في التقرير السياحي الدولي لعام 2016 ميلادي اعتُبرت “جنوب أفريقيا” أفضل بلدان العالم للزيارة، وعادةً ما تعكس مثل هذه التقارير واقعًا ملموسًا علاوةً على إعتمادها على بيانات وإحصائيات ونسب وأرقام دقيقة وموثَّقة.
وحقيقةً عند مقارنة نتائج التقرير بما هو حاصل على أرض الواقع يتجلى واضحًا أن “جنوب أفريقيا” فعلًا تستحق، حيث أن لها سحرها ورونقها الخاص، فمن يزورها يشعر وكأنه زار العالم في مكان واحد، ولا عجب في ذلك فهي الدولة ذات الأحداث التاريخية الفائرة، وهي الدولة التي دومًا ما لُقبت بـ “عروس القارة السمراء”.
ولأنها العروس يعشقها محبو أجمل طبيعة وأروع حياة برية في العالم، وليس هذا فحسب بل توجد ثمة أسباب وعوامل عشرة جعلت هذا البلد الأفريقي يحصد ويستحوذ على جوائز السفر العالمية عامًا بعد آخر، هذه الأسباب وتلك العوامل هي ما سنستعرضه في السطور القادمة.
الأكثر حداثة
بالمقارنة مع الكثير من دول أفريقيا تعتبر البنية التحتية والمرافق الخدمية في جنوب أفريقيا حديثة ومتطورة، فمدن مثل كيب تاون وجوهانسبرغ وبريتوريا ودوربان وكنيسنا والعديد من المدن الأخرى لديها نظام متكامل من الخدمات والسبل الترفيهة، وهذا هو أهم أسباب إختيارها لإستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2010م.
الحياة البرية والمناظر الطبيعية
لا تزال جنوب أفريقيا – رغم حداثتها – تقدم العديد من عوامل الجذب التي تلفت إنتباه السائحين إلى أفريقيا، بما في ذلك ثقافة نابضة بالحياة وحياة برية متنوعة، إذ تضم مزيج نادر من التنمية الحديثة والثقافة الأفريقية والمعالم السياحية في الهواء الطلق، فضلًا عن الحياة البرية الجامحة التي لن تجد مثيلها في أي مكان آخر في العالم.
حديقة كروجر الوطنية
وتقع في شمال شرق جنوب أفريقيا، وهي واحدة من أقدم المحميات التي أنشئت في أفريقيا، وتوفر فرصة نادرة للإقتراب ومخالطة ومواجهة الأسود والفيلة وجميع الحيوانات الأخرى كالطيور والزواحف الأفريقية الشهيرة، وتبلغ مساحة الحديقة ما يقرب من 8000 ميلًا مربعًا، وتضم مجموعة رائعة من الحيوانات، ففيها 147 نوع من الثدييات، و507 نوع من الطيور، و114 من الزواحف المختلفة، و336 نوعًا من الأشجار، و34 نوعًا من البرمائيات، و49 من الأسماك.
الرحلات الجوية المباشرة، وجودة المطارات
تقدم العديد من شركات الطيران – من كل دول العالم تقريبًا – أرخص الرحلات الجوية المباشرة إلى كيب تاون وجوهانسبرغ, كما أن لدى جنوب أفريقيا مطارات من الدرجة الأولى والتي تُصنف على الدوام بأنها الأفضل في أفريقيا.
الجميع يتحدث الإنجليزية
تمتلك جنوب أفريقيا أحد عشر لغة رسمية، واحدة منها هي اللغة الإنجليزية، ويتحدث بها جميع السكان المحليين تقريبًا، ولذا فمن السهل جدًا التواصل معهم دون تعقيد وإهدار للوقت.
التنوع البيولوجي
تمثل جنوب أفريقيا أقل من 1٪ من مساحة اليابسة في العالم، وبالرغم من ذلك فلديها 6٪ من الثدييات والزواحف و 10٪ من الأنواع النباتية والأسماك والطيور النادرة في العالم، كما أن جنوب أفريقيا هي البلد الوحيد الذي لديه مملكة أزهار خاصة به، فهي تضم 9600 نوع من النباتات 70٪ منها فريدة من نوعها ولا تنمو في أي مكان آخر في العالم، وأحد أشهر هذه الأنواع الفريدة زهرة “بروتي العملاق” المعروفة أيضًا باسم “الملك بروتي”.
التعدد الثقافي
ثقافة جنوب أفريقيا تمثل مزيج فريد من جماعات أفريقية وآسيوية وأوروبية، ولذا يُطلق عليها “أمة قوس قزح”، ومن ثَم توجد في شوارعها كافة العادات والتقاليد الموروثة عن العديد من البلدان الأخرى، وبغض النظر عن إنتماء السكان العرقي أو المكان الذي يعيشون فيه فإن الجميع يقبل بالآخر.
كيب تاون
مدينة كيب تاون مدينة رائعة بكل المقاييس وبكل ما فيها من منازل ومحلات تجارية زاخرة وشوارع، وكذلك المرفأ الموجود بها، هذا إلى جانب الطبيعة الخلابة وبعض المناطق المشهورة مثل تيبل ماونتن وكيب بوينت، وكذا جبال “تيبول ماونتين”.
الشواطئ
الشواطيء واحدة من أبرز المقومات السياحية لجنوب أفريقيا، وهي منتشرة في مدن عدة مثل كيب تاون ودوربان وكنيسنا وخليج بليتينبيرج وغيرها من المدن الساحلية الكبرى التي تقدم الشواطيء الجميلة المثالية للإسترخاء.
الشمس
تقع جنوب أفريقيا في نصف الكرة الجنوبي، ولذا فإن فصول السنة فيها معاكسة للتي تسود في نصف الكرة الشمالي، كما تعتبر بلد مشمس بدرجة كبيرة بما في ذلك العديد من المناطق التي تدوم فيها الشمس لأكثر من 300 يوم في السنة.