الفيوم أكبر واحة طبيعية مصرية تحيط بها الصحراء من كل جانب ما عدا جنوبها الشرقي الذي يتصل بمحافظة بني سويف، وتبلغ مساحة الفيوم ما يزيد قليلًا عن الستة آلاف كيلومتر مربع، وتُلقب الفيوم – تضاريسيًا – بمصر الصغرى لأنها صورة مصغرة لكل ما تحتويه مصر من تضاريس مختلفة، فعلى أرضها توجد البحيرات والطبيعة الخضراء والأراضي الصحراوية، هذا الإختلاف الطبيعي أدى بالتبعية إلى إختلاف الأنماط المعيشية لسكانها فمنهم من يحيا وفق العادات الريفية ومنهم من يعيش حياة ساحلية وأيضًا تتعدد فيها القبائل البدوية.
ولم تقتصر الإختلافات في الفيوم على ذلك وحسب، بل تتعدد فيها أنواع الحياة البرية لأنها تختلف في منسوبها الأرضي، ففي الشمال ينخفض منسوبها إلى 42 مترًا تحت سطح البحر، أما في الجنوب فتنخفض الأرض نحو مترين فقط تحت مستوى سطح البحر، ولذلك كانت عبر التاريخ أغنى وأهم وأشهر مناطق مصر ضمًا لسواقي وطواحين الماء.
وتشتهر الفيوم بتعدد مقاصدها الطبيعية، ولم تُعدم أيضًا من إمتلاك مجموعة متنوعة من الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، وهذا كله مما جعلها إحدى الوجهات السياحية المصرية الهامة.
فالجولة اليوم بين أحضان واحة الفيوم النضِرة.
وادي الريان
ويقع على بُعد 70 كم من مدينة الفيوم، وتبلغ مساحته حوالي 35 ألف فدان، وهو عبارة عن بحيرات وعيون طبيعية، وأهم ما يميزه الشلالات، كما أنه مُصنف كمحمية طبيعية.
منطقة وادي حيتان
ويُعرف أيضًا باسم “منطقة جارة جهنم” ويقع بالشمال الغربي لمحمية وادي الريان، ويتضمن بقايا حفريات متحجرة يرجع عمرها إلى حوالي 40 مليون عام لهياكل حيتان بدائية وأسنان سمك القرش.
سواقي الهدير
تشتهر الفيوم بسواقي الهدير التي تُدار بقوة دفع المياه وتستخدم في نقل المياه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى دون وجود دواب أو آلات، وبالمحافظة أكثر من 200 ساقية موزعة في جميع أنحائها، ويعد أشهرها السواقي الأربعة الموجودة في ميدان شهير بمدينة الفيوم، ويعود تصنيع سواقي الهدير بالفيوم إلى ما يربو على الألفي عام، حيث ابتُكرت في العصر البطلمي بعد أن اتجه المصري القديم إلى الزراعة، وقد اتُخذت السواقي شعارًا لمحافظة الفيوم.
منطقة جبل المدورة
ويُعرف باسم “جبل النهدين”، وهو أجمل ما صورته الطبيعة على ساحل البحيرة السفلى لوادي الريان، كما تحتوي الصخور الجيرية بالجبل على حفريات متنوعة أخرى لكائنات بحرية من عصر الأيوسين المتوسط، وسياحيًا هي منطقة تصلح لممارسة الرياضات البحرية وسياحات السفاري وركوب الخيل والجمال ومراقبة الطيور.
بحيرة قارون
تقع في شمال المحافظة على بُعد 22 كم، وتبلغ مساحتها 55 ألف فدان، وهي أقدم بحيرة في مصر كلها، كما أنها الجزء المتبقي من بحيرة موريس القديمة، وتحدث عنها “هيرودوت” واصفًا إياها بأكبر بحيرة صناعية حفرتها أيدي البشر وكان ذلك في عهد الملك “أمينوفيس”.
عين السيليين
وتقع على بُعد 9 كم من المدينة، وتشتهر بحدائقها ومدرجاتها الخضراء إلى جانب ما تضمه من ينابيع طبيعية.
الآثار الفرعونية
هرم هوارة: بناه الملك “سنوسرت الثاني” من الطوب اللبن بإرتفاع 48 متر، ويوجد بجواره ثمانية مصاطب تُعد مقابر لأميرات أسرته.
مسلة سنوسرت: وتقع بمدخل المدينة، وبناها الملك “سنوسرت الأول” من الجرانيت الوردي، ويبلغ إرتفاعها 13 مترًا.
الآثار اليونانية الرومانية
مدينة كرانيس: وتقع بمنطقة كوم أوشيم، وبها معبدان لعبادة الإله “سوبك”، وفيها أيضًا معاصر النبيذ في الطريق إلى المعبد الشمالي.
معبد قصر قارون: يقع المعبد على بُعد 44 كم من مدينة الفيوم، ويرجع إلى العصر البطلمي، ويضم 365 حجرة وقدس الأقداس.
الآثار المسيحية
دير الملاك غبريال: ويقع بجبل النقلون بمركز إطسا، ويرجع للقرن الخامس الميلادي، وهو من أقدم الأديرة بالفيوم وبه كنيسة الملاك غبريال الأثرية.
دير العزب: ويقع بقريه العزب على بُعد 5 كم جنوب الفيوم، وفيه كنيسة أثرية للسيدة العذراء ومزارًا للأنبا إبرام ومتحف المخطوطات وكنيسة أبي السيفين وبعض الكنائس الحديثة.
الآثار الإسلامية
قنطرة الاهون: وهي عبارة عن قنطرتين منفصلتين من الحجر الصلب شيدها الظاهر بيبرس من أجل تنظيم دخول المياه إلى الفيوم.
مسجد قايتباي: وشيدته السيدة “خوندا أصلباي” زوجة السلطان “قايتباي”، ويعتبر فريدًا من نوعه حيث إن منبره مطعم بسن الفيل المستورد من الصومال ومُركب من جزيئات صغيرة يمكن فكها وتجميعها.
المسجد المعلق: وترجع التسمية إلى بناءه على ربوة مرتفعة، ويرجع تاريخه للعصر العثماني حيث شيده الأمير سليمان على طراز المساجد المملوكية.
مسجد الروبي: شيده السلطان برقوق من الطوب اللبن ومئذنته تشبه مئذنة الجامع الأزهر الشريف.