تتجه الأعين هذا الصيف نحو الدول التي ستحتل المراتب الأولى في قائمة السياحة أثناء الأوضاع السياسية المتوترة في بعض الدول العربية لتتمحور غالبية اختيارات المسافرين العرب بين دول شرق آسيا والدول الأوروبية، ويكون القرار معتمدا على الميزانية المقترحة.
يجد السائح العربي في مقصده السياحي الترفيه كما يعرفه هو إما بالتسوق أو بالسياحة البحرية أو بمشاهدة الطبيعة الساحرة أو كلها مجتمعة في مكان واحد! ولكن يظل السؤال هنا: لمَ لا تتوفر أي من وسائل الترفيه هذه أو غيرها في بلاده؟ وتظل الإجابات متحججة بضعف البنية التحتية وسوء البرامج والخدمات السياحية التي لا تجذب سوى ذوي الدخل المحدود!
ووسط وهم التخطيط لبرامج سياحة جديدة في المملكة يحزنني وضع السياحة الدينية فيها خصوصا تلك التي في مكة والمدينة اللتين لا تملكان اليوم أي معلم إسلامي يمكن زيارته في الوقت الذي تكون المملكة منبع انتشار الإسلام وموطن نبي الأمة وصحابته ومركز خارطة السياحة الإسلامية وقبلة المسلمين.
طُمست المعالم التي كانت تحكي تاريخا مجيدا لنشأة الإسلام من منزل الرسول ﷺ بمكة وأضرحة بعض الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت الكرام ومنازلهم، واختفت آثار المعارك الإسلامية التي كانت تمثل رمزا من رموز نصر المسلمين وفتوحاتهم. بعد زيارة الحرم النبوي والمساجد المقدسة لا أذكر أني قد عثرت على أي معلم إسلامي في المدينة المنورة سوى مكان يُعرف بأنه موقع لبئر رومة التي اشتراها عثمان بن عفان – رضي الله عنه – من اليهودي وأوقفها في سبيل الله.. وبُني على هذا الموقع مدرسة فلا توجد أيّ ملامح له حاليا.
لماذا يُحرَم المسلمون من مشاهدة معالم دينهم في حين تتسنى لهم فرصة مشاهدة معالم الأديان والحضارات الأخرى حول العالم وحين تحتفظ بعض الدول ببعض الآثار الإسلامية كتركيا وإسبانيا؟ ولو كانت في أيدي غير المسلمين لحظيت باهتمام كبير واستقطبت السياح المسلمين من كل مكان!
بقلم: دينا الصاعدي
وهنا تقرأ: السعودية.. نحو الإصلاح
أيضًا؛ هنا: السياحة الداخلية السعودية.. تفهَّم