عندما نتحدث عن سحر الطبيعة في مصر وسحر الأثار المصرية وسحر المناخ في مصر فإننا لا نبالغ على الإطلاق، فمصر لها مزايا خاصة حظيت بها دون العالم أجمع، وهنا في هذا المقال سوف نسلط الضوء على بعض معالم مصر الطبيعية الساحرة، ونعني هنا السحر بمعناه الحرفي من الإبهار والإثارة والحقيقة التي هي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.
عين السرو
تقع عين السرو في محمية الصحراء البيضاء الكائنة بالوادي الجديد والتي توجد تحديدا شمال واحة الفرافرة المصرية، وهي عبارة عن عين ماء عذبة جوفية وصالحة للشرب، وتتمتع المنطقة التي تقع فيها هذه العين بالجمال المبهر حيث تتحول أمامك لون الرمال الأصفر إلى اللون الأخضر الرائع المفعم بالحياة في هذه الواحة، كما سيبهرك مشاهدة الأشكال الجيرية، ولاتزال ترى الجمال في كل التفاصيل المحيطة بك حتى تصل إلى مجموعة من النخيل التي اصطفت على هيئة دائرة وهذه هي عين السرو التي تسحر العيون وتأسر القلوب وتجذب الأسماع بتلك القصص المثيرة التي تحاك حولها.
سر التميز في هذه العين
تتميز هذه العين بخاصية فريدة وهي أنه كلما اقترب منها شخص شديد العطش وفي حاجة إلى الماء، تبدأ الماء في الظهور تدريجيا ويرتفع منسوبها شيئا فشيئا، حتى تمتلئ تماما وتفيض وتصبح في متناول الشخص الواقف بجوار العين، ويمكنه أن يأخذ منها ما يشاء لغرض الشرب أو الوضوء أو غيره، وبمجرد أن تنصرف وتبتعد عنها تبدأ في الانخفاض تدريجيا حتى تجف الماء تماما وتظل كذلك ما شاء الله لها أن تظل حتى يأتي شخص آخر يحتاج إلى الماء، فتكرر معه نفس الخدمة وبنفس الطريقة.
مدى صدق تلك الحقيقة و تفسيرها
أما عن صدق وقوع هذه الأحداث كلما جاء إلى العين شخص يحتاج إلى الماء فهو أمر ثابت بشهادة سكان المنطقة الذين رأوا هذه الظاهرة مرات ومرات، وغيرهم ممن قدم لزيارة المنطقة.
أما عن تفسير هذه الظاهرة فهناك تفسيراً علمياً وعملياً، فالموضوع ليس مجرد مزحة أو درب من الادعاء وإنما هو حقيقة لها أسبابها، حيث يقال أن تلك المنطقة من الأرض تتميز بأن تربتها من نوع خاص فهي شبيهة بالإسفنج، فهي بمثابة قطعة اسفنج مليئة بالماء وحين يأتي شخص ويضغط على هذه المنطقة في دائرة هذه العين تبدأ بإخراج ما فيها من الماء، وبعد أن يبتعد عنها تعود وتمتص الماء مرة أخرى.
الأمر الغريب أنه من المعروف أن أي مصدر ماء جوفية يضخ الماء ليلاً ونهاراً حتى يتوقف عن ضخ الماء ويجف تماما في فترة من 50 ل 70 عاما، أما عين السرو فإنها تجود بالماء كلما اقترب منها أي كائن حي ثم تعود للجفاف، فالأمر وإن كان له تبريراً علمياً إلا أنه يظل ميزة خاصة ومنحة قاصرة على هذه البقعة من العالم، فسبحان الوهاب.