واحداً بالمئة من سكان العالم يستطيعون أكل ما يشاءون دون أن يؤدي ذلك إلى زيادة في أوزانهم، والسر وراء ذلك هو جين النحافة، هذا ما كشفته دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، فهل من علاقة بين وزن الجسم والموروثات الجينية، وفي هذا المقال سنتعرف على أسباب كل من السمنة والنحافة ومضاعفتهما، وكيف نقيس السمنة، فتابعنا عزيزي القارئ.
علاقة الجينات بالنحافة والسمنة
تقول “د. ميسم عكروش” استشارية الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد: أن جين السمنة معروف عالمياً وله استعداد وراثي، أي أن الشخص يكون لديه جينات وراثية لزيادة عدد خلايا الدهون التي تزيد مع عمره، وتكبر معه.
وكذلك جين النحافة له استعداد وراثي أيضاً في عملية الحرق أكثر من غيره، لكن لم تكون هذه الدراسة منشورة في مجلات كبيرة ومعروفة علمياً، ولا توجد معلومات وثيقة تأكد ذلك، إنما هو استعداد وراثي بالفعل، فكل جسم يختلف عن الآخر، جسماً يحرق والآخر بطيء بالحرق، كما أن للسمنة والنحافة مؤثرات خارجية غير الاستعداد الوراثي.
ويمكن قياس السمنة عن طريق ما يعرف ب مؤشر كتلة الجسم BMI – Body Mass Index وهو وزن الشخص بالكيلو جرام على طوله بالمتر تربيع، ويجب ألا يتعدى ال٢٥، فأقل من ١٨,٥ يعتبر هذا الجسم نحيفاً، أما بين ١٨ و ٢٥ يكون الجسم المثالي، وفوق ال ٢٥ إلى ٣٠ يمون الجسم مصاب بالسمنة أو زيادة الوزن. أما السمنة المفرطة والمرضية هي عندما يكون مؤشر كتلة الجسم فوق ال ٣٠.
ومعدل الحرق في الجسم يختلف من شخصاً لآخر، فجين الوراثة له علاقة كبيرة في معدل الحرق، وهناك بعض العوامل الأخرى التي تساعد الجسم في حرق الغذاء ومنها ما يلي:
- ممارسة الرياضة: فالحركة والنشاط لهما دوراً كبيراً في حرق الطعام.
- نط الحياة الغذائي: حيث يجب أخذ وجبات كبيرة في العديد قليلة في الكمية، حتى تساعد الجسم في عمليات الحرق.
- نوع الغذاء.
- شرب السوائل الكافية.
- عدم أخذ السكريات: وحتى السكريات القليلة لا يفضل تناولها لإحتوائها على كمية كبيرة من السعرات الحرارية التي تزيد من وزن الجسم.
وتتنوع الأسباب بين الفسيولوجية والمرضية، فهناك أشخاص لا يتحركون لأنهم لا يريدون الحركة، وآخرون لا يتحركون لأن لديهم ألم في المفاصل والعضلات، أو يعانون من أمراض القلب والأزمة الصدرية، ولا يستطيعون الحركة بسبب ضيق النفس وألم الصدر.
وهناك أخرون لا يتحركون بسبب كسر في أحد أجزاء الجسم مثلاً، فيستعملون الووكر Walker ليساعدهم على الحركة.
فدائماً لا تكون الأسباب بيد الشخص أي خارجة عن إرادته، وتتدخل الأدوية أيضاً في عوامل الحرق، فمثلًا الكورتيزون يزيد الشهية، وبالتالي المريض الذي يأخذ الكورتيزون كعلاج يزيد وزنه دون إرادته.
ومن الأسباب التي تبطء معدل الحرق أيضاً ما يلي:
- القلق.
- الإكتئاب.
- اضطرابات النوم: تؤثر على عمليات الحرق بصورة واضحة جداً.
- بعض الأمراض: مثل كسل الغدة الدرقية الذي يؤخر عملية الحرق، مما يساعد في زيادة الوزن عند المرضى.
- الأورام التي تفرز بعض الهرمونات.
ويمكن أن يقل معدل الحرق أحياناً ببعض المرضى الذين لديهم متلازمة الأيض Metabolic syndrome فيكون محيط الخصر في الذكور أكثر من ٩٥، والإناث أكثر من ٨٧، وترتبط أيضاً بأمراض القلب والشرايين وإرتفاع ضغط الدم، وكذلك أمراض السكري.
ومن مضاعفات السمنة ما يلي:
- التأثير على الجهاز الدوراني للقلب والشرايين ومرض السكري.
- أمراض المرارة.
- الإرتداد المريئي.
- تشحم الكبد.
- الأورام: فهناك ارتباط وثيق بين السمنة والأورام، مثل ما يلي:
- أورام الثدي.
- أورام القولون.
- أورام البنكرياس.
إذن فالجسم هو منظومة كاملة من الأعضاء التي ترتبط وظائفها معاً بطريقة أو بأخرى.
أسباب النحافة المفرطة
تابعت “د. عكروش” النحافة المفرطة أو عدم القدرة على زيادة الوزن، تتعدد أسبابها بين المرضية والطبيعية، فقد تكون طبيعية إذا كانت في الحدود الطبيعية، أي أنها تكون بسبب الاستعداد الجيني أو الاستعداد في الجسم وبمعدل الحرق أيضاً، وأيضاً أسباب مرضية، يمكن تلخيصها فيما يلي:
- القلق.
- الإكتئاب.
- سوء الإمتصاص.
- الإفراط في فراز الغدة الدرقية: الذي يسبب زيادة الحرق ومعدل الأيض، وبالتالي لا يستفيد الشخص من الغذاء.
- مرض السكري: في حالة عدم ضبط السكري بالجسم يؤدي إلى فقدان الوزن.
- الإسهال المزمن.
- أمراض القولون التقرحي.
- الحساسية وخاصة حساسية القمح.
- الاضطرابات النفسية: التي ترتبط بالغذاء مثل البوليميا Bulimia، ومتلازمة الغذاء المفرطة.
- المبالغة في ممارسة الرياضة.
- تناول الأدوية التي تمنع الإمتصاص.
وأخيراً يتضح لنا أن النحافة كالسمنة مرضاً يستوجب العلاج، والعقل السليم في الجسم السليم، فننصح الجميع بالمحافظة على جسم متوازن فيه جميع المواد الغذائية.