القلعة إتاحة الفرصة للضيوف بالتنزه بداخلها مما يسمح بمشاهدة أجمل أشكال العمارة في العصور القديمة.
كاتدرائية القديس بطرس
يعود تاريخ تأسيسها إلى أواخر عصر النهضة الأوروبية، وتضم ضريح للقديس بطرس مؤسس الكنيسة وأحد تلامذة السيد المسيح، وتعرضت الكنيسة للحريق أيام الإمبراطور الروماني “نيرون”، إلا أنها رُممت ومازالت تحتفظ بشكلها القديم.