تُعد السمنة في الطفولة حالة طبية خطيرة يصاب بها الأطفال، والمراهقون، ويمكن اعتبار الأطفال بدناء، عندما يكون وزنهم فوق الوزن الطبيعي بالنسبة لسنهم وطولهم.
وتعتبر سمنة الطفولة مقلقة، خصوصًا لأن الأرطال الزائدة تضع الأطفال عادة على بداية طريق المشاكل الصحية، والتي كانت تعتبر فيما سبق مشاكل بالغين؛ مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، والعديد من الأطفال البدناء يصبحون بالغين بدناء وخاصة إذا كان أحد الوالدين، أو كلاهما بدينًا، كما يمكن أن تؤدي البدانة في الطفولة إلى عدم تقدير الذات والإحباط.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس كل الأطفال الذين يَزِنون أرطالًا زائدة لديهم زيادة الوزن، أو يعانون من السِّمنة المفرطة؛ حيث أن بعض الأطفال لديهم أشكال للجسم أكبر من المتوسط، ويحمل الأطفال عادةً كميات مختلفة من الدهون في الجسم في مختلف مراحل النمو؛ لذلك قد لا تعرف من مجرد النظر إلى الطفل ما إذا كان الوزن مصدرًا للقلق على صحته.
وهناك أبحاثاً علمية حديثة، تابعة لجامعة كامبريدج البريطانية، تطرقت إلى العلاقة بين كتلة الجسم للأطفال، وبين أدائهم الدراسي، وقد أجريت هذه الدراسة على ٣٠٠٠ طفل في المرحلة الابتدائية، وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية “Cerebral Cortex”، والتي أكدت على وجود علاقة بين سمنة الأطفال في المرحلة الابتدائية، وبين تراجع قدرات التفكير، والذاكرة، وغيرها من المهارات الذهنية لديهم.
وقد توصل فريق البحث، الذين قاموا بإجراء هذه الدراسة إلى العديد من الاستنتاجات الهامة، وتشمل هذه الاستنتاجات:
أن الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة لا يحققون النتائج الجيدة المرجوة منهم في اختبارات مهارات التفكير، والذاكرة، وحل المشكلات.
تقل لدى أطفال الوزن الزائد المادة الرمادية في قشرتهم الدماغية، كما أنهم سيواجهون صعوبات في التخطيط لحل المشكلات، وتنظيم العواطف؛ وذلك لتراجع الوظائف التنفيذية لديهم.
وقد أكد الباحثون أن هذه الدراسة لا تنطبق على جميع الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذه الدراسة بكل تأكيد تُساهم في فهم جزء بسيط من تأثير السمنة على دماغ الطفل.
فيما يرجح باحثون آخرون فرضية تقول أن الأطفال تكون لديهم أدمغة مختلفة، قبل أن يصيروا بدناء، وهو ما يجعلهم يفضلون الأطعمة الغنية بالسكريات، والدهون بشكل أكبر، مع تأثير ذلك في نفس الوقت على قدراتهم الخاصة بالتفكير.