تمتد مدينة “فيينا” عاصمة النمسا على مساحة 414.6 كم2، ورغم صغر حجمها تُعد المركز الثقافي والسياسى والإقتصادى الأهم للنمسا بل ولأوروبا كلها، ونظرًا لما تتمتع به المدينة من جمال طبيعي وثقافي وتاريخي وفني لُقبت على مر الأعوام بعدة أسماء مختلفة منها مثلًا “مدينة الموسيقى” و”مدينة الأحلام”… إلخ، لذا ذاع صيتها وأتى لها أفواج من الزوار للتمتع برؤية مبانيها التاريخية المذهلة وحدائقها الخلابة ومنشأتها ذات الهندسة المعمارية الفائقة الجمال.
ونظرًا لما تمتاز به المدينة كواحدة من أهم المدن الأوروبية السياحية آثرنا الحديث عن أبرز الأنشطة والجوالات التي يمكن ممارستها داخلها.
حضور الحفلات الموسيقية
تمتلك فيينا عدد لا حصر له من قاعات الحفلات والمسارح، وتحتوى كلها على أفضل الفرق الموسيقية المحلية والدولية البارعة في عزف روائع الموسيقى الكلاسيكية لأشهر فناني العالم الغربي، لذلك توجد فرصة عظيمة للإستمتاع بهذه الحفلات، بل ومن الممكن الإستمتاع بحفل موسيقي فى شوارع المدينة مع العديد من الموسيقين الموهوبين وهي حفلات دائمًا ما يُصاحبها الألعاب النارية الجميلة، فالأمر غير متوقف على المسارح الفنية فقط، كذلك توفر أغلبية المطاعم في المدينة فرصة حضور حفل عشاء لذيذ مصحوب بحفلات موسيقية جميلة بما يجعل الوجبة ساحرة ولا تقاوم.
زيارة قصر “شونبرون”
ويرجع تاريخه إلى العام 1699م، وكان قديمًا مقرًا لإقامة الإمبراطور والعائلة الملكية في فصل الصيف، ويمتاز القصر بتصميمه المعماري المتوافق مع الطراز الباروكي، كما يمتاز بمساحته الضخمة حيث يتكون من 1447 غرفة، وهو مزار أثري شاهد على ولادة العديد من الأباطرة النمساويين، فهو فرصة كبيرة للتعرف على حياة البذخ التى شهدتها السلطة فى هذه العصور، ويتزين القصر بالعديد من الحدائق الشاسعة الممتدة فى ساحته الأمامية ويرجع معظمها إلى أكثر من 300 عام، وتضم باحته حديقة حيوان ومتحف للأطفال وملعب كبير.
مطعم “فيجلميولير”
هو مطعم تاريخي تم إنشاءه فى عام 1905م بتصاميم معمارية أكثر من رائعة، ويشتهر بتقديمه وجبة الـ “شنيتزل” وهي وجبة نمساوية أصيلة تتكون من شرائح اللحم وأحيانًا من شرائح السمك التى يتم نزع العظم و الشوك منهما تمامًا وتغليفها بالبقسماط وقليها فى الزيت.
زيارة كاتدرائية القديس “اسطفان”
وهي واحدة من أهم وأقدم الكنائس فى المدينة، ويرجع تاريخها إلى القرون الوسطى، وتمتاز بالهندسة المعمارية الفائقة الجمال التي احتفظت برونقها على مدار 700 عام، وتقع الكاتدرائية فى ساحة “ستيفنبلاتز” فى قلب المدينة، وداخلها يمكن التمتع بالإطلاع على سراديب الموتى، وأيضًا يمكن تسلق البرج الجنوبى القوطي للكنيسة والذي يرجع تاريخ إنشاءه إلى عام 1433م، وبداخلها أيضًا كنوزًا فنية مثل الرخام الأحمر المنحوت الذى يرجع تاريخه إلى الفترة ما بين 1467 و 1513 ميلادي، ومذبح القوطي المنشأ عام 1447م، وقبر الأمير “يوجين” الذى يرجع تاريخه إلى 1754م.
زيارة المدينة الرومانية القديمة
وهي موجودة في ساحة كبيرة تم العثور بداخلها عام 1990م على آثار يرجع تاريخها إلى الإمبراطورية الرومانية، فهي حقيقةً حى روماني كامل، كما وجد فيها آثار ترجع إلى القرون الوسطى، فهي رحلة في الذاكرة التاريخية لهذه المدينة الأوروبية العظيمة.
جولة على عربة الحصان
من أهم الجولات السياحية ذات الشعبية الكبيرة هي الإسترخاء داخل عربة يجرها حصان رشيق يطوف المدينة فى خطوات متناغمة، فهي تجربة رومانسية ملكية.
زيارة المقاهي
ينتشر في المدينة العديد من المقاهي الممتازة التي تقدم أفخر أنواع القهوة، ولقد ظلت المدينة تشتهر بتقديم القهوة لعدة قرون لذا مذاق القهوة هنا مختلف عن أي مكان آخر في العالم، من هنا أصرت قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو على إضافة القهوة النمساوية كواحدة من مظاهر الثقافة التقليدية الفريدة.