تقع مدينة “إيفانوفو” في غرب روسيا على بُعد حوالي 300 كم شمال شرق موسكو بين ضفاف نهري “الفولغا” و”كليازما” وتحديدًا على ضفاف نهر “أوفود” أحد روافد نهر “الفولغا”، وتبلغ مساحتها ما يقارب 105 كم2، ولُقبت بأسماء متعددة على مدار تاريخها فُعرفت بـ “مدينة العرائس” و”أرض القطن المطبوع” و”مانشستر الروسية“، وأبرز ما اشتُهرت به من تسميات هو “عاصمة صناعة الغزل والنسيج الروسية”.
تاريخيًا تم تأسيس مدينة “إيفانوفو” بعد مُصادقة الإمبراطور “ألكسندر الثاني” على توحيد بلدة “إيفانوفا” التي تخصصت في زراعة الكتان، وفي العام 1561م وهبها الإمبراطور “إيفان” بضواحيها إلى الأمير “تشركاسكي” شقيق زوجته الثانية، وبحلول القرن السابع عشر وتبعًا لجودة الأقمشة الكتانية والقطنية المُنتجة فيها قام القيصر الروسي “بطرس الأكبر” بدعوة خبراء هولنديين لإنشاء معامل متخصصة في إنتاج الأقمشة.
وبشكل عام تعتبر مدينة “إيفانوفو” في الوقت الحاضر واحدة من المراكز الصناعية والثقافية والتعليمية الموجودة في وسط روسيا، حيث تضم العديد من المؤسسات الصناعية الكبيرة، الأمر الذي جعل منها عاصمة لصناعة النسيج في دول روسيا الإتحادية، كما أنها نُعتت بـ “مدينة العرائس” نظرًا لما تضمه من الصناعات الخفيفة التي تعد النساء أغلب العاملين فيها.
ومن الناحية السياحية والترفيهية تحتوي المدينة على الكثير من التماثيل والآثار المعمارية التي يعود تاريخ بعضها إلى بدايات القرن الثاني عشر، لذا فهي تعتبر من أهم المدن السياحية في روسيا الإتحادية، وأبرز المزارات السياحية في مدينة “إيفانوفو”:
متحف الفن المحلي
ويضم حوالي ثمانية عشر ألف قطعة فنية تمثل الرموز الروسية القديمة وبعض اللوحات الفنية القديمة ومقتنيات تذكارية للفنان الروسي “بوريس بروروكوف”.
متحف بوريلين إيفانوفو للتاريخ المحلي
تم افتتاحه للجمهور في العام 1914م، وصُمم وفق العمارة الروسية الكلاسيكية الجديدة على يد المهندس المعماري “بافل تروبنيكوف”، وبعض المواد المستخدمة في البناء جُلبت من إيطاليا مثل البلاط الملون والفسيفساء للأرضيات والرخام للدرج الرئيسي، ويضم المتحف مجموعة فريدة من التحف الفنية والأثرية التي تعبر عن تاريخ المنطقة من العصور القديمة وحتى أوائل القرن العشرين، كما يضم المتحف مجموعة من الكتب القيمة القديمة والأسلحة وبعض عناصر الفنون الزخرفية والتطبيقية.
متحف الفن التطبيقي
يقع بجوار قلعة “ميخايلوفسكي” في ميدان المريخ، وكان الهدف من إنشاءه إبتداءًا أن يكون مركز تعليمي للفنون، ثم تقرر أن يضم المركز متحفًا يحوي مجموعة كبيرة تصل إلى حوالي أكثر من 30 ألف قطعة ولوحة من مختلف فنون الزخرفة ومنتجات الحرف اليدوية بما في ذلك الأثاث والخزف والمنحوتات.
متحف إيفانوفو تشينتز
وهو حكَّاء لتاريخ صناعة المنسوجات وتطورها في المدينة، وفيه تُعرض منتجات القماش على شاشات عرض، كما يعرض الأدوات والمعدات القديمة والحديثة المستخدمة في الصناعة.
الحلقة الذهبية
هي من المناطق القديمة ذات الأبنية والقصور والمنازل التي تعود إلى القرون الوسطى، وتضم المنطقة أيضًا الكثير من المطاعم التي تقدم الأطباق الروسية التقليدية.
متحف الفن الإقليمي
تم افتتاحه في العام 1960م، ويحتوي على أكثر من 45 ألف قطعة منوعة من التاريخ والثقافات المتعددة فمنها التابع لحضارة مصر واليونان وروما، ومنها المعبر عن الفن الغربي والأوربي منذ القرن الثامن عشر، هذا إلى جانب لوحات الفنون البلاستيكية والنحاسية التي تعود إلى القرن السادس عشر.