تُلقب بـ مدينة “الماس والأزياء”، تقع مدينة “انتويرب” قريبًا من حدود الدولة البلجيكية مع هولندا، وقريبًا أيضًا من بحر الشمال، وتشغل مساحة ٢٦٧٩ كم٢ تمتد كلها على الضفة اليمنى لنهر “شِلدة” التي تخترق القناة المتفرعة عنه “آلبرت” قلب المدينة إتجاهًا إلى الشرق، ويسكنها نحو ٤٩٤ ألف نسمة من المتحدثين بالهولندية.
تاريخيًا كان الظهور الأول لمدينة “انتويرب” كبلدة صغيرة محصنة يمتهن سكانها الصيد، ثم انتعشت تجاريًا واستقطبت رجال المال والتجار من أنحاء أوروبا بسبب خدماتها المصرفية وأصبحت مركزًا لإعادة توزيع السلع والمنتجات الأوروبية كالقمح والأخشاب والنحاس والسلع المستوردة والتوابل، ولما اشتعلت الحروب الدينية في أوروبا تراجعت أهميتها وأُغلقت مداخل نهر “شِلدة” في وجه السفن والبواخر، ثم احتلتها فرنسا عام ١٧٩٢م، وخرجت منها طواعيةً عام ١٨١٥م، ثم عادت واحتلتها مرة أخرى عام ١٨٣٢م.
ومع نشأة المملكة البلجيكية عام ١٨٣٩م أصبحت “انتويرب” ميناء المملكة الأول، واستمرت مدينة “انتويرب” على هذا الوضع حتى احتلها الألمان مرتين في الحربين العالميتين وحررتها القوات الإنجليزية عام ١٩٤٤م، ليُعاد إعمار المدينة بالكامل وتشتهر فيها بجانب التجارة والصناعة والميناء البحري الصاخب تجارة الماس.
ومن أبرز المزارات السياحية في مدينة انتويرب
ساحة غرانت ماركت
تقع في مركز المدينة، وتضم القاعة الرئيسية والعديد من المباني والبيوت التاريخية، كما تشغل منتصفها نافورة “برابر” التي تم إنشاءها في عام ١٨٨٧م على يد الفنان “جيف لامبو” وتمثال لجندي روماني بيد مقطوعة بسبب الحرب.
قاعة المدينة
تقع في الجانب الغربي من ساحة “غرانت ماركت”، وتأسست على يد “كورنيليس فلوريس دي فريندت” في الفترة ما بين عام ١٥٦١م وحتى ١٥٦٥م، وتضم القاعة بداخلها العديد من اللوحات الفنية التي تعود إلى القرن التاسع عشر.
كنيسة القديس بولس
تقع في وسط المدينة، وتأسست على يد القديس “سينت بولوسكيرك” في العام ١٥١٧م واكتمل بناءها عام ١٦٣٩م، وتضم بداخلها العديد من اللوحات الجدارية الرائعة التي يعود تاريخها إلى عام ١٦١٧م، والجدير بالذكر أن الكنيسة تعرضت لحريق مروع عام ١٩٦٨م ولكن تم إنقاذ غالبية محتوياتها.
كاتدرائية السيدة العذراء
هي أكبر كنيسة قوطية في بلجيكا، واستغرق تشيدها الفترة ما بين ١٣٥٢م وحتى ١٥٢١م، وفقدت الكنيسة الكثير من محتوياتها الفنية بعد أن تعرضت لحريق مروع في عام ١٥٣٣م، كما أنها تعرضت للكثير من الهجمات وفقدت الكثير من كنوزها ومكوناتها الحجرية.
متحف الفن التطبيقي وعلوم الآثار
المبنى بالأساس كان قديمًا نقابة للجزارين تأسس عام ١٥٠١م، وتحول الآن لمتحف يضم مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى ما قبل التاريخ، كما أنه يحتوي على العديد من الآثار المصرية والرومانية والميروفينجية، ويحتوي كذلك على الأسلحة والدروع والكثير من المنحوتات والقطع النقدية ومجموعة متميزة من الآلات الموسيقية التراثية.
متحف بلانتين موريتوس
يقع جنوب ساحة “غرانت ماركت”، والمبنى بالأساس كان منزلًا لخبير الطباعة “كريستوف بلانتين” منذ عام ١٥٧٨م، وتحول المنزل إلى متحف يعرض تاريخ الطباعة في المدينة، كما يحتوي المتحف على بعض المعروضات الأثرية الهامة التي تعود إلى “جوهانس غوتنبر” وتاريخ اختراع الطباعة.
كنيسة سانت جيمس
هي أجمل الكنائس في المدينة، وتضم الكثير من الكنوز الفنية والزخارف الباروكية ذات الشكل البارز، وتم تصميمها على يد كبار الفنانين، وتحتوي على قبر “سينت جاكوبسبرك” وبعض أفراد عائلته.
بيت روبنز
أُنشيء المنزل عام ١٦١٠ على يد الفنان “بيتر بول روبنز”، وعاش فيه مع زوجته “إيزابيلا برانت” حتى وفاته عام ١٦٤٠م، وقد استخدم البيت بعد الثورة الفرنسية كسجن وساءت حالته، ولكن تم ترميمه في عام ١٩٤٦ وحُول إلى متحف، ويحتوي البيت على العديد من اللوحات الأصلية الخاصة بروبنز، كما تحتوي إحدى غرفه على العديد من الأعمال الأخرى لبعض الفنانين المحليين.
متحف الماس
يقع في شارع الماس، وهو متحف متخصص في التعريف بتاريخ هذا الحجر الساحر منذ القرن السادس عشر إلى وقتنا الحاضر، كما يضم المتحف بُروش الطاووس لمصمم المجوهرات “غوستاف بوغراند” والذي يعود تاريخه إلى عام ١٨٦٧م، كما يضم المتحف مضرب التنس ECC المرصع بـ ١٦١٧ ألماسة.
رحلتين إلى مدينتين بلجيكيتين هنا: بروكسيل Bruxelles، نامور Namur.