لقد أصبحت السمنة الآن تصنف من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على جميع جوانب حياة الإنسان، كما تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والصحة الجسدية.
وله الكثير من الأسباب منها الجينية، والهرمونية، وأسباب متعلقة بكثرة تناول الطعام الغير صحي؛ لذلك يجب على جميع الناس الاهتمام بنظامهم الغذائي الصحي، وكثرة الحركة وممارسة الرياضة للحماية من الإصابة بهذا المرض.
إحصائيات مرض السمنة
يقول الدكتور “أشرف الصالحي” استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان أن: السمنة هي مشكلة عالمية تحدث في كل منطقة في العالم؛ حيث أن ٦٥٠ مليون شخص يعاني من مرض السمنة حول العالم.
وهذه النسبة تضاعفت بشكل كبير مقارنة مع آخر ٢٠ عام، كما أن هناك ترتيب لدول العالم من حيث الأكثر إصابة بالسمنة، وتعتبر دولة الأردن الدولة رقم ١٣ في التصنيف العالمي للسمنة، وهذا المرض شائع لدى النساء أكثر من الرجال.
من الجدير بالذكر أن مشكلة السمنة لها الكثير من الأسباب المتعددة منها الجينات، البيئة، الهرمونات، وكذلك لها علاقة بالنفسية، وهناك دراسات دائمة من قِبل الأطباء المتخصصين لهذا الموضوع.
تأثيرات السمنة على الصحة
تابع د. “أشرف”: السمنة تؤثر بشكل كبير على الصحة؛ حيث أنها متعلقة بأمراض القلب، والضغط، والسكري من النوع الثاني، كما أنها أيضًا تؤدي لزيادة نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس، سرطان الثدي، وسرطان الجهاز الهضمي.
بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على الصحة النفسية؛ حيث تسبب الاكتئاب والقلق والتوتر وفقدان الثقة في النفس والانعزال، وكل هذه الأشياء تؤثر على أداء الشخص سواء في العمل، أو المجتمع، أو الدراسة، كما تؤثر السمنة على جميع نواحي الحياة.
كيف يتعامل الأهل مع الطفل في حالة زيادة وزنه؟
كما يقول د. “الصالحي”، أهم نقطة هي الانتباه لوجود مشكلة زيادة الوزن أو السمنة؛ فهناك معايير معينة للطفل من حيث وزنه وطوله بالنسبة للعمر، وعند وجود زيادة في هذه النسب يجب الانتباه.
كما أضاف أنه يجب الإكثار من إعطاء الطفل أطعمة صحية، والتقليل من الأطعمة الغير صحية، ومساعدة الطفل على كثرة الحركة وممارسة الرياضة، لأنه كلما تقدم العمر كلما أصبح علاج مشكلة السمنة أصعب، ويقل معدل الأيض والحركة في الجسم، وتحدث مشاكل في الجهاز الهضمي.
أردف د. “أشرف”: إذا كان الشخص مصاب بالسمنة وقام بالعديد من المحاولات لإنقاص وزنه ولكنه فشل، فأهم نقطة في العلاج عدم اليأس أبدًا، لأن اليأس والإحباط يتسبب في زيادة مشكلة السمنة وزيادة تناول الطعام.
ثم بعد ذلك يجب عليه اللجوء لاستشاري متخصص والبحث عن سبب المشكلة الرئيسي، لأن مشكلة السمنة ليست متعلقة فقط بكثرة تناول الطعام، وإذا لم تنجح الرياضة والنظام الغذائي في تخفيض الوزن فهناك بعض الأدوية تؤخذ تحت استشارة الطبيب وتساعد في تقليل الوزن، وإذا لم تنجح جميع الحميات الغذائية والأدوية يتم في النهاية اللجوء لبعض العمليات الجراحية.
“مما لا شك فيه أنه إذا كانت مشكلة السمنة تؤثر على الحياة بشكل عام فمن الممكن المتابعة مع طبيب نفسي مع العلاج الخاص بالسمنة”
ختامًا، السمنة هي مرض يؤثر على جميع أجزاء الجسم، ويؤثر على نظام الحياة بالنسبة للشخص المصاب، ويؤثر على الصحة النفسية؛ لذلك يجب الاهتمام بهذا المرض منذ الصغر، كما يمكن علاجه ببعض الإجراءات البسيطة مثل تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة، وذلك للحماية من المشاكل والمضاعفات الخطيرة لهذا المرض.