وتُعرف كذلك باسم مدينة “اليورانيوم”، وتقع في الجنوب الغربي لروسيا ضمن الكيان الفيدرالي الروسي قريبًا من الحدود مع دولة “أوكرانيا“، وتأسست مدينة “فورونيج” على يد القيصر “فيودور الأول” في العام 1585م كحصن للدولة الروسية من غارات تتر القرم والشركس، وهذا لا يعني أن المدينة لم تُأْهل بالسكان قبل هذا التاريخ، بل على العكس أشارت الحفريات هناك إلى وجود مستوطنات يرجع تاريخها إلى العصر الحجري.
وبعد إنشاء ميناء المدينة في القرن السابع عشر بأوامر من القيصر “بطرس الأكبر” بدأت المدينة في التحول نحو الحضرية والتطور، والجدير بالذكر أن ميناء المدينة كان مسئولًا عن تشييد أسطول “أزوف” الذي استُخدم في حملتي “أزوف” أعوام 1695م و1696م ضمن الحرب الروسية العثمانية التي استمرت منذ العام 1686م وحتى العام 1700م، ويعتبر هذا الأسطول تاريخيًا هو أول أسطول يتم بناؤه في روسيا كلها، ولما حلَّ القرن التاسع عشر كانت “فورونيج” مركزًا صناعيًا لمنطقة “الأرض السوداء الوسطى”، وانتشرت فيها الصناعات التحويلية مثل المطاحن وصناعات الصابون والجلود وغيرها، كما تطورت فيها تجارة الخبز والماشية.
وإبان الحرب الوطنية الروسية العظمى بين عامي 1941 و1945 ميلادية، كانت فورونيج مسرحًا لقتال عنيف بين القوات الروسية والفيرماخت، كما استخدمها الألمان كنطقة إنطلاق للهجوم على “ستالينغراد” إبان الحرب العالمية الثانية، أما الآن فهي نقطة تحول تكنولوجية في أوروبا الشرقية حيث أنها تضم خامس أكبر مركز لعمليات “نوكيا سيمنز”، وتعتبر كذلك المركز الإداري لمنطقة “فورونيج”، وأصبحت تشغل مساحة 601 كم2، ويسكنها ما يزيد قليلًا عن نصف مليون نسمة، وأصبحت على بُعد حوالى 290 ميل من العاصمة الروسية موسكو.
وأبرز المزارات السياحية في مدينة “فورونيج”:
إدارة السكك الحديدية
صمم المبنى المعماري الروسي الشهير “م. تروتسكي”، وهو أحد المباني الكلاسيكية الدالة على القوة المفرطة للدب الروسي، ويعود تاريخ الإنشاء إلى أواسط القرن العشرين، ويعتبر مبنى الهيئة حاليًا الرمز المعماري لـ “فورونيج”.
متحف نيكيتين الأدبي
يرجع تاريخ المبنى إلى منتصف القرن الثامن عشر، وكان وقتها يُعرف باسم “القاضي”، حيث كان مكون من طابقين حتى العام 1795م فيهما مقر إدارة المدينة، ودار محفوظات مقاطعة “فورونيج” ومكاتب مؤسسات الحكم الذاتي المحلية ومتحف مقاطعة المحلية لور، وفي العام 1984م خُصص المبنى كمتحف أدبي يحمل اسم “نيكيتين” الكاتب الروسي الذي ولد وعاش في مدينة “فورونيج”.
منزل نيكيتين ميموريال
قام والد الشاعر ” إيفان نيكيتين” ببناء المنزل في العام 1844م، وقد عاش فيه الشاعر حتى وفاته في العام 1861م، ويعتبر “إيفان نيكيتين” واحدًا من أهم المواهب الروسية في القرن الثامن عشر، حيث إنتاجه الغزير من القصائد الطويلة والسير الذاتية والتي منها سيرته الشخصية “يوميات السينيار”، وتحول المنزل إلى متحف وفتح أبوابه للجمهور منذ العام 1924م، ويحتوي على مقتنيات الشاعر وممتلكاته الشخصية ومقالاته المحلية وخطاباته ومخطوطاته وأقدم إصدارات أعماله.
منزل ماندلشتام
“أوسيب ماندلشتام” أحد أعظم الشعراء في روسيا في القرن العشرين، وقد استأجر المنزل وأقام فيه هو وزوجته في العام 1934م، وكان له العديد من الأعمال الأدبية المميزة، وبعد وفاته قامت حكومة المدينة بتحويله إلى متحف يحمل اسمه تخليدًا لذكراه، ويضم المتحف كل مقتنيات الشاعر وأعماله الأدبية.
ميدان نيكيتينسكايا
يقع في وسط المدينة، وترجع تسميته إلى اسم النصب التذكاري الواقف فيه والذي تم إنشاؤه على يد النحَّات “شوكلين” في العام 1911م، كما أن الميدان يضم واحدة من أشهر دور السينما الروسية وتُدعى “بروليتاري” والتي تتميز بهندستها المعمارية الرائعة.
كاتدرائية البشارة
هي ثالث أكبر كنيسة عمالية في روسيا، ويبلغ إرتفاع مبناها نحو 97 متر، وصُممت كلها على الطراز الروسي البيزنطي في أواخر القرن التاسع عشر، وتحيط بها تماثيل وأيقونات لأربعة من الملائكة.
المتحف الإقليمي
يعرض المتحف بعض من السيرة الذاتية لـ “بطرس الأكبر”، كما يضم قطع أثرية تحكي تاريخ المنطقة قبل العصر البرونزي وحتى العصر السوفييتي.